مع بدء اليوم الأول لدور الانعقاد الخامس والأخير للبرلمان؛ وجّه رئيس مجلس النواب علي عبد العال، عددًا من الرسائل السياسية على خلفية ما شهدته عدد من محافظات الجمهورية من مظاهرات يوم الجمعة 20 سبتمبر/ أيلول.
أولى رسائل عبد العال كانت للحكومة، وقال تعقيبًا على أداء بعض وزرائها "المجلس ستكون له وقفة شديدة مع مسؤولي الحكومة. لن نترك الشعب ومصالحه بعيدًا عن هذه القاعة، والمجلس لن يسمح للمسؤولين التنفيذيين تصدير المشاكل لرئيس الجمهورية"، واستطرد "عليهم تحمل المسؤولية، وأن يحنوا على الشعب الذي ينتظر منهم الكثير".
وطالب عبد العال، في ثاني رسائله، النواب ضرورة تفعيل الأدوات الرقابية قائلًا "التاريخ لن يرحمكم. التاريخ لن يرحم هذا المجلس إذا ترك التنفيذيين (الوزراء) بهذه الصورة".
في ذات السياق هاجم النائب مصطفى بكري الحكومة في كلمته، مطالبًا عبد العال ببدء نظر الاستجوابات المقدمة من النواب ضد الحكومة، ومناقشتها تحت قبة المجلس، قائلًا "نحتاج إلى الرأي والرأي الآخر، فقد اخترنا قائدًا وطنيًا لا نشك في نزاهته، لكننا نحتاج إلى الحديث، وأن تكون هناك مراجعة حقيقية، مصر لابد أن تبقى برجالها وشعبها وصحافتها وبرلمانها، والرأي والرأي الآخر، قد الدنيا".
وكشف بكري بعضًا من القيود المفروضة على الصحافة والإعلام "مبقتش قادر أستضيف محافظ ولا وزير، هما دول اللي هيتكلموا عن رؤية الدولة ويدافعوا عنها".
فعلق عبد العال "أعتقد أنه سيتم إجراء إصلاحات سياسية وحزبية وإعلامية"، موجهًا حديثه لبكري "كل ما قلته محل دراسة وتقدير".
وجاءت كلمة عبد العال صباح اليوم بعد يوم من تصريح رئيس الجمهورية تصحيح أوضاع المواطنين المتأثرين من حذفهم من نظام بطاقات التموين، وبعد ساعات من تخصيص الحكومة 500 مليون جنيه من الجهاز التنفيذي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لمواطني القرى الأكثر فقرًا، في صورة قروض صغيرة ومتناهية الصغر، يستفيد بها أهالي هذه القرى، بحسب صحيفة حابي الاقتصادية.
وفي ثالث رسائله، طالب عبد العال المواطنين بإعلاء المصالح الوطنية و"الابتعاد عن الشائعات والأخبار المفبركة المزيفة المعروف مصادرها وأهدافها ونتائجها، وأن ننبذ ما بيننا من الخلاف والشقاق، وأن نترك المصالح الشخصية أو المطالب الفئوية التي يرغب في تحقيقها أصحاب المصالح الراغبون في وقف مسيرة هذا الوطن العظيم".
وألمح عبد العال في كلمته إلى الاتهامات التي وجهها المقاول والممثل محمد علي في فيديوهاته للرئيس عبد الفتاح السيسي "لا يمكن الاستماع إلى أي مغرض أو مخرب أو حاقد، إنما يجب دومًا النظر للصورة الإجمالية الكلية وهي تشهد وبحق على جهد القيادة السياسية في سبيل تطوير ورفعة هذا الوطن ونحن نثق فيها ونثق في خطواتها".
وتعليقا على مطالبات عدد من النواب توجيه كلمات؛ قال عبد العال "الجلسة مخصصة لإعلان اللحمة الوطنية، والوقوف خلف القيادة السياسية، والقوات المسلحة والشرطة".
ووجه عبد العال رسالة تقدير من البرلمان للشرطة والقوات المسلحة قائلًا "هذا المجلس بصفته الممثل للشعب والمعبر عنه يقدر بكثير من الإعزاز والتقدير الدور الوطني لرجال القوات المسلحة البواسل، ورجال الشرطة الأبطال، الذين ما تأخروا يومًا عن الوطن وحفظه وحمايته بأمانة وإخلاص. هم حائط الصد وعمود الخيمة فى هذا الوطن عندما تشتد حوله الأخطار".
وأثنى عبد العال على مؤشرات الاقتصاد المصري "يوجد تحسن في تصنيف مصر الائتماني ومؤشرات جاذبية الاستثمار ورؤى برنامج اقتصادي طموح كان المواطن المصري صاحب البطولة فيه"، مشددًا على حتمية ما اعتبره إصلاحات اقتصادية، لـ "الوصول إلى استعادة المكانة اللائقة بنا اقتصاديًا وسياسيًا بما يحقق آمال وطموحات أبناء هذا الشعب العظيم في تنمية مستدامة مأمولة بشكل يراعي أيضًا العدالة الاجتماعية ويحافظ على الفئات الأقل دخلًا"، بحسب قوله.
ووقف نواب البرلمان دعمًا للرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة والشرطة، استجابة لدعوة رئيس لجنة الشؤون التشريعية والدستورية بهاء أبو شقة، الذي شدد في كلمته على أن الجلسة التي وصفها بـ "التاريخية" موجهًا هو الآخر عددًا من الرسائل للداخل والخارج "هذا البرلمان الذي يمثل الشعب المصري يعي جيدًا المؤامرات، وحروب الجيل الرابع التي تتعرض لها الدولة بوسائل تستهدف إسقاط نظم ودول بلا طلقة واحدة، والحروب بالوكالة ونشر الشائعات والفتن والمؤامرات والعملاء بالداخل والخارج".
ولفت أبو شقة إلى أن ما وصفه بالحرب تعتمد في أسلحتها على تكنولوجيا حديثة أهمها السوشيال ميديا.
تأتي هذه التحركات والتصريحات الرئاسية والحكومية والبرلمانية تزامنًا مع إعلان وزير التموين أمس الأول اتخاذ عدد من إجراءات التهدئة، من بينها صرف الدعم للمستبعدين لحين البت في التظلمات التي تقدموا بها، وأن وزارته لا تحرم ملاك السيارات من الدعم، وذلك في تصريحات لبرنامج الحكاية مع عمرو أديب الذي يقدمه على قناة إم بي سي مصر.