قرعة نارية لمونديال الميليشيات 2026
أسفرت قرعة بطولة كأس العالم الميليشياوية التي ينظمها المركز الاستراتيجي لرعاية الدول الفاشلة وإذكاء صراعاتها الأهلية، في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط والساحل الإفريقي عام 2026، عن أربع مجموعات نارية تتنوع انتماءاتها الطائفية والقبلية والعرقية.
وكان المركز أعلن في وقت سابق من هذا العام، اختيار الشرق الأوسط والساحل الإفريقي حلبةً واسعةً لاستضافة فعاليات البطولة بالتزكية، حيث لم تتقدم أي نطاقات إقليمية أخرى بأي ملفات استضافة.
ومن المتوقع أن تشهد فعاليات النسخة المقبلة للبطولة رعاية دولة وإقليمية واسعة، نظرًا لطبيعة المجموعات المسلحة التي تأهلت للمشاركة في البطولة من مختلف أنحاء الدول منخفضة الدخل والمهمشة في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.
تبدأ منافسات دور المجموعات بالتحام جماعي واشتباكات بين فصيلين أو أكثر ينتمون لنفس الطبيعة الطوبوغرافية جبلية أو سهلية أو في الغابات وهلم جرا. ورغم عدم تفعيلها في أغلب الأوقات، فإن قواعد البطولة تسمح في أحيانٍ لم تتحدد بعد، بأن يشارك الرعاة الإقليميون أو الدوليون مباشرة في المنافسات.
ومن المقرر أن تتأهل مليشيتان عن كل مجموعة من المجموعات الأربع، التي جاءت قرعتها على النحو التالي.
المجموعة الأولى: أسود الجبل | المجموعة الثانية: وعول السهول | المجموعة الثالثة: وحوش الغاب | المجموعة الرابعة: ثعابين الصحراء |
حركة طالبان (أفغانستان) | هيئة تحرير الشام (سوريا) | بوكو حرام (نيجيريا) | داعش (العراق وسوريا) |
أنصار الله الحوثيون (اليمن) | حركة الشباب (الصومال) | قوات سوريا الديمقراطية (أكراد سوريا) | الدعم السريع (السودان) |
حزب العمال الكردستاني (تركيا) | حزب الله (لبنان) | جماعة أبو سياف (الفلبين) | لواء العمالقة (اليمن الجنوبي) |
ميليشات فانو (إثيوبيا) | أنتي بالاكا (إفريقيا الوسطى) | الحشد الشعبي (العراق) | الحركة الوطنية لتحرير أزواد (مالي) |
وتقتصر منافسات الدور الأول على استخدام الأسلحة الخفيفة والعربات، أما في الدور الثاني الذي يقام بنظام سحق المغلوب، فيمكن فيه اللجوء للأسلحة الثقيلة، التي تضاف لها طائرات الدرون في الدورين قبل النهائي والنهائي.
وكانت اللجنة المنظمة من المركز الاستراتيجي لرعاية الدول الفاشلة وإذكاء صراعاتها الأهلية، دعت عددًا من الأساطير الميليشياوية التاريخية التي سبق لها الفوز بالبطولة في نسخ سابقة في القرن العشرين، من بينها القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، وجيش التحرير الوطني (كولومبيا)، وميليشيا الكونتراس اليمينية (نيكاراجوا)، لحضور حفل افتتاح البطولة، مع دعوة خاصة لقيادات الكتائب والقوات اللبنانية وحركة أمل ليكونوا ضيوف شرف الحفل.
إلى ذلك، قال مصدر في اللجنة المنظمة إن المركز يبحث إمكانية تنظيم بطولة في أمريكا الوسطى، بعد أن أثار قرار استبعاد بعض الكارتيلات المكسيكية والكولومبية والعصابات المسلحة في هاييتي والسلفادور حفيظة البعض. وذكر المصدر أن قرار الاستبعاد جاء بعد أن رأت اللجنة انتفاء الصفة الأيديولوجية أو الطائفية أو القبلية عن هذه المجموعات، رغم التزامها بمعيار القدوم من دولٍ فاشلة.
وفي سياق متصل، عبَّر عدد من ممثلي المليشيات العربية عن الفخر بالمشاركة في البطولة العالمية التي تجري على أراضٍ عربية، واعتبروا ذلك شهادة دولية بتميز المنطقة في هذا المجال، بل وتصدرها، خصوصًا بعد مجهودها الكبير خلال السنوات الماضية في تدمير الكثير من المدن وجعلها مدنًا منكوبة.
وأشار مصدر رفض تأكيد هويته، إلى الجهد الذي بذلته على وجه الخصوص مجموعته الميليشاوية التي رفض ذكر اسمها. وقال إنهم يُهدُونه لجميع الشعوب العربية، لتعويض سجل الجيوش النظامية الذي لم يكن بالمستوى المطلوب، ما جعلهم أمام تحدٍّ كبير لا يتعلق فقط بسمعة هذه الميليشيا أو تلك بل بسمعة المنطقة بأسرها.
وأشاد المصدر بإمعان الحكومات في الفشل بما يخلق بيئة صالحة لتنمو الميليشيات فيها وتترعرع، الأمر الذي وضع المنطقة العربية في موقع الريادة الميليشياوية كمًا وكيفًا مقارنة ببقية العالم، ما انعكس على مكان التنظيم وحجم المشاركات الإقليمية.
وخلال فعاليات المؤتمر الصحفي الذي عقدته مجموعة من الرعاة الأمريكيين والروس والإيرانيين والأتراك، وسادت فيه أجواء من التفاهم والروح الرياضية، قال بعض المشاركين في المنافسات إن الكأس لا بد وأن تكون عربية، وهددوا بحرق الشرق الأوسط بأكمله إذا حدث غير ذلك.
وعند سؤال عدد من المشجعين الذين توافدوا لحضور قرعة البطولة، قال أحدهم إنه شديد الحماس ولا يطيق الانتظار لمشاهدة منافسات الميليشيات الجبلية، فيما ذكر آخر أنه بدأ الادخار بالفعل لدعوة أصدقائه لحضور لقاء أنصار الله وطالبان الذي طال انتظاره، معتبرًا أن الفائز فيه سيحسم على الأغلب لقب البطولة، نظرًا للتفوق الطبيعي لمقاتلي الجبال على أقرانهم في السهول والغابات والوديان.
أما المتابعون على شاشات التليفزيون، فاعتبروا أن البطولة فرصة لاختبار قوة بعض الميليشيات، وسلط البعض التركيز على المواجهات المرتقبة في الدورين الأول والثاني بين قوى تنشط في بيئات طوبوغرافية متباينة، فيما أكد آخرون أنهم في انتظار تحديد الطرف الفائز لاستقدامه واستخدامه في نزاعات أهلية مستقبلية.