كل عام وأنتم بخير، أخيرًا بدأ الموسم الجديد لدوريات كرة القدم الأوروبية وعادت الإثارة من جديد، وعاد معها الشد والجذب في الملاعب والمؤتمرات الصحفية وصفحات فيس بوك وتويتر، بعد فترة التوقف الصيفي التي شهدت بطولات قارية دون التوقعات وجولات تحضيرية مملة، وميركاتو مليء بالمفاجآت حتى لحظاته الأخيرة.
من الآن ولعشرة شهور قادمة، سيحاول يورجن كلوب مزاحمة بيب جوارديولا على عرش إنجلترا، بنفس الإصرار الذي سيتحلي به أنطونيو كونتي لانتزاع لقب الكالتشيو من أنياب يوفنتوس. فيما سيعيد زين الدين زيدان ترتيب الأمور داخل ريال مدريد بعد موسم كارثي صفري، بينما سيسعى إرنيستو فالفيردي لتجنب ريمونتادا جديدة في دوري الأبطال ستطيح به خارج أسوار قلعة البلوجرانا.
لكل مدرب أهدافه، والبديهي أن يخطط كل واحد منهم للوصول إليها، وهذا يبدأ عند إعادة النظر في الفريق وما يمتلكه من نقاط قوة وضعف، ومن ثم يشرع في سد احتياجاته خلال سوق الانتقالات. والحق أن ميركاتو هذا الصيف لم يكن بذلك الزخم الذي وقع العام الماضي، لكنه أيضًا لم يخلُ من الإثارة والجدل، ستنعكس آثاره على المنافسة المحلية والأوروبية.
ريال مدريد: ماذا تعرف عن الفيل؟
هناك قصة هندية عن ستة مكفوفين استمعوا ذات يوم لصوت فيل، فهمّ كل واحد منهم واقترب منه. أحدهم تحسس قدمه، وآخر اصطدم بالأنياب، وثالث وصل لذيله، وهكذا فعل البقية. ثم عادوا جميعًا لمنازلهم، وحكى كل واحد عن الفيل من خلال تجربته فقط، وبالتالي لم يستطع أحدهم وصف الفيل بكامل هيئته.
بالطبع لم يكن فلورنتينو بيريز مكفوفًا عندما قرر بدء الموسم الماضي بكل تلك الثغرات في قائمة ريال مدريد، سوى أنه أيضًا لم يضع يده على كل مشاكل فريقه، فكان بحاجة لموسم صفري يتذوق خلاله الأمرّين ليعرف بعدها الأبعاد الحقيقية للفيل/ الأزمة.
تبدأ الأزمة من خط الدفاع. في الموسم الماضي من الدوري استقبل الميرينجي 46 هدفًا، وهو الرقم الأكبر الذي تهتز به شباك الريال في المواسم الخمسة الأخيرة. واصل سيرجيو راموس ورافاييل فاران تقديم الأداء المتذبذب، وبدا اختراق دفاعات الفريق أمرًا سهلًا بسبب سوء التمركز وضعف التغطية بالإضافة لتراجع مستوى خط وسط الريال.
هنا كان لابد من انتداب قلب دفاع، وقد وقع الاختيار على الشاب البرازيلي إيدير ميليتاو الذي لفت الانتباه مع بورتو. ميليتاو مدافع مبادر وقوي بدنيًا، ويمتلك نسبة مذهلة من العرقلات الناجحة وصلت إلى 84% كما تمكن من استخلاص الكرة بواقع 2.2 استخلاصًا في المباراة، لكن تذكر أن هذه الاحصائيات تخص مشاركاته بالدوري البرتغالي الذي لا يقارن بقوة وضغوط الليجا. وهذا هو التحدي الذي ينتظره خلال الموسم.
وسط ملعب الريال لا يخلو ايضًا من العيوب. ففي الحالة الدفاعية، ساهم تراجع توني كروس ولوكا مودريتش بدنيًا في تمكن الخصوم من التوغل دون معاناة لعمق الملعب. أما على صعيد صناعة اللعب، فقد نشر موقع Stasbomb إحصائية هامة تتعلق بنسبة الفرص المتوقع تحويلها لأهداف في المباراة الواحدة، والتي تراجعت في الموسم الماضي إلى 1.3 بعدما كانت 1.9 في الموسم الذي سبقه. وهذا يعود أساسًا لغياب ايسكو أغلب فترات الموسم بالإضافة للإرهاق الذي أصاب مودريتش عقب مونديال روسيا.
مشكلة وسط الملعب المركبة دفعت زيدان للبحث عن اسم جديد، وقد خرجت أخبار تؤكد اهتمامه بمواطنه بول بوجبا، لكن لا يبدو أن مانشستر يونايتد سيتنازل عنه الآن، وهو ما دفعه لتوجيه أنظاره نحو الهولندي دوني فان دي بيك.
