قبل أيام ثمانية من حلول الذكرى السابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير، وتحت مُسمى "أرشيف ثوري" انطلق، أمس الثلاثاء، موقع إلكتروني معني بتوثيق الثورة المصرية، وغالبية ما مرّت به من مراحل وأحداث، عبر 858 ساعة من مقاطع الفيديو يتيحها الموقع.
يقف خلف موقع أرشيف ثوري، تعاونية "مُصرّين" التي كوّنها قبل أعوام مجموعة من الشباب المنتمين لثورة 25 يناير، وهي تعلن لنفسها أهدافًا تتمثل في "دعم جهود الإعلام الشعبي والنشاط الثقافي في مصر، وخلق أرشيف بصري و صوتي للثورة والأحداث السياسية التي تمر بمصر".
يُقسّم الموقع الأرشيف عن طريق تصنيفات مختلفة؛ بين تاريخ تسجيل الفيديو سواء اليوم أو الشهر، ومكان تسجيله، وموضوع الفيديو، والتي تشمل ما يوثقه مثل أحداث محمد محمود أو أيام الثورة الثمانية عشرة، والأشخاص الذين ظهروا في الفيديو، وآخر التقسيمات هو الخاص بالكلمات المفتاحية المتعلقة بالأرشيف؛ مثل أسماء أماكن أو أشخاص أو أحداث.
لا يكتفي "أرشيف ثوري" بتأريخ الأيام الثمانية عشرة التي شهدت مُظاهرات احتجاجية ضد نظام الرئيس الأسبق حُسني مُبارك، بل يمتد لما تلاها من وقائع سواء في عهد المجلس العسكري، مثل أحداث محمد محمود الأولى و"ماسبيرو"، أو في عهد الإخوان المسلمين مثل أحداث محمد محمود الثانية واشتباكات بورسعيد والاتحادية، وصولاً لأحداث ما بعد إزاحة حُكم الإخوان وبدء العام الانتقالي بأحداث مثل "مذبحة الحرس الجمهوري" وفض اعتصام رابعة العدوية.
وعلى مستوى الموضوع، لا يتوقف "أرشيف ثوري" عند تقديم فيديوهات لما دار في الشوارع من اشتباكات وحسب، بل يوجد بين الفيديوهات ما هو مخصص لشهادات سُجلت لمن شاركوا في هذه الأحداث، كما كان في فيديوهات شهادات أحداث مجلس الوزراء، أو التحرش الذي تعرضت له سيدات خلال بعض المظاهرات، كما أنه يقدم فيديوهات عن شخصيات بعينها مثل مينا دانيال وعماد عفت وغيرهم من "شُهداء الثورة".
يتسع نطاق فيديوهات "أرشيف ثوري" ليضم ما يصور أماكن تعلّقت بالثورة مثل المستشفيات الميدانية أو كانت من وسائل التعبير عنها مثل الجرافيتي، بجانب فيديوهات عن أحداث وقعت لسُكان مناطق بعينها مثل رملة بولاق أو جزيرة القُرصاية، الذين تعرضوا لأكثر من محاولة ﻹجلائهم من منازلهم على يد السلطات، وخضع بعضهم في هذا السياق للمحاكمات عسكرية.
في تعريفها لـ"أرشيف ثوري"، أوضحت تعاونية "مُصِرّين" اختلافًا في فيديوهات الموقع عما سواها من فيديوهات، حتى تلك التي كانت تنشرها قناتهم على يوتيوب، وكان هذا الاختلاف هو أن مواد الموقع فيديوهات أولية (خام) لم تخضع لعمليات التحرير والتنقيح (المونتاج)، تنقل عبر هذه الساعات الكثيرة المصوّرة "وجهات نظر آلاف الأشخاص".
تقول "مُصِرّين" عن الموقع الوليد، المفتوح ﻹضافة مزيد من الفيديوهات، إنه ليس الوحيد الذي يعمل على أرشفة وتوثيق الثورة المصرية، وبالفعل توجد جهات أخرى حاولت توثيقها، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
رسميًا، أطلقت الهيئة العامة للاستعلامات (حكومية)، في إطار الاحتفالات بالذكرى الثانية للثورة، موقعًا إلكترونيًا يتوقف زمنيًا عند فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية 2012، كما أن المواد المسموعة والمرئية به عبارة عن أغنيات تتعلق بالثورة، بينما المواد المقروءة تدور في إطار مُحدد ومقتضب، أغلبه رسمي، حول تصريحات "زعماء العالم" عن يناير، أو عن دور المرأة في الثورة.
وعلى المستوى الشعبي، يعتبر "ويكي ثورة" الموقع اﻷبرز في محاولاته لتوثيق ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث وصولاً لفترة حكم الرئيس السابق عدلي منصور، ولكن تركيزه ينصبّ بصورة رئيسية على الاشتباكات وضحاياها في سطور وباﻷرقام.
ومع اقتراب الذكرى السابعة لـ25 يناير، خرج للنور موقع "أرشيف ثوري"، لا يُقدم أرقام وإحصائيات أو يعتمد العبارات الرسمية في رواية أحداث الثورة أو يبرز فعاليات الاحتفال بها، بل يفتح المساحة لتسجيل بعض من أيام الثورة المصرية بعيون من شاركوا فيها وعاصروها.