قالت مصادر طبية بمستشفى بئر العبد المركزي بشمال سيناء إنهم استقبلوا 9 جثامين و6 مصابين، غالبيتهم من عائلة واحدة، قضوا نتيجة قذيفة "مجهولة المصدر" سقطت عليهم في منطقة مزارع تفاحة جنوبي بئر العبد بحوالي 4 كيلو مترات.
وبحسب معلومات أولية وفّرتها مصادر من مرفق الإسعاف بشمال سيناء أن عددًا من المصابين الستة في حالة حرجة في مستشفى بئر العبد المركزي.
ووفرت المصادر أسماء 8 من القتلى من أسرة واحدة وهم: عطية أحميد سلمان، الأب، وزوجته صالحة سلمان محمد، و 6 من الأبناء هم محمد عطية أحميد، ونجوى، وعبد الله، ونسرين، وإسراء، وسعيد.
وقالت مصادر أهلية إن الحادث وقع في تمام الرابعة و20 دقيقة عصر يوم السبت نتيجة انفجار بالسيارة التي كانت تقلهم عقب انتهاء عملهم في جمع محصول الزيتون، وذلك بعد 3 ساعات من هجوم على أحد أكمنة القوات المسلحة أسفر عن وقوع إصابات في صفوف قوات إنفاذ القانون.
وأضافت المصادر إن أفراد العائلة اعتادوا الذهاب إلى مزارع منطقة تفاحة في وقت مبكر من صباح السبت لجمع محصول الزيتون في سيارة ربع نقل من طراز نيسان، وأنه عقب انتهاء العمل كانت تحلق في الأجواء طائرات حربية، ووقع انفجار كبير بالسيارة ناتج عن قصف جوي أدى لسقوط هذا العدد الكبير ما بين قتيل وجريح.
وقبل هذا الحادث؛ انفجرت عبوة ناسفة بـ 3 ساعات أثناء مرور مدرعة تمشيط تابعة للقوات المسلحة في منطقة جعل القريبة من منطقة مزارع تفاحة، ما أسفر عن وقوع إصابات توضيح عدد، وذلك نظرًا لنقل الضحايا من المصابين والقتلى إلى المستشفيات العسكرية.
وعقب تداول الخبر؛ تدافع المئات من سكان مدينة بئر العبد وقراها إلى المستشفى المركزى للمساهمة فى عمليات التبرع بالدماء والتضامن مع عائلة القتلى وجميعهم من عائلة "الربايعة" إحدى عشائر قبيلة "البياضية" والذين يقطنون قرية الدراويش، إحدى توابع مركز بئر العبد.
وفيما كان الأهالى يتجمعون أمام المستشفى، كان آخرون يساهمون في حفر القبور لاستقبال الجثث في قرية الدراويش بعد استخراج تصاريح الدفن، في مشهد أعاد من الذاكرة التضامن الأهلي الكبير بعد وقوع مذبحة مسجد الروضة الشهيرة بمدينة بئر العبد.
من جانبها؛ لم تدل المصادر الرسمية في شمال سيناء بأي بيانات أو تصريحات بخصوص الواقعة، فيما اكتفى الأهالى بتناقل المعلومات من مستشفى بئر العبد نقلًا عن المصابين أو من خلال أطقم التمريض العاملة.
وتأتي تلك الواقعة بعد أسابيع من الهجوم الذي استهدف كمين تفاحة التابع للقوات المسلحة جنوب مركز بئر العبد ظهر يوم الجمعة 27 سبتمبر/ أيلول 2019، ما أسفر وقتها عن سقوط 8 قتلى و10 مصابين من الجيش والمدنيين.
وفي أعقاب هذا الهجوم انفجرت سيارة ربع نقل بالتزامن مع تحليق طائرة حربية في الأجواء، ما أسفر وقتها عن مصرع شقيقين وإصابة والدهما قرب منطقة المغارة.
وتشير وقائع أخرى إلى سقوط ضحايا من المدنيين في مناطق متفرقة بشمال سيناء منذ انطلاق العلية الشاملة سيناء في فبراير/ شباط 2018، ضد عناصر تنظيم ما يسمى ولاية سيناء، داعش.
ومن بين هذه الوقائع؛ مقتل 5 مدنيين وإصابة 11 آخرين غالبيتهم من قبيلة السواركة في قصف جوي بمحيط قرية الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد.
كما قتل 9 أفراد من قبيلة السواركة في قصف جوى بالخطأ لديوان عائلي بقرية الميدان غرب العريش.
وفي 8 أبريل/ نيسان 2015 حدثت واقعة عائلة الهبيدي من قبيلة السواركة بقرية الظهير جنوب الشيخ زويد، حيث سقطت قذيفة مدفعية تسببت في مقتل 13 فردًا من العائلة بينهم 4 أطفال و5 سيدات.
وفي 13 سبتمبر 2013 قتل 4 أطفال و3 سيدات، وشاب نتيجة إصابة منزل بقذيفة دبابة.
وبحسب إحصائية لمديرية التضامن الاجتماعي بشمال سيناء؛ بلغ عدد القتلى المدنيين في شمال سيناء منذ العام 2013 حتى يوليو 2017 نحو 600 قتيل، و1240 مصاب غالبيتهم من مركزي الشيخ زويد ورفح.