دوني لاعب وسط شامل؛ سريع وقوي ويجيد الضغط والارتداد كما أنه مهاري ويستطيع اختراق الدفاعات والتسديد على المرمى. يمكنه في مباراة واحدة استعادة الكرة أربعة مرات، وتحقيق ثلاث مراوغات ناجحة، بالإضافة لإطلاق تسديدتين. هو نسخة جديدة من لوكا مودريتش ستضيف مزيدًا من الحيوية للميرينجي لو تمت الصفقة خلال الأيام المقبلة.
لكن الصفقة الأهم كانت بالطبع انتقال إيدن هازارد من تشيلسي. سيحمل البلجيكي الفذ الذي عبر بوضوح عن رغبته في اللعب للريال، على عاتقه عبء صناعة اللعب. والحقيقة أن هازارد يحظى بكل الإمكانيات التي تؤهله لهذا الدور بلا شك، يكفيك تأمل إحصائياته على صعيد التمريرات المفتاحية Key-passes أو المراوغات الناجحة؛ الأولى جاوزت 2.5 تمريرة في المباراة، والثانية بلغت 3.7 مراوغة ناجحة في المباراة خلال الموسم.
الآن لا بد من وجود عامل حسم لتحويل تمريرات هازارد تلك إلى أهداف، وقد أثبتت التجربة فشل نظرية بيريز في الاعتماد على كريم بنزيما وجاريث بيل في قيادة خط الهجوم. الأول امتلك معدلًا وصل بالكاد لهدف كل 173 دقيقى بنهاية شهر مارس/آذار، أما الثاني فهو لا يريد سوي الحصول على راتبه كاملًا في نهاية الموسم حتى لو قدم اللا شيء، وليحترق العالم بمن فيه.
ذاق بيريز فعرف، لذلك هرع للتعاقد مع لوكا يوفيتش. المهاجم الصربي الواعد يجمع كل صفات رأس الحربة؛ قوي ومزعج لخط الدفاع ويجيد التهديف من العرضيات والتسديدات، وقد ظهر بشخصية قوية رفقة فرانكفورت سواء بالبوندسليجا أو بطولة الدوري الأوروبي، مسجلًا فيهما 27 هدفًا. بقي ليوفيتش الحفاظ على كل تلك المقومات عندما يلعب في مستوىً آخر من المنافسة مع الملكي، لأن جماهير الريال عطشى للغاية لمهاجم من ذلك الطراز.
كان هذا ميركاتو مميزًا للريال، أمر واحد فقط وقع فيه يعز على الفهم وهو التخلي عن خدمات لاعب الارتكاز ماركوس يورينتي، البديل الوحيد لكاسميرو، ضمن الفريق الأول. تضاعف هذه الصفقة من صعوبة التحدي الذي لم يواجهه زيدان من قبل، وهو إعادة تشكيل الفريق واستبدال عناصر من الحرس القديم بآخرين يمكن لهم تشكيل فريق قوي يحقق البطولات، وهذا في ظل وجود خصوم يمتلكون ترسانة على قدر كبير من الجاهزية كبرشلونة، مانشستر سيتي، ليفربول، ويوفنتوس.
لحظة واحدة، نسيت أن أخبرك عن فيرلاند ميندي. هذا لاعب جديد استقطبه بيريز لتدعيم مركز الظهير الأيسر، ويبدو أن زيزو مقتنع للغاية بقدراته لدرجة أنه قد يمنحه فرصة علي حساب مارسيلو. طبعًا ميندي لا يمتلك قدرات البرازيلي الهجومية لكنه بالطبع أفضل منه على الصعيد الدفاعي.
أتليتكو مدريد: إعادة تدوير سيميوني
بدأ الميركاتو الصيفي، وكانت كل الأخبار المتعلقة بأتليتكو مدريد تتعلق برحيل نجومه؛ أنطوان جريزمان يعلن رحيله، جودين ينتقل لانتر ميلان، فيليبي لويس وخوان فران لن يجددان عقديهما، لوكاس هيرنانديز يصل ميونخ بعد إسبوع، بيب جوارديولا يخطف رودريجو، نابولي يفاوض دييجو كوستا.
هكذا تسرب اليأس لجمهور الأتليتي بعد تفكك هيكل الفريق الذي استعان به الشولو لتحقيق كل إنجازاته؛ بداية من الفوز بالدوري الأسباني وحتى الصعود لنهائي دوري الأبطال مرتين والفوز باليورباليج. الآن يرحل ستة لاعبين أساسيين دفعة واحدة مخلفين فراغًا مهولًا سيعصف بأي نادٍ. تُرى أي موسم كارثي سيعيشه النادي العاصمي؟
لن يكون موسمًا كارثيًا، هكذا كانت إجابة دييجو سيميوني، المدرب الذي أدرك مبكرًا أن هذه اللحظة قادمة لامحالة وسيرحل نجومه لخوض تجربة أخرى مختلفة، لذلك اتخذ احتياطاته لتجنب ذلك المأزق، وحدد أهدافًا تشبه لدرجة كبيرة مواصفات هؤلاء الراحلين ليسد عجز فريقه خلال هذا الميركاتو. كيف؟ سنخبرك فورًا.
