بعد نحو ساعتي قيادة في طرق تحيط بها حقول خضراء شاسعة، من لندن إلى مقاطعة هامبشير، وصلت إلى مطار فارنبورو للرحلات الخاصة الذي يحتضن كل سنتين معرضًا للطيران المدني والعسكري يُعد من أهم معارض الطيران الدولية، والملتقى الأهم للشركات الصانعة والزبائن المحتملين من شركات الطيران، والحكومات الساعية إلى تعزيز أساطيلها من المقاتلات والطائرات الحربية.
أما أنا، فأحج للمعرض كل عامين لممارسة هوايتي بمشاهدة الطائرات الأحدث، والإطلال على مستقبل صناعة الطيران المدني والعسكري. وهي عادة بدأتها منذ زيارتي الأولى للمعرض عام 2018. كنت أنوي حضور نسخة 2020 لولا أنها أُلغيت بسبب الجائحة. لكنني عدت مع عودة المعرض في 2022، لتكون نسخة العام الحالي هي الثالثة بالنسبة لي.
وفي هذه المرة الثالثة، تعلمت عددًا من الدروس.
نحن نمنحك الأحدث
الدرس الأول: تخبرك شركات السلاح بأن ما حصلت عليه هو الأفضل!
ما إن وصلت إلى المعرض، حتى شاهدت طائرتين أمريكيتين من طراز F15 Strike Eagle QA تابعتين لسلاح الجو القطري رابضتين عند الطرف الشمالي من مدرج المطار. وبعد رحلة استغرقت عشر دقائق بعربة جولف، وبينما كنت أتجول في الساحة الرئيسية للمعرض، وجدت طائرة أخرى من الطراز نفسه محاطة بحواجز حديدية فاقتربت منها. وعندما كنت أصوّرها، وجدت طيارين قطريين يتبادلان حديثًا مع بعض زوار المعرض.
اقتربت من التجمع وتبادلت مع الطيارين حديثًا بالعربية. كانا ودودين للغاية، الأول اسمه أحمد والثاني ماجد، وكلاهما ملازم أول. سألتهما عن الطائرة، فأجاب ماجد بحماس: هذه هي النسخة الأحدث في العالم من F15 وهي تحمل تعريف QA (Qatar Advanced)، لأنها صنعت خصيصًا لسلاح الجو القطري الذي طلب مواصفات خاصة. وهي الأحدث إلى درجة شجعت شركة بوينج الأمريكية المُصنِّعة على صنع نسخة شبيهة تحمل تعريف EX، ولكنها مختلفة قليلًا عن النسخة الموجودة لدينا.
كنت فضوليًا بشأن ما إذا كانت الطائرات الثلاث قطعت المسافة من قطر إلى المعرض في إنجلترا، فردَّ أحمد مُصححًا بأن هناك طائرة رابعة، وأن اثنتين منها ستنفذان استعراضين جويين، إحداهما وهي محملة بحمولتها القصوى من الأسلحة، وهناك ثالثة في وضع الاستعداد تحسبًا لأي عطل في الطائرتين، بالإضافة إلى الرابعة المعروضة خلفهم، وأضاف ماجد أن الطائرات جاءت من المصنع في أمريكا رأسًا إلى إنجلترا للمشاركة في المعرض، وأنه سيقودها مع رفاقه عائدين إلى قطر بعد انتهائه.
سألتهما إذا كانت تلك الطائرة هي الوحيدة التي تحمل اسمًا مشتقًا من القرآن الكريم "أبابيل"؟ فأجاب أحمد أن سرب مقاتلات الرافال في سلاح الجو القطري يحمل اسم "العاديات"، فيما يحمل سرب مقاتلات اليوروفايتر تايفون اسم "الذاريات"، أما سرب الأباتشي فيحمل اسم "سجيل".
كانت لديَّ العديد من الأسئلة الأخرى حول الطائرة التي وقَّعت قطر صفقة لشراء 36 منها مقابل 12 مليار دولار عام 2017، لكني أدركت أنها ليست مناسبة لطيارين شابين متحمسين لقيادة الـF15 الأحدث في العالم!
