خلال انتظاره دخول النواب للقاعة للتصويت النهائي على مشروع قانون الإفلاس، تحدث رئيس البرلمان، علي عبد العال باسترسال وإسهاب، دون ترتيب، ارتجل كلامًا بتلقائية لم يخطط لها.
كشف عبد العال في لحظة صفاء ودردشة علنية عن تفاصيل بسيطة ومهمة، عن مشروع قانون تقسيم الدوائر، وضرورة تفعيل الحياة الحزبية.
على مدار ربع ساعة توقفت خلالها أعمال الجلسة العامة في انتظار النواب واكتمال النصاب، تحدث عبد العال وقال "بيبصموا وبيروحوا يقعدوا فين؟ مبعرفش بيروحوا يقعدوا فين داخل المجلس.. بس أكيد في نواب موجودين في المجلس".
وتطرق إلى التصويت الإلكتروني وقال "إن التصويت الإلكتروني له عيوب مثل أي نظام تصويتي آخر، لكن لا آخذ الرأي قانونًا إلا بعدما اتأكد بأن القاعة فيها العدد اللازم وقوفًا أو برفع الأيدي، وأي نائب يجلس مكاني سيستطيع معرفة عدد من في القاعة بالنظرة التقريبية".
وبدون أي سياق واضح، قال رئيس المجلس "على فكرة حتى القوانين المكملة للدستور فيها كلام كتير، ولكننا نأخذ الأحوط"، وأضاف "معرفش المحكمة الدستورية هتعمل إيه في تقسيم الدوائر ربنا يكون في عونها".
وأثناء حديثه تحرك كرسي عبد العال قليلًا ناحية اليمين فضحك وقال وهو يستخدم جسده ويتحرك خلال حديثه "مش عارف الكرسي فيه إيه.. أقعد كدا ألاقيه كدا"، في إشارة إلى محاولة توجهه إلى وسط القاعة بينما ينحرف الكرسي ناحية اليمين.
تحرك الكرسي أثار حديثًا في القاعة عن طول فترة الجلوس على الكراسي والبقاء في المناصب، وقال عبد العال "أنا لست من هؤلاء ولن أكون ولا أتمنى أن أكون، صنعت نفسي في الجامعة وكان كافيًا لي، أي واحد يجلس هنا بإرادة النواب، أنا لو شعرت إن إرادتكم تململت قليلًا ما جلست ولو لساعة واحدة".
ومع طول فترة الانتظار قال عبد العال إن وجود أغلبية برلمانية يؤدي إلى تجويد العمل داخل المجلس، وفق السوابق النيابية التي شهدها البرلمان منذ سنوات طويلة، "أتمنى أن تكون أغلبية البرلمان المقبل حزبية"، وضحك قائلًا "هذا الكلام يخصكم أنتم أكثر.. انتوا لسه شباب".
وفي السياق نفسه قال "قانون الانتخابات الحالي سيتم تعديله، وسيسمح بتخصيص عدد كبير من المقاعد للقائمة، وسيكون هناك فرص كبيرة للجميع من خلال القوائم".
متحدث إعلامي وليس رسمي
عدل عبد العال مهمة النائب صلاح حسب الله الذي سبق وأعلن اختياره قبل أسبوعين متحدثًا رسميًا باسم البرلمان.
فعبد العال أعلن التعديل ليصبح حسب الله "متحدثًا إعلاميًا للبرلمان"، وليس متحدثا باسمه، مشيرا إلى نص المادة الثامنة من اللائحة الداخلية لمجلس النواب، والتي توضح أن رئيس البرلمان هو المتحدث باسمه.
وقال "أعلنت أنني كلفت السيد النائب صلاح حسب الله، أن يكون متحدثًا إعلاميًا باسم المجلس، ولا ينال ذلك من حق أي عضو في أن يبدي رأيه في أي موضوع من الموضوعات، السيد النائب حسب الله المتحدث الإعلامي باسم المجلس، ولا يجوز لأحد أن يعقب على ذلك في أي وسيلة من وسائل الإعلام، ولا يجوز لأحد أن يخاطب أي هيئة من هيئات الدولة إلا باسم رئيس المجلس أيًا كان موقعه داخل هذا المجلس"، وفي الوقت نفسه شدد على حق أي عضو في الإدلاء بالآراء التي يعتقدها.
النائب عبد الحميد كمال، عضو تكتل 25/30، أبدى اعتراضه على اختيار حسب الله متحدثًا إعلاميًا باسم البرلمان في الوقت الذي يشغل فيه منصب المتحدث الرسمي باسم ائتلاف دعم مصر، فرد عبد العال "رئيس ائتلاف دعم مصر موجود اتكلموا معاه زي ما انتوا عايزين".
ومنح بعدها الكلمة للنائب محمد السويدي، رئيس الائتلاف الذي شدد على ضرورة عدم إثارة الخلافات في وسائل الإعلام وقال لعبد العال "من حق حضرتك اختيار اللي يريحك يكون المتحدث الإعلامي ولا يوجد تعارض على الإطلاق، عندما يتحدث باسم سيادتك، وعندما نتحدث يكون باسم الائتلاف وللائتلاف حقه في اختيار من يشاء، ومن حق أي نائب يتحدث فيما يخصه ويقول رأيه تمامًا".
في سياق آخر جدد عبد العال حديثه عن تعرض المجلس للهجوم وقال "وسيتعرض لهجوم أكثر في الأيام القادمة، ومحاولات هدم مؤسسات الدولة ما زالت قائمة، عمدًا أو عن غير عمد بتمرير أفكار غير قانونية تتصادم مع الدستور وقوانين الدولة المصرية وللأسف الشديد بلسان مصري، ولو كان بلسان أجنبي كنت أعذره".
ووجه عبد العال حديثه للنواب "توقعوا هجوم كثير وأكثر، نحن أقوياء وسنكون أقوى وأقوى إذا اتحدنا وحافظنا على هذه المؤسسة".
في السياق نفسه وجه رئيس المجلس الشكر للنائب ضياء الدين داود، عضو تكتل 25/30 قائلًا: "أشكر النائب ضياء الدين داود، لأنني حين سألته عما إذا كانوا يتحدثون في المجلس، قال لي إن فرصة التعبير عن رأيهم تتاح لهم في اتفاقيات أو مشروعات قوانين، وأشهد أنهم لم يخرجوا عن الخط الوطني إطلاقا في قضايا الوطن".