يحتم أسلوب لعب الأتليتي اختيار لاعبين بصفات محددة في كل مركز، لكنها أيضًا صفات معروفة للجميع. سيميوني يفضل المدافع فارع الطول ليتعامل مع العرضيات، مثلما يفضل أيضًا لاعب الوسط القوي في الالتحامات السريع في التحولات من الدفاع للهجوم، وكلنا يعرف بالطبع أنه يفضل الدفع بثنائي هجومي؛ أحدهما رأس حربة قناص والثاني مهاجم متأخر يجمع بين السرعة والمهارة.
ذلك هو النهج الذي يتحرك به دومًا المدرب الأرجنتيني، وهذا الصيف لم يكن استثناءً عن تلك القاعدة. أنظر مثلًا للمدافع ماريو هيرموسو المنضم حديثًا من اسبانيول، وستجد أن ميزته الرئيسية تتمثل في تشتيت الكرات من مناطقه بواقع 5.2 مرة ناجحة في المباراة، وذلك بالإضافة لاعتراض التسديدات بنسبة 0.8 تسديدة في المباراة، وهذا يجعله خيارًا جيدًا جدًا لخلافة جودين.
في وسط الملعب قام الأتليتي بصفقتين؛ الأولى هي لاعب الريال الذي لم يأخذ فرصته بصورة كافية ماركوس يورينتي. وهو بالطبع سيخلف رودريجو، لأنه ببساطة يشبه رودريجو كثيرًا. صحيح لم يتم الاستعانة به في موسم واحد كامل سوى عندما أعير لديبورتيفو ألافيس، إلا أن مميزاته في الخروج بالكرة من مناطقه وكشف الملعب بالإضافة الاستخلاص ظهرت للجميع. فقط ينقصه رفع كفاءته البدنية وهذه طبعًا يحسن سيميوني العمل عليها.
الصفقة الثانية هي هيكتور هيريرا، وإن كنت تذكر مغامرة المكسيك المجنونة في المونديال فلن يكون الاسم غريبًا بالنسبة إليك، لأن هيكتور كان أكثر لاعبي المنتخب اللاتيني نشاطًا وحيوية في وسط الملعب. ميزة هيريرا الأهم هي قدرته على تنفيذ التحول السريع الذي يعتمد عليه أتليتكو لضرب الخصوم، فهو يفوز بالكرات الثنائية ثم يقوم بتمريرات سريعة للأطراف قبل أن ينطلق في المساحات لتقديم الدعم الهجومي. قد لا يجد المكسيكي مركزًا أساسيًا بسهولة في ظل اعتماد دييجو بصفة دائمة على ساؤول، كوكي، وتوماس بارتي، إلا أنه سيشكل عمقًا للفريق في مختلف البطولات.
أما في مركز الظهير الأيمن، فقد أتم النادي انتدابًا مفاجئًا؛ وهو الدولي الإنجليزي كيران تريبير من توتنهام. تريبيير بالمناسبة هو أول لاعب إنجليزي يرتدي قميص الروخي بلانكوس منذ 95 سنةً، لكن هناك سبب آخر يجعل هذا الانتقال غريبًا. وهو أن كيران ليس ظهيرًا من الطراز الأول سواء دفاعيًا أو هجوميًا، وأحيانًا تأتي قراراته متأخرة وبالتالي يكلف فريقه ضياع فرصة أو استقبال هدف.
الشيء الذي يبرع فيه كيران هو دقة عرضياته التي جعلته ينهي 1.8 تمريرة مفتاحية في المباراة رفقة توتنهام، لكن أمام دييجو حجم غير قليل من العمل ليجعل منه نسخة جديدة من خوان فران، بدلًا من موزع فقط للعرضيات.
في الجهة المقابلة، لم يفقد رفاق أوبلاك لاعبًا واحدًا، بل لاعبين في آن معًا هما فيليبي لويس ولوكاس هيرنانديز. كلاهما يمتلك صفات تختلف بعضها عن الآخر، وهو ما يجعل مهمة النادي أصعب في اختيار لاعب يسد تلك الثغرة، لكن سيميوني وجد ضالته أخيرًا في البرازيلي رينان لودي القادم من النادي المحلي أتلتيكو باراناينسي.
رينان يشبه مواطنه لويس في السرعة وتوزيع العرضيات الخطيرة، لكنه يتوغل نحو العمق ويطلق التسديدات بصورة أكثر من فيليبي، وهو ما يجعله حلًا هجوميًا في ذاته، أما دفاعيًا فهو يتميز بالارتداد، كما القدرة علي الفوز بالعرقلات بنسبة تتجاوز 76%. هذا كله جعله على رأس قائمة دييجو سيميوني الذي ضمه نظير 20 مليون يورو، بعدما حصل على 80 مليونًا بعد بيع عن هيرنانديز.
