استهدف مسلحون مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد غرب مدينة العريش في محافظة شمال سيناء ظهر اليوم أثناء أداء صلاة الجمعة ما أسفر عن مقتل 235 شخصًا وإصابة 130 آخرين بينما توعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"الثأر" في كلمة بعد اجتماع أمني عقده بحضور وزيري الدفاع صدقي صبحي والداخلية مجدي عبد الغفار، ورئيس جهاز المخابرات العامة.
وأعلنت أيضًا رئاسة الجمهورية حالة الحداد العام في البلاد لمدة ثلاثة أيام.
ولم تعلن أي جهة حتى اللحظة مسؤوليتها عن الهجوم ولكن منذ عام 2013 يشن تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي تحوّل اسمه إلى "ولاية سيناء" بعد مبايعته تنظيم الدولة الإسلامية، هجمات في شبه جزيرة سيناء تستهدف عادةً الجيش والقوات المسلحة.
وقال شهود عيان إن المسلحين وصلوا إلى محيط المسجد على متن دراجات نارية وسيارات دفع رباعي، وزرعوا عبوات ناسفة خارج المسجد وفجروها، وعندما تدافع المصلين للهرب خارج المسجد أطلق المسلحون النار عليهم عشوائيًا ما فاقم الخسائر البشرية.
وانطلقت من ثكنات العريش أرتال من الدبابات والمدرعات التابعة للجيش والشرطة، إضافة إلى عربات الكشف عن المفرقعات، وأغلقت القرية والطريق الدولي تمامًا.
وفي كلمة إلى الأمة بثها التلفزيون الحكومي قال السيسي إن مصر "ستثأر" للقتلى والمصابين الذين سقطوا جراء هذا الهجوم.
وقال السيسي "ستقوم القوات المسلحة والشرطة المدنية بالثأر لشهدائنا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال الفترة القليلة القادمة، هذا هو ردنا، سنرد على هذا العمل بقوة غاشمة في مواجهة هؤلاء الشرذمة المتطرفين الإرهابيين التكفيريين".
كما اعتبر في الكلمة التي ألقاها بعد الاجتماع الأمني إن "ما يحدث في سيناء انعكاس حقيقي للجهود التي نبذلها في مواجهة الإرهاب اللي بنحاربه لوحدنا، مصر تواجه الإرهاب نيابة عن المنطقة والعالم بالكامل".
وتابع "نحن صامدون، نحن صامدون وسنتصدى وسنستمر، زي ما قلت كدا، هذا العمل لن يزيدنا إلا إصرارًا".
إلى ذلك، أمر النائب العام المستشار نبيل صادق بفتح تحقيقات عاجلة في الحادث، وكلف فريقا موسعا من أعضاء نيابة استئناف الإسماعيلية ونيابة أمن الدولة العليا، بالانتقال الفوري إلى موقع الحادث، لإجراء المعاينات والتحقيقات اللازمة
وتعتبر قرية الروضة التي يقطنها نحو 2500 نسمة وتقع إلى الغرب على بعد 30 كيلومترًا من مدينة العريش، من معاقل الطريقة الصوفية الجريرية الأحمدية، حيث توجد زاوية للطريقة بجوار المسجد الذي يخلو من الأضرحة.
وهذه ليست أول عملية تستهدف الصوفيين فقد اختطفت جماعة أنصار بيت المقدس في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي الشيخ أبو حراز وهو من الشيوخ الصوفيين في سيناء ويبلغ عمره 98 سنة، وذبحوه مع آخرين، وكانت هذه هي أولى وقائع استهداف الصوفيين في شبه الجزيرة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2016 فجّر مسلحون ضريحي "شميعة" و"صبيحة" الكائنين ضمن مقابر "مزار" بقرية الروضة غرب العريش وذلك بنسف غرفتين صغيرتين يقع داخلهما شاهدي القبرين ضمن سلسلة أضرحة تحتويها المقبرة، وسبقه تفجير ضريح وقبر "الشيخ زويد" على ساحل مدينة الشيخ زويد، وضريح "الشيخ حميد" فى منطقة المغارة بمركز الحسنة فى وسط سيناء، وضريح "الشيخ سليم" فى منطقة مزار بمركز بئر العبد.
وانضم لقرية الروضة سكان القرية أعداد كبيرة من الأسر التى نزحت من جنوب الشيخ زويد حيث استقروا فى عشش قرب مساكن أقاربهم من قبيلة السواركة التى يتكون فيها عدد كبير منهم.