قررت رئاسة الجمهورية في مصر وقف المظاهر الاحتفالية التى تم الإعداد لها لإحياء الذكرى الثانية لثورة ٣٠ يونيو، حداداً على اغتيال النائب العام المصري هشام بركات، الذي توفي أمس الاثنين متأثرًا بجراح أصيب بها عندما انفجرت سيارة مفخخة أثناء مرور موكبه.
في الغالب كان يتم الإعداد لأوبريت غنائي ضخم، للاحتفال بذكرى ٣٠ يونيو، لكن كل ذلك تأجل بسبب الأحداث الدموية التي شهدتها الساحة المصرية مند أمس الاثنين.
ويعود ظهور الأوبريتات الوطنية المصورة في مصر إلى فيلم "غرام وانتقام" الذي قامت ببطولته الفنانة أسمهان، حيث قامت بغناء أوبريت"أنشودة المجد" والذي تمجد في الأسرة العلوية في مصر، وقد تم حذف الأوبريت من الفيلم بعد قيام ثورة يوليو 1952.
شهدت الأوبريتات فيما بعد ثورة يوليو فترة من الانتعاش بسبب ارتفاع الحس القومي والوطني وانتشار حركات التحرر العربي من قيود الاحتلال، وكان أشهر هذه الأوبريتات على الإطلاق أوبريت "الوطن الأكبر" الذي شارك فيه العديد من الفنانين من شتى أنحاء الوطن العربي بمناسبة وضع حجر أساس السد العالي في عام 1960.
وضع لحن الأوبريت الموسيقار محمد عبد الوهاب، ولكنه لم يشارك بالغناء فيه، وأصبح "وطني حبيبي" كما يحلو للبعض تسميته "درة" أوبريتات القومية العربية التي كانت حتى وقت قريب.
في فترة حكم الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، و بعد أفول نجم القومية العربية، لم تكن هناك أوبريتات قومية بالمعنى المعروف لكنها كانت كليبات تدعو إلى العمل على رفع شأن مصر والنهوص بها بدلا من التغني بالقومية العربية، وبدا ذلك منطقيا إلى حد كبير وسط مقاطعة عربية لمصر بعد توقيعها لمعاهدة السلام مع اسرائيل في مارس/آذار 1979. وكان من أشهر هذه الأوبريتات، أوبريت "صوت بلادي".
وتعود الأوبريتات للإزدهار في فترة حكم "مبارك" خاصة بعد عودة مصر إلى حضن العائلة العربية، ليكون أوبريت الحلم العربي أيقونة أوبريتات التسعينات.
ومن بعده أوبريت "القدس هاترجع لنا" والذي كان رد على مقتل الطفل "محمد الدرة" في سبتمبر 2000 أثناء الانتفاضة الثانية.
وقد تخصص بعض المطربين و الشعراء والموسيقيين في تصدر المشهد الأوبريتاتي إذا صح التعبير فكانت معظم الأوبريتات محتكرة من بعض الأسماء، منها في مجال التلحين ، عمّار الشريعي، حلمي بكر و حديثا عمرو مصطفى، كذلك اشتهر الشاعرين سيد حجاب و عبد السلام أمين بكتابة أغاني الأوبريتات الوطنية في الفترة المباركية.
أما بالنسبة للفنانين فقد كانت هناك مجموعة معروفة بالإشتراك في احتفالات ذكرى انتصار أكتوبر وعلى رأسهم صفاء أبو السعود و محمد ثروت، ومحمد الحلو وعلي الحجّار و الراحلين محمد العزبي و محمد رشدي.
ومن أشهر أوبريتات حقبة التسعينات أوبريت " النسر المصري" الذي قيل وقتها أن المقصود به في هذا الأوبريت "مبارك" باعتباره قائد القوات الجوية في حرب السادس من أكتوبر 1973.
ولا نستطيع بالطبع إغفال الأوبريت الأشهر على الإطلاق "اخترناه" الذي وضع لتمجيد مبارك.
اللافت للنظر أنه لم تظهر بعد ثورة الخامس واعشرين من يناير 2011، أوبريتات تمجد الثورة أو تمدحها، أغلبية ما ظهر محاولات فردية من بعض فرق "الأندرجراوند" كفريق مسار اجباري والذي شارك بأغنية مع بعض الفنانين التوانسة بعنوان "نحلم"
خلال فترة حكم الرئيس الأسبق، محمد مرسي لم يكن هناك ما يمكن ذكره على أنه علامة فنية خلال هده الفترة، لكن ماحدث بعد ذلك وبعد ازاحة مرسي وتولي المستشار "عدلي منصور" رئيس المحكمة الدستورية العليا، مقاليد الحكم، انتشر كالنار في الهشيم أوبريت "تسلم الأيادي" وأصبح شعار المرحلة: "لاصوت يعلو فوق صوت تسلم الأيادي" لتحتكر مجموعة جديدة من "جيل الأوبريت" الساحةوتزيح بنعومة الحرس القديم للأوبريت الوطني.
يختلف الأمر قليلا مع أوبريت "مصر قريبة" حيث يشارك العديد من الفنانين العرب فيه وكدلك بعض فناني الصف الأول كمحمد منير وأنغام وبعض مطربي الخليج العربي.