الآن نأتي للفصل الأهم، وهو تعويض نجم الفريق الأول أنطوان جريزمان الذي طار إلى برشلونة. في البداية ظن أغلب المتابعين أن الأتليتي سيحاول التعاقد مع جوهرة يوفنتوس باولو ديبالا، وذلك نظرًا لتميزه في المرتدات ونجاحه في تهديد مرمى الخصوم من عمق الملعب، لكن سرعان ما اكتشفنا أن النادي الأسباني لا يضع نجم الأرجنتين في خططه، لأن دييجو كان منشغلًا بجوهرة أخرى اسمها جواو فيليكس.
نال جواو اهتمام كل الأندية تقريبًا. مانشستر سيتي، برشلونة، مانشستر يونايتد، يوفنتوس، بايرن ميونخ؛ كل هؤلاء تابعوا الولد البالغ من العمر 19 عامًا فقط، بعدما ظهر بشكل لافت مع فريقه بنفيكا الموسم الماضي، إلا أن أتليتكو مدريد دخل بكامل ثقله لحسم الصفقة التي تجاوزت قيمتها 125 مليون يورو. فلماذا يخاطر سيميوني مثل تلك المخاطرة؟
الإجابة تبدأ من برونو ليج مدرب فريق شباب بنفيكا، حيث تولى تدريب الولد الذي سجل سجل 50 هدفًا في 100 مباراة مع الفئات السنية المختلفة، ويعرف إمكانيات وطبيعة فيليكس بشكل قوي، لذا عندما أقيل مدرب الفريق الأول وأوكلت المسؤولية لبرونو فإن أول ما خطر بباله هو منح جواو فرصًا أكبر. لم يخيب الأخير ظنونه، وسجل 20 هدفًا خلال 43 مشاركة الموسم الماضي، فما هي أهم مميزاته؟
فيليكس يصوب بكلتا قدميه، ويسدد كلما أتيحت الفرصة سواء داخل منطقة الجزاء أو خارجها بمعدل يصل لـ2.6 تسديدة في المبارا، وهو أيضًا لاعب سريع، وبعكس ما قد يوحي بنيانه الصغير إلا أنه بدنيًا لا يستهان به، ويفوز بـ50% من العرقلات والكرات الهوائية، بل إنه قد سجل من عرضيات وفي مواجهة لاعبين أقوى وأطول منه، لكن ميزته الرئيسية هي شيء آخر أكثر من كل ذلك.
يمتلك جواو حساسية كبيرة نحو المرمى، هو يعرف كيف يهرب من الرقابة، وأين يتمركز بحيث يستقبل تمريرات زملائه ويهدد مرمى الخصوم، ويندر أن تجده يتحرك أو يمرر بشكل سلبي أو غير فعال، لذلك تبدو قراراته في الملعب أنضج من سنه، وهذا ما دفع سيميوني في سبيله ذلك المبلغ الضخم وفضله عن ديبالا.
يشارك اللاعب البرتغالي كمهاجم ثانٍ، ويحتاج لوجود رأس حربة قادر علي الفوز بالكرات الطولية، وخلق المساحة بتفريغ عمق الملعب من مدافعي الخصم، وكل ذلك يمكن أن يقوم به دييجو كوستا أو ألفارو موراتا دون مشاكل. جواو كان اللاعب الذي بني من حوله دييجو الفريق، وربما يكون الورقة الرابحة هذا الموسم لتعويض خيبات المواسم السابقة.
مانشستر يونايتد: مشروع بريطانيا العظمي
في مايو/آيار الفائت، نشرت صحيفة مترو تقريرًا زعمت فيه أن مدرب الشياطين الحمر أولي جونار سولشاير أبلغ إدارة مانشستر برغبته في التعاقد مع أربعة لاعبين حددهم بنفسه. طبعًا لم يذكر التقرير الأسماء بعينها، لكنه اجتهد في طرح لاعبين يتابعهم سولشاير، إلا أن الصحيفة أكدت سعي النرويجي حسم تلك الصفقات بحلول يوليو/ تموز قبل بدء الجولات التحضيرية للموسم الجديد.
علي كل حال، لم نكن بحاجة لأسماء محددة أو مطروحة لنعرف أن مانشستر سيدعم خط دفاعه بعد ذلك الموسم، إذ تلقت شباك الفريق الإنجليزي 65 هدفًا وبدا أن هناك أزمة كبيرة على مستوى قلب الدفاع بعد الإصابات المتكررة لإريك بايلي، وتذبذب أداء فيكتور ليندلوف، وخروج فيل جونز وسمولينج من حسابات أي مدرب يعرف أي شيء عن كرة القدم.