لكن في تمام الساعة الثالثة وتسع دقائق انطلقت المقاتلة F15 Strike Eagle QA أمامنا من على المدرج الوحيد للمطار. أقلعت بشكل شبه عمودي بعد ثوانٍ معدودة من إقلاعها من المدرج. وفي السماء بدأت الطائرة تستعرض قدراتها على المناورة الجوية بينما زئير محركيها العملاقين General Electric F110 يطغيان على صوت المعلق الذي كان يقدم شرحًا للجمهور الموجود على أرض المطار.
وبعد دقائق من المناورات، توقفت الطائرة بشكل رأسي في السماء لنحو ثلاثين ثانية، قبل أن تبدو وكأنها تسقط من السماء، لكن زئير محركاتها علا وهي تعيدها في ثوانٍ معدودة لارتفاعها السابق. هذه المناورة التي تعرف باسم cobra maneuver وهي من المناورات التي تسمح للطيار بأن يقوم برفع الطائرة فجأة للحظات إلى الوضع الرأسي وإيقاف الطائرة للحظات، مما يتسبب في زاوية هجوم مرتفعة للغاية خلال الاشتباك الجوي القريب.
صنعنا نسخة أحدث... تشتريها؟
الدرس الثاني: شركات السلاح تحب العلاقات طويلة الأمد!
وقفت أمام مُحاكي المقاتلة يوروفايتر تايفون، وهي نسخة طبق الأصل من قمرة الطيار الحقيقية، لأرى طيارًا حربيًا منهمكًا في اشتباك جوي مع أكثر من مقاتلة تابعة للأعداء، تظهر مثل نقاط بعيدة في السماء، ويمكن رؤيتها على الشاشات الخمس الكبيرة المحيطة بالمُحاكي.
جاءني شاب يرتدي بدلة أنيقة تشبه ما يرتديه رجال المبيعات في وكالات بيع السيارات واليخوت الفاخرة، وسألني: هل لديك معرفة باليورو فايتر تايفون؟
أجبته: بالطبع! إنها طائرتي المفضلة! أُغرمت بها منذ بدأت قيادتها على مُحاكي الآيباد الذي يصحبني في رحلات السفر الطويلة. كما أنني جربت قيادة هذه المقاتلة في محاكي جناحكم في نسخة 2018 من المعرض، ورأيته مرةً ثانية في 2022.
هنا أبدى الشاب حماسًا أشد وهو يقدّم نفسه: اسمي روبرت وأعمل في BAE Systems للصناعات الدفاعية، وأنا سعيد أنك ذكرت الآيباد! يجب أن تجرب هذا المُحاكي لتعرف ما الذي فعلناه بطائرتك المفضلة!
كان الطيار الموجود في قمرة المحاكي خرج لتوه، فدخلت مكانه وقوفًا أولًا على كرسي الطيار، ثم مددت قدميَّ في النفقين الموجودين أسفل لوحة التحكم، واللذين يفصلهما عصا التحكم بالطائرة.
قال روبرت: ستجد أننا استثمرنا مبالغ كبيرة من أجل تطوير يوروفايتر تايفون من خلال هذه اللوحة الجديدة. استلهمنا فكرة الآيباد فقررنا إلغاء الشاشات الثلاث اللواتي كُنَّ يمثلن لوحة التحكم القديمة، ومعها كل الأزرار التي كانت تزخر بها لوحة التحكم القديمة، واستبدلنا بها هذه الشاشة الكبيرة أمامك، التي يمكن أن تتحكم فيها باللمس، تمامًا مثل الآيباد.
أخبرت روبرت أنني أتذكر جيدًا المُحاكي القديم بشاشاته الثلاث الصغيرة، لكن هذه الشاشة الكبيرة تبدو مريحة أكثر!
