شنت قوات الجيش المصري حملات تمشيط في مناطق قروية شبه مهجورة جنوب مدينة الشيخ زويد بعد أن لاحظ سكان محليون من المدينة أن سيارات ربع نقل تنقل كميات كبيرة من السلع الغذائية تشتريها سيدات من الأسواق، إلى نطاقات بعيدة شبه خالية من السكان.
كان شهود عيان أبلغوا قوات الجيش بأن سيدات يشترين كميات كبيرة من السلع الغذائية كالأرز والمكرونة والأجبان والبقوليات من المتاجر، وتنقل بعد ذلك بسيارات ربع نقل إلى جنوب قرية الشلاق، ومنها تنتقل السلع بعربات الكارو إلى مناطق غير مأهولة.
وعثرت قوات الجيش على كميات كبيرة من السلع المخزنة في بيوت مهجورة، وألقت القبض لاحقًا على سائقين ساهموا في نقل تلك السلع التي تبين أنها تنقل إلى عناصر تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية، الذين يختبئون في أطلال بيوت القرى المهجورة جنوب الشيخ زويد.
وترى مصادر محلية بأن تقنين إدخال السلع الغذائية إلى مدن شمال سيناء خلال العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" والتي بدأها الجيش مطلع العام الجاري، أثر بالسلب على قدرة عناصر التنظيم على شراء السلع الغذائية بسهولة، بينما رجحت مصادر أخرى أن التنظيم بات متيقنًا من أن العمليات العسكرية الشاملة لن تنتهي قريبًا، ما دفعه إلى اتخاذ تدابير احتياطية للاستمرار في معركة طويلة الأمد قد تمتد حتى الشتاء المقبل.
على صعيد آخر، تحاصر قوات الأمن بؤرة من بؤر للتنظيم المسلح، في مناطق المزارع الساحلية برفح والتي أخليت من سكانها، حيث تستهدف قطع المدفعية بعيدة المدى والهاون تلك البؤرة بشكل يومي مما قلص تواجد عناصر التنظيم المتشدد.
كانت صفحة اتحاد قبائل سيناء على فيسبوك نقلت عن مصادر مقربة من جهات أمنية أن عناصر قيادية من تنظيم ولاية سيناء سملوا أنفسهم للجهات الأمنية، ولكن وزارة الداخلية لم تصدر أي تصريح بهذا الشأن.
وفي منطقه جنوب رفح أفاد سكان محليون بأن قصفًا جويًا أصاب شاحنتين محملتين بقطع معدنية و أدوات لحام، خلال الساعات الماضية، في منطقه العجراء، وأن القصف تم بطائرة بدون طيار يطلق عليها الأهالي اسم " الزنانه" نظرًا لصوتها المميز، ولم يحدد السكان هويه الطائرة.
يذكر أن السلطات الأمنية فرضت قيودًا على حركة نقل البضائع و السفر إلى شمال سيناء منذ انطلاق فعاليات العمليات العسكرية الشامله في 9 فبراير/ شباط الماضي، ولاحقًا خففت هذه القيود من أجل تيسير إدخال البضائع والوقو إلى شبه الجزيرة وتسهيل حركة المواطنين، ولكن سرعان ما تم التراجع عن تزويد السيارات الأهلية بالوقود والسفر بدون تنسيق مسبق بعد وقوع حادث قرية سبيكة على الطريق الدولي غرب العريش حيث قتلت عناصر من ولاية سيناء ثلاثة مجندين خلال كمين مسلح أقامته العناصر.
ولم يحقق مؤتمر جماهيري عُقد في القرية الشبابية بالعريش، نهار الاثنين، رغبات الأهالي بإعادة فتح محطات الوقود أو السفر بدون تنسيق، حيث قال العميد ممدوح حسن قائد عمليات منطقة شمال سيناء، الذي شارك في المؤتمر برفقة محافظ شمال سيناء عبد الفتاح حرحور، بأن واقعة سبيكة لها آثار سلبية، وشدد على ضرورة تعاون الأهالي مع قوات الأمن، لافتا إلى أنه تم العثور خلال الحملات الامنية على كراتين المواد الغذائية التي تحمل شعار " تحيا مصر" داخل أوكار ولاية سيناء.
ورغم قرار مجلس الوزراء تجديد حظر التجوال وتمديد حالة الطوارئ في بعض مناطق شمال سيناء، للعام الخامس على التوالي منذ واقعه الهجوم على كمين كرم القواديس نهاية العام 2013، لم يبد السكان التزامًا بالقرار، مع تفاقم أزمات الوقود وأزمات الانتقال والسفر والحركة.