اسم اليونايتد ارتبط بمدافعين من كل الدنيا؛ من كاليدو كوليبالي لماتياس دي ليخت وحتى روبين دياز، لكن ظلت المشكلة دائمًا في الاتفاق النهائي، تارة بسبب رغبة اللاعب المشاركة بدوري الأبطال وتارة أخرى بسبب مغالاة الأندية في أسعار البيع. وقد فاض الكيل بالنادي، حتى قررت الإدارة دفع 90 مليون يورو نظير خدمات هاري ماجواير.
بالتأكيد الرقم مبالغ فيه للغاية، وقد استغلت إدارة ليستر حاجة اليونايتد لمدافع وحصلت على رقم ما كانت لتحلم به مطلقًا، تمامًا كالمطعم الذي يستغل جوعك بعد يوم عمل مرهق وشاق فيضاعف سعر الوجبة، ويراهن أنك ستدفع صاغرًا الرقم الذي يحدده لأنك لن تتحمل العودة لمنزلك والوقوف في المطبخ أمام العيون المشتعلة في هذا الحر. مانشستر تضور جوعًا بما فيه الكفاية، وماجواير كان كالوجبة الجاهزة اللذيذة.
الدولي الإنجليزي سيضيف بعض الصلابة الغائبة عن خط دفاع الشياطين بلا شك، خصوصًا على مستوى الكرات الهوائية التي يفوز بنسبة 78% منها، كما العرقلات الناجحة للمهاجمين، لكن الأهم هو قيادة خط الدفاع وتوجيه زملائه للثغرات، وهذه النقطة غابت لزمن عن مانشستر يونايتد، ويتوقع من ماجواير أن يلعب هذا الدور لقوة شخصيته.
هاري مدافع مناسب لأسلوب سولشاير القائم علي التحفظ وتقارب الخطوط، والاكتفاء بالتحولات الهجومية، وإذا لجأ المدرب النرويجي للاستحواذ والاعتماد على خط دفاع متقدم، ستظهر عيوب ماجواير التي تتمثل في بطء الحركة والدوران خصوصًا في المساحات الواسعة.
في الواقع لا يعاني خط دفاع اليونايتد من لاعبي المحور وحسب، بل تحول مركز الظهير الأيمن أيضًا لصداع مؤرق بعد رحيل فالنسيا وتدني مستوى أشلي يونج، ولذلك تعاقد النادي مع آرون وان بيساكا، قادمًا من كريستال بالاس نظير 55 مليون يورو. وهو ظهير بمواصفات دفاعية، أكبر مميزاته هي قدرته على الاستخلاص وعرقلة أجنحة الخصم بمعدلات رائعة وصلت إلى 92% الموسم الماضي، والسر في ذلك يعود لأمرين.
الأول هو أنه لاعب سريع وقوي بدنيًا، ويمكنه مجاراة الخصوم في الانطلاقات والثنائيات. والثاني هو نمط لعب بالاس الدفاعي الذي يعتمد على سد الفراغات، ما يمنح أفضلية للمدافع والظهير. أما علي المستوي الهجومي، فآرون ليس بتلك القوة، ويعيبه أحيانًا سوء تنفيذ العرضيات بالإضافة لعدم اتخاذ القرارات الصحيحة في وسط ملعب الخصم. بيساكا لا يعرف كيف يتحرك، ولمن يمرر، ومتي يطلب الكرة، بل يتصرف بارتجال وعشوائية. وهذه كلها أمور من اليسير علاجها عن طريق المدرب خصوصًا للاعب لا يتجاوز الـ21 عامًا.
أما ثالث الصفقات فكان الشاب القادم من سوانزي سيتي دانيال جيمس، وهو يعد تدعيمًا جيدًا لمركز الجناح الأيمن إذ يمتلك السرعة والقوة في تقديم المساندة الدفاعية، وهو لاعب مبادر يتحرك دومًا نحو المرمى، وقد سبق أن وصفه أحد محللي شبكة Skysports باللاعب الذي يظل جائعًا طوال ال90 دقيقة. والحقيقة أن دانيال لن يحصل في مانشستر على الدقائق التسعين كاملة، على الأقل الآن، ويرجح أن يظل بديلًا في ظل اعتماد سولشاير علي الثلاثي لينجارد ومارسيال وراشفورد، لكن من المؤكد أن جيمس لن يدخر جهدًا عندما يحظى بفرصته.
لعلك الآن لاحظت الشيء الوحيد المشترك بين تلك الصفقات؛ جميعهم بريطانيون. لا يبدو الأمر صدفة، جاري نيفل يؤكد أنها رغبة سولشاير في العمل مع لاعبين محليين يعرفون أجواء البريمرليج ويفهمون قيمة مانشستر يونايتد. يستكمل نيفل بنقطة غاية في الأهمية وهي أن ذلك يعد المشروع الرابع الذي تدخله إدارة النادي خلال السنوات الثمانية الأخيرة، بدأ الأمر مع ديفيد مويس وانتهي مع مورينيو، دون تحقيق نجاحات كبيرة تذكر، فهل ينجح الأمر مع مشروع سولشاير؟ الأسابيع القادمة ستجيب.