بدأ روبرت يستعرض إمكانية التحكم السهل بالطائرة بمجرد لمس الشاشة الكبيرة. ومن خلال الكمبيوتر الذي يتحكم بالمُحاكي، استدعى اشتباكًا افتراضيًا مع مقاتلات روسية، وحدد نوع الصواريخ التي سيتم إطلاقها باللمس على قائمة الخيارات التي تظهر على الشاشة الكبيرة، ومعرفة كل البيانات الضرورية عن كمية الوقود المتبقي في الطائرة وارتفاعها وسرعتها ومعدل التسارع.
بدأت الاشتباك مع المقاتلة الروسية التي ظهرت على الشاشة الخاصة بجهاز التتبع البصري، وكانت من طراز ميج 31 التي يطلق عليها حلف الناتو اسم Foxhound. وبفضل شاشة اللمس الكبيرة التي ألغت كل الشاشات والأزرار والعدادات التقليدية السابقة، أصبح التحكم في الطائرة واختيار الأسلحة وتثبيت الهدف (Locked) في رادار الصاروخ متوسط المدى (جو-جو) من طراز AMRAAM أكثر سهولة.
سألت روبرت عن خطة الطوارئ لو تعطلت الشاشة الكبيرة التي تتحكم في كل شيء وتقدم المعلومات الضرورية للملاحة الجوية، وكانت موجودة في عدادات المقاتلات التي تنتمي للأجيال الأقدام، فأجاب بأن هناك شاشتين، باللمس أيضًا، على يمين الشاشة وعلى يسارها، عليهما كل البيانات الضرورية التي يحتاجها الطيار للهبوط أو الإقلاع، وكل شاشة تستمد طاقتها من بطارية منفصلة لمساعدة الطيار على التحليق والهبوط في حال تعطلت الشاشة الكبيرة!
أيضًا أخبرني روبرت وعيناه تلمعان بأن هذه الشاشة لا تقتصر فقط على الأجيال الجديدة من يوروفايتر تايفون، بل هناك إمكانية لتجهيز النسخ الأقدم بهذا النظام الجديد، بالإضافة لحزمة جديدة من الإلكترونيات الخاصة بالتسليح.
شكرت روبرت على هذه التجربة المميزة لآلة القتل المتفوقة، وسألته عن الأسعار، لكنه قال إن ذلك يخضع للتفاوض مع أسلحة الجو التي تملك النسخ الأقدم أو تلك التي تفكر في تجديد أساطيلها من مقاتلات "السيادة الجوية"!
الدرون هي المستقبل
الدرس الثالث: المُسيّرات ستهيمن على السماء، مدنيًا وعسكريًا!
في نسخة 2018 من المعرض، كانت أغلب طائرات الدرون بدون طيار المعروضة هي للاستخدام العسكري، تحديدًا للرصد والاستطلاع. لكن مع نسخة 2022، كانت القفزة التكنولوجية في عالم الدرون هائلة. جناح شركة الصناعات الجوية التركية عرض حينها عددًا من الدرون العسكرية التي تطورها وتصنعها وتسوقها لعدد من الجيوش، بالإضافة إلى الجيش التركي زبونهم الرئيسي.
هذا العام، عرضت الشركة النسخ المطورة من طائرات الدرون التي عرضتها في السابق، بالإضافة إلى واحدة شبحية تحمل اسم TAI Anka-3، تطوِّرها حاليًا جنبًا إلى جنب مقاتلتها الشبحية من الجيل الخامس التي تحمل اسم KAAN وقررت تركيا رفع الاستثمار فيها بعد طردها من برنامج تصنيع وامتلاك مقاتلات F35 الشبحية الأمريكية.
لكن اللافت في معرض 2024 أن حجم المعروض من الدرون العسكرية والمدنية كان أكبر من أي نسخة سابقة من المعرض. زرت جناح شركة Wisk الأمريكية التي تصنع طائرة من دون طيار وتعمل بالكهرباء للاستخدامات المدنية. لكن الجديد أن طائرتها ليست مخصصة لرش المحاصيل الزراعية أو للتصوير الجوي ولكن مخصصة لنقل الركاب!
