بشكل عام.. قليلة هي الأخبار التي تأتي من داخل السجون المصرية، خصوصًا المعلومات الخاصة بالأوضاع الصحية للمحتجزين والمحبوسين.
لكن تسربت، أول أمس، الأحد 21 أبريل، معلومات من داخل سجن طرة أفادت بنجاة مسجون من محاولة انتحار بعد أن حاول ذبح نفسه بآلة حادة داخل العنبر.
وقال المحامي، حليم حنيش، إن "المسجون يدعى (أسامة. أ م)، 39 عامًا، وهو مريض نفسي أهملت حالته الصحية داخل السجن، حيث كانت حالته النفسية سيئة".
المنصة تواصلت مع زوجة أسامة تليفونيًا، تصادف وقت المكالمة مع عودتها من مستشفى المنيل التي نُقل لها زوجها. ورغم سفرها من طنطا إلى القاهرة لم تنجح الزوجة في زيارته حيث طلب ضابط الحراسة منها إذن نيابة، فقدمت بلاغًا إلى النائب العام للتحقيق فيما حدث له.
وأنكرت زوجته معرفتها بأية معلومات جديدة عن حالة أسامة سوى ما نُقل لها من سجناء على لسان أهاليهم أثناء زيارتهم.
وقال حليم إن أسامة الصادر بحقه حكم قضائي، وبالتالي من حقه زيارة كل أسبوعين دون الحصول على تصريح، وفي حالة نقله المستشفى فمن حقها زيارته داخل المستشفي دون تصريح، على أن يكون ذلك في حضور رئيس الممرضين، وفقًا لنص المادة 76 من لائحة تنظيم السجون.
وقالت الزوجة إن آخر زياراتها لأسامة في سجن طرة كانت الأربعاء قبل الماضي، وكانت ذاهبة مع ابنتهما التي أنجبتها قبل أشهر قليلة من القبض على أسامة في مايو 2014.
وأشارت الزوجة إلى أن شقيقه تمّكن من رؤيته من خلف شباك زجاجي بغرفة العناية المركزة وعرف من الطبيب إنه حاول ذبح نفسه داخل السجن.
وكان أسامة قد تم القبض عليه بتهمة الانضمام لجماعة محظورة في قضية عرفت إعلاميًا بـ "خلية طنطا". وتقول زوجته أسامة إنه قبض عليه في 27 مايو 2014 من لجنة تصحيح الامتحانات في المعهد الأحمدي بطنطا، حيث يعمل مدرس قرآن في معهد محل منوف الثانوي. وبعد 11 شهرًا أحالته نيابة أمن الدولة إلى المحاكمة الجنائية وحددت محكمة استئناف القاهرة جلسة 6 أبريل لبدء محاكمة المتهمين.
وقضت المحكمة برئاسة المستشار حسين قنديل، في 4 سبتمبر 2016، بالسجن المشدد ١٠ سنوات له و5 متهمين آخرين، والمشدد ١٥ عامًا لاثنين آخرين، لكن بعد عام آخر في نوفمبر 2017، قضت محكمة النقض، برئاسة المستشار محمد سامي بقبول الطعن على الحكم وإلغاء الحكم الصادر من محكمة الجنايات.
وتقول الزوجة إن أسامة نقل أثناء فترة المحاكمة التي استمرت 3 أعوام 6 مرات بين سجن طنطا وطرة والمنيا ووادي النطرون قبل أن يستقر في طرة بعد قبول نقضه، الأمر الذي ساعد في إصابته باكتئاب شديد داخل السجن.
وكانت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية قد نشرت دراسة في 2017 بعنوان "يا تعالجوهم ياتفرجوا عنهم" رصدت خلالها انتهاكات الحرمان من الرعاية الصحية في السجون المصرية، والتي باتت شكوى شائعة من المحتجزين وأسرهم على السواء، بحسب الدراسة.
وتناولت الدراسة شهادات السجناء وذويهم عن الرعاية الصحية المتلقّاة أثناء محبسهم وتناول التقرير واقع الأوضاع الصحية داخل سجن برج العرب باﻹسكندرية، وسجن طرة وسجن العقرب وسجن القناطر للنساء وسجن قوات الأمن في دمهنور. كما يضم التقرير 14 شهادة تم توثيقها خلال فترة الرصد من 2014 إلى 2016.
ومن ضمن ما أوصت به الدراسة الاهتمام بالصحة النفسية وتقديم الدعم النفسي إلى السجناء.