يوفنتوس: ماذا يحدث بحق السماء؟
حسنًا، يوفنتوس يعيش حقبة فاصلة. بدأت بالتعاقد مع كرستيانو رونالدو، ثم رحيل عرّاب الإدارة بيبي ماروتا، وأخيرًا انتداب مدرب مثل ماوريسيو ساري يتبني أفكارًا تكتيكية مغايرة لما انتهجه البيانكونيري عبر تاريخه. وهنا كان من البديهي أن يعيش فترة إحلال وتجديد كي يناسب نمط عمل ساري، لكن هذا لم يحدث، أو بتعبير أدق لم يحدث بالشكل الواجب.
مشاكل اليوفي واضحة وضوح الشمس؛ خط دفاع عجوز لن يستطيع القيام بواجبات الدفاع المتقدم، ووسط ملعب يعاني أمام الضغط كما حدث خلال مباراتي أياكس بدوري الأبطال، ويغيب عنه صانع الألعاب القادر علي التوغل لمناطق الخصوم. وبالتالي كان يجب أن تتركز صفقات الفريق علي هذين الخطين، وبمعايير واضحة تلائم ما نعرفه عن المدرب الوافد.
في خط الظهر، فاجأت الإدارة الكل عندما انتزعت ماتياس دي ليخت من مطاردات برشلونة وباريس سان جيرمان. ويعد ماتياس إضافة نوعية للفريق، إذ ظهر خلال الموسم امتلاكه لمقومات عديدة أهمها السرعة، والقوة في الثنائيات، والشخصية القوية. وقد نشر موقع Statsbomb عبر حسابه على تويتر مقارنة بين احصائيات صاحب الـ19 عامًا في الدوري وفي التشامبيونزليج خلال الموسم الماضي، لنكتشف أن أقل معدلاته في الفوز بالكرات الهوائية تقترب من 69%، وفي العرقلات الناجحة تتجاوز 1.8 عرقلة في المباراة، وفي دقة التمرير أعلى من 86%. كل تلك الإحصائيات ستنال رضا ساري بالتأكيد.
مع دي ليخت، انضم لليوفي هذا الصيف المدافع التركي ميريح ديميرال. وقد وصفت تلك الصفقة بالسرقة، لأنها لم تكلف البيانكونيري إلا 18 مليونًا، نظير مدافع صغير أثبت كفاءة مع فريقه ساسولو. ديميرال كما ماتياس يناسب أسلوب ماوريسيو الذي يعتمد الاستحواذ وبناء الهجمة ودفاع المنطقة وليس الرقابة الفردية.
بالتأكيد من الصعب الجزم أنه سيدفع به أساسيًا، لكنه يعد خيارًا جاهزًا يعتمد عليه علي دكة البدلاء حين يتعرض أحدهم للإصابة. الأن يمتلك يوفنتوس خمسة لاعبين في محور الدفاع؛ اثنين من عناصر الخبرة هما قائد الفريق كلليني وبونوتشي، وثلاثة شبان هم دي ليخت وروجاني وديميرال. اكتمل خط الدفاع.
لننتقل الآن لخط الوسط، إدارة السيد أندريا أنييلي كانت اتفقت مع لاعبين اثنين قبل التعاقد مع ساري، هما: أدريان رابيو وآرون رامسي، لكن هل هما يناسبا نمط المدرب الإيطالي؟ الثنائي على قدر جيد من التحكم بالكرة، وصناعة الفرص التي تخترق عمق الخصم، إلا أنهما يعجزان أمام بعض الأمور الأخرى.
يبدو رابيو أحيانًا لاعبًا كسولًا، قد يتخلف عن تأدية أدواره الدفاعية ولا يركض لتغطية المساحات بشكل كافٍ، بل يشاع أن باريس سان جيرمان حين تفاوض مع ساري، رفض الأخير الفكرة لأن ثلاثي وسط الملعب -بمن فيهم رابيو- لا يؤدون بدنيًا بشكل جيد.
الآن تأمل رامسي، هذا لاعب يصاب أكثر مما يلعب، ويقول حسابه على موقع Transfermarkt أنه غاب 122 يومًا خلال موسم 2016/2017، و119 يومًا خلال الموسم الماضي. هو أيضًا صانع ألعاب مزاجي جدًا، قد يكون اليوم لاعبًا سيئًا تائه لا وجود له أو تأثير، وغدًا ربما أحد أفضل لاعبي مركزه.
أضِف هذا الثنائي لما يمتلكه الفريق من لاعبين في هذا المركز، لتجد أن اليوفي مصاب بتخمة في وسط الملعب، خصوصًا مع وجود لاعبين لا يبدو أن ساري سيعتمد عليهم بصورة قوية مثل ماتويدي وسامي خضيرة وربما إيمري تشان. هؤلاء يتسمون بالاندفاع البدني لكن تغيب عنهم اللمسة الإبداعية، ولا يمكن مقارنتهم بثنائية هامشيك وآلان التي أبدعت رفقة ساري في نابولي.