وتعتبر الشركة طائرتها أول تاكسي جوي كهربائي بأربعة مقاعد في العالم. كما تتميز بتقنية VTOL، أي الإقلاع والهبوط العمودي. ومن المفترض أن تخصص شركات نقل الركاب الطائرة للعمل بين المدن وضواحيها البعيد. وتدعي الشركة أن الطائرة ذاتية القيادة مع عوامل أمان تعوض عدم وجود طيار.
يستشهد موظفو التسويق في Wisk بإحصائية تشير إلى أن 80% من حوادث الطيران سببها خطأ بشري، وبالتالي تهدف الشركة إلى إنشاء نظام للتحكم بالطائرات يتضمن أقل قدر ممكن من التدخل البشري لتقليل احتمالات الفشل، واستبدال الأنظمة الآلية بالكثير من عمليات الطيران والملاحة والتواصل المباشر.
ومن Wisk إلى BAE Systems، عملاق الصناعات الجوية والعسكرية البريطاني، الذي ضم جناحه هذا العام عددًا متنوعًا من الدرون، تبدأ بدرون هليكوبتر صغيرة للاستطلاع العسكري والتجسس، ودرون أصغر قليلًا تلقي قنابل الهاون من السماء، ثم أحجام أكبر مخصصة للاستطلاع والمسح الأرضي، تطير على ارتفاعات هائلة لساعات طويلة، وصولًا إلى درون جديدة بإمكانها نقل جندي مصاب من أرض المعركة، في حل أكثر عملية وأمانًا وأقل تكلفة من مروحيات الإنقاذ.
رحلات بعيدة؟ طائرات أصغر
الدرس الرابع: المستقبل للطائرات الصغيرة بعيدة المدى
قبل أسبوعين، سافرت من مطار لندن جاتويك إلى مطار كويبك سيتي في كندا، على متن طائرة إيرباص a321neo التي تخصص عادة للرحلات التي لا تزيد عن أربع ساعات. لكن المميز في هذه الطائرة أنها كانت النسخة التي يرمز إليها بـLR، اختصار long range/المدى الطويل.
استغرقت الرحلة سبع ساعات ونصف الساعة. في السابق، كانت الرحلات العابرة للأطلنطي تقتصر فقط على الطائرات الكبيرة مثل بوينج 777 وبوينج 747 وإيرباص 340 بمحركاتها الأربع، وبالطبع الطائرة المدنية الأكبر في العالم إيرباص 380 بمحركاتها الأربع العملاقة، فيما الطائرات الصغيرة مثل إيرباص 320 أو بوينج 737 تخصص فقط للرحلات القصيرة.
كان هذا قبل سنوات. أما الآن فإن الطائرات الصغيرة الحجم مثل إيرباص 321neo أصبحت قادرة على القيام بالرحلات البعيدة والطويلة بدون الحاجة للتوقف من أجل التزود بالوقود، ما يعني تكاليف تشغيل أقل لأن شركات الطيران أصبحت قادرة على ملء جميع مقاعد الطائرة الصغيرة التي تستهلك وقودًا أقل أسرع من ملء مقاعد الطائرات الأكبر.
لكن الجديد في نسخة المعرض هذه، هو عرض عملاق الصناعات الجوية الأوروبي إيرباص طائرة a321XLR التي ترمز حروف XLR في اسمها إلى xtra long range/مدى فائق البعد. هذه الطائرة قادرة على الطيران لـ11 ساعة أو 4700 ميل بحري بلا توقف، وهو ما يعني رحلة طيران مباشرة من نيويورك إلى روما، أو من لندن إلى فانكوفر، أو من دلهي إلى لندن، أو من سيدني إلى كوالالمبور. وهي كلها رحلات كانت تقوم بها طائرات أكبر حجمًا مثل بوينج 777 أو 787.
وتقول الشركة إن هذه الطائرة قادرة على خفض تكلفة الرحلات بنسبة 45% مقارنةً بالطائرات الكبيرة عريضة البدن. فيما توفر وقودًا بنسبة 30% مقارنةً بالأجيال الأقدم من نفس الطائرة. يشير ذلك إلى أن غالبية الرحلات البعيدة المدى ستكون في المستقبل القريب جدًا أقل راحة لكن أرخص!
بالطبع تدعي إيرباص أنها استثمرت في جعل طائراتها الصغيرة مريحة مثل الكبيرة، وأن مقصورة الإيرباص a321XLR التي تحمل اسم airspace ستتسع لما يصل إلى 244 راكبًا! كما تقول إيرباص إنها المقصورة الأوسع في أي طائرة ذات ممر واحد مقارنةً بنظيرتها الأمريكية بوينج 737max، التي تحمل سمعة سيئة بين الركاب بسبب حادثتي تحطم في 2018 و2019!
مليارات صناعة الطيران
الدرس الخامس: الاستثمار في الأجواء يجلب المليارات!
بالإضافة لكونها تأكيدًا على المكانة الدولية، فإن صناعة الطيران تُعد إحدى الصناعات الأكثر ربحية لاقتصادات الدول الصناعية الكبرى في عالم اليوم. فالقيمة المضافة في عالم صناعة الطيران تتجاوز نظيراتها في الصناعات المتقدمة الأخرى.
يكفي أن نشير إلى أنه خلال أيام المعرض الأربعة هذا العام، بلغت قيمة الصفقات التي أُعلن عنها ما مجموعه 81.5 مليار جنيه إسترليني، من بينها نحو 13 مليارًا صفقات للشركات البريطانية.
كما اتُّفِق على بيع 260 طائرة، منها صفقات بقيمة 6.4 مليار جنيه إسترليني للشركات البريطانية. في حين بلغت قيمة طلبات المحركات البالغ عددها 808 محركات، ما لا يقل عن 2.2 مليار جنيه إسترليني أخرى للشركات البريطانية أيضًا.
هذه الأرقام تعني إضافة أكثر من 104 آلاف وظيفة في قطاع الطيران داخل الاقتصاد البريطاني. وبالتالي تحافظ بريطانيا على مكانتها ضمن عالم صناعة الطيران، الذي لا تزال الولايات المتحدة تهيمن عليه، من خلال شركات صناعة الطيران المدني والعسكري التي تتولى تسويق إنتاجها لكل دول العالم باستثناء إيران وكوريا الشمالية ومؤخرًا روسيا.
الهيمنة الأمريكية
الدرس السادس والأخير: أمريكا تهيمن على كل شيء!
حيثما نظرت ستجد حربًا طاحنة؛ واحدة في أوكرانيا، وأخرى دموية في غزة مرشحة لتتحول إلى حرب إقليمية واسعة في الشرق الأوسط، بين إيران وإسرائيل التي قد تجد مساندة من حلفاء إقليميين إلى جانب حليفها الأمريكي الراسخ، الذي يحاول على الجانب الآخر من الكرة الأرضية، بدأب، احتواء القوة الصينية وإعادة الصين لموقعها، كمصنع عملاق يخدم الأسواق الأمريكية والغربية!
وفي كل نسخة من المعرض، تحاول الولايات المتحدة تجديد هيمنتها على قطاع الطيران في العالم، بعرض أحدث ما تملكه من طائرات عسكرية مثل F15QA التابعة لسلاح الجو القطري، وF35 الشبحية التي طارت إحداها أمام جمهور المعرض فيما ظلت أخرى رابضة في ساحة المطار، بالإضافة إلى طائراتها المدنية مثل بوينج 787 dreamliner التي كانت واحدة منها، تابعة للخطوط الجوية القطرية، رابضة في ساحة العرض.
الهيمنة الأمريكية في معرض هذا العام تمثلت أيضًا في طيران القاذفة الاستراتيجية B52 العملاقة أمام جمهور العرض. فبعد أن أقلعت من قاعدة جوية أمريكية قريبة من مطار فارنبورو، طارت القاذفة الأسطورية أمام جمهور المعرض على ارتفاع منخفض لبضع دقائق ثم عادت إلى قاعدتها. بدت الطائرة السوداء ذات المحركات الثمانية النفاثة مثل استعراض قوة أمريكي في أكثر لحظات المسرح الدولي سخونة منذ انتهاء الحرب الباردة!