ماذا عن الأظهرة؟ السيدة العجوز امتلكت كانسيلو ودي تشيليو في الجانب الأيمن، وأليكس ساندرو مع سبينازولا في الجهة المقابلة، ما يجعل يوفنتوس بغير حاجة لإجراء أي انتدابات، لكن المفاجأة كانت التضحية بظهير هجومي رائع مثل كانسيلو يعد مفتاحًا للعب في مقابل لاعب عادي مثل دانيلو بالإضافة إلى 65 مليون يورو، كما مبادلة سبينازولا صاحب الخبرة بظهير ناشئ أتم لتوه عامه العشرين اسمه لوكا بيليجريني مع مبلغ يتجاوز سبعة ملايين يورو.
والسبب؟ حاجة النادي للبيع بسبب قانون اللعب المالي النظيف، وهذه الإجابة تطرح دوامة من التساؤلات تبحث عن أي تفسير، هل من الحكمة التنازل عن أفضل ظهير تمتلكه لضخ السيولة للنادي؟ لو أنك تحتاج المال لماذا إذن لم تقم ببيع لاعبين مجهول مصيرهم حتى تلك اللحظة مثل ماندزوكيتش أو ماتويدي أو سامي خضيرة أو ماتيا بيرين؟ وكيف يمكن أن تعتمد في الجانب الأيمن على ثنائي متواضع هجوميًا مثل دانيلو ودي تشيليو؟
حتى لو وجدت تفسيرًا لكل تلك التساؤلات، أتحداك أن تفهم ما هو المنطق من السعي خلف لوكاكو بينما يتواجد هيجواين ورونالدو وماندزوكيتش، كما الفشل الذريع في الوصول لصيغة تفاهم مع باولو ديبالا لخروجه من النادي دون الزج باسمه في أي صفقة يريدها النادي.
هذه من المرات النادرة التي تبدو فيها إدارة البيانكونيري متخبطة خلال الميركاتو. لا يبدو هناك خطة محددة الملامح قائمة على احتياجات المدرب لانتداب صفقات أو خروج لاعبين، بل تتحرك الإدارة فتصيب مرة في قرارها، ومرة أخرى تجعلك تتسائل؛ ما الذي يحدث بحق السماء؟
أرسنال: معانا ريال معانا ريال
مطلع هذا الصيف، خرجت أخبار تقول إن إدارة نادي أرسنال حددت 45 مليون يورو فقط لإنفاقها على الفريق. طبعًا هذا الرقم ليس كفيلًا بعلاج كل مشاكل بل مصائب قائمة الفريق، وهو ما سبب استياءً لجماهير الجانرز. ما زاد الطين بلة تصريح جوش كرونكي نائب رئيس النادي حين حذر من عدم قدرة أرسنال على المنافسة على البريمرليج، وكأن المنافسة هي مسؤولية الجماهير وليست مسؤوليته ومسؤولية أبيه المباشرة!
المفاجأة أن خزينة النادي أنفقت أكثر من ذلك الرقم بكثير، ودون أن تتخلي عن أحد العناصر الأساسية في الفريق. خمس تدعيمات دفعة واحدة قامت بها إدارة الأرسنال في كل الخطوط. فهل ينجح الوافدين الجدد في سد ثغرات الجانرز؟ دعنا نحاول استنتاج الإجابة.
بالتأكيد لسنا بحاجة لاستعراض مشكلات خط دفاع أرسنال، يكفي ما قام به شكوردان مصطفي وحده خلال الموسم الماضي، وبالتالي كان رفاق لاكازيت بحاجة ماسة لقلب دفاع قوي قادر علي قيادة الفريق من الخلف. تأخر كثيرًا ارتباط النادي باسم أي مدافع، ولكن في الأيام الأخيرة من سوق الإنتقالات بدأت مفاوضات قوية مع ديفيد لويز حتى حسمت الصفقة، لكن هل تنطبق علي المدافع البرازيلي الصفات المطلوبة؟
في الحقيقة ديفيد يعد أفضل من كل مدافعي الجانرز، لكن في النهاية يعيبه بعض الأمور؛ أولها سنه حيث يتجاوز الثانية والثلاثين، وهو ما يعني أنه ليس حلًا طويل الأمد. وثانيها هي معاناة لويز في المساحات، بحيث لا يتمكن من اللعب في دفاع متقدم. وآخر تلك العيوب هي الرقابة. أرسنال كان بحاجة لمدافع يمتلك إمكانيات أقوى وفي سن أصغر حتى ينافس بصورة أفضل، لكن علي كل حال لويز سيضيف عنصر القيادة لخط الظهر.
مدافع آخر تعاقد معه أرسنال هو ويليام ساليبا، الشاب الفرنسي الوافد من سانت إيتيان سينضم للفريق الإنجليزي بداية من الموسم الجديد، وبالتالي لن يتمكن إيمري الاستفادة من سرعات وقوة ساليبا التي ظهرت خلال الموسم الماضي. وحتي لو انضم ويليام الآن، لظلت مشكلة الدفاع بدون حل نهائي.
في الجهة اليسري، أخيرًا انضم ظهير جديد بعدما تراجع أداء ولياقة ناتشو مونريال. الشاب الأسكتلندي البالغ من العمر 22 عام كيران تيرني يعد ظهيرًا مناسبًا لمنافسات الدوري الإنجليزي، إذ يجمع بين السرعة والقوة في الالتحامات بواقع 2.2 استخلاص في المباراة بالإضافة للمراوغات والعرضيات الدقيقة، وقد صنع أربعة أهداف خلال 21 مشاركة مع سيلتيك، مما يؤهله أن يكون مفتاحًا للعب بقميص أرسنال هذا الموسم.
أمام تيرني في وسط الملعب، سيتواجد صانع الألعاب داني سيبايوس القادم علي سبيل الإعارة من ريال مدريد، حيث لم يحصل علي فرصة حقيقية خلال الموسمين الأخيرين بسبب تألق لوكا مودريتش، لكننا نعرف مميزاته منذ كان لاعبًا في ريال بيتيس.
https://www.youtube.com/embed/TRPAI-rsqccيلعب سيبايوس في المركز رقم 8 أو صانع الألعاب المتأخر، وهو يبرع في قيادة الهجمات سواء وقت الاستحواذ أو التحول من الدفاع للهجوم، مستغلًا قدرة تمريراته علي التوغل في عمق دفاعات الخصم، وقد بلغت معدل تمريرات داني المفتاحية Key-passes رفقة بيتيس 1.3 تمريرة في المباراة.
وهذا ما يبحث عنه إيمري تحديدًا في وسط الملعب، خصوصًا وأن سيبايوس أقوى علي الصعيد البدني من مسعود أوزيل، حيث يركض أكثر ويستخلص الكرة بشكل أفضل من الألماني، لذا كان غريبًا جدًا الدفع به أمام ليفربول السبت الماضي في مركز الجناح، إذ بقي منعزلًا عن مجريات اللعب أغلب المباراة وخسر الجانرز اللاعب القادر علي قيادة التحولات في الوسط. علي أي حال، يتوقع أن ينال داني فرص أكبر للمشاركة، حتى وإن كان أرسنال لن يستفيد منه الموسم القادم لأن عقد الإعارة لم يتضمن بندًا للشراء.
الآن لنأتي لأكثر صفقات النادي مفاجأة خلال الميركاتو؛ نيكولا بيبي. مفاجأة لأكثر من سبب؛ قيمة الصفقة ذاتها التي جاوزت 70 مليون باوند، واهتمام أندية في وضعية أفضل من أرسنال بخدمات اللاعب العاجي كبايرن ميونخ وليفربول، وأخيرًا ارهاق خزينة النادي بهذا المبلغ لتدعيم خط الهجوم رغم أنه حل ثالثًا من حيث عدد الأهداف بعد السيتي وليفربول.
تلك الأخيرة تجعل الأمر عصيًا علي الفهم، بل ربما تحوله إلى لغز، لكن ببعض التأمل تفهم المنطق خلفها. أرسنال يمتلك ثنائيًا هجوميًا قويًا ومتفاهم للغاية، لاكازيت وأوباميانج، وقد ساهم هذا الثنائي فيما يزيد عن 75% من حصيلة الفريق التهديفية، وهنا تكمن المشكلة.
لماذا؟ لأن هذا الرقم ليس ضخمًا أو مبالغًا فيه وحسب، بل رقم مرعب، وإن غاب أحدهما أو كلاهما بسبب الإرهاق أو الإصابة أو هبوط المستوى لن يتمكن أي لاعب في الفريق من تعويضه، وهنا فكر إيمري في انتداب لاعب طرف قادر علي مضاعفة قوة الجانرز الهجومية، وإضافة خيار جديد قوي يمكن الاعتماد عليه، لكن لماذا بيبي تحديدًا؟
قبل أي شئ ينبغي أن تعرف أن نيكولا سجل 22 هدفًا، وصنع 11 أخرين خلال الموسم الماضي. وقد قدم هذا الأداء الرائع في منافسات الدوري الفرنسي التي تتميز بالسرعة والقوة في الالتحامات، وبقميص نادي ليل الذي يعتمد أساسًا علي التحولات السريعة والحركية بين المهاجمين، بحيث يتحول الجناح لمركز الهجوم ويهدد المرمى بشكل مباشر. ضع تلك الحقائق إلى جانب بعضها البعض، وستكتشف أن بيبي كان خيارًا مناسبًا لمدرب مثل أوناي إيمري، ودوري مثل البريمرليج.