انتهت انتخابات اللجان النوعية لمجلس النواب والتي سارت بشكل يعكس حالة البرلمان. فشل أعضاء ائتلاف "دعم مصر" الذي يشكّل الأغلبية النيابية في التوافق على أسماء المرشحين لرئاسة بعض اللجان النوعية، ما دعا إلى تدخل رئيس مجلس النواب علي عبد العال وزعيم الأغلبية محمد السويدي من أجل حسم الخلافات.
واشتعلت المعارك الانتخابية في خمس لجان نوعية من أصل 25 لجنة، كان أشدّها لجنتي الإدارة المحلية، والطاقة والبيئة، بينما حسمت التزكية اللجان العشرين الأخرى.
التدخلات مستمرة
استمر تدخل رئيس مجلس النواب علي عبد العال في انتخابات اللجان.
هذا الأمر حدث في لجنة الصحة التي انسحب مجدي مرشد من المنافسة على رئاستها لصالح محمد العماري بعد تدخل عبد العال، وتكرر الأمر نفسه في لجنة الإسكان، التي أعلن النائب علاء والي تنازله عن الترشح على رئاستها لصالح منافسه معتز محمود، وكلاهما عضو في ائتلاف دعم مصر، ولم ينجح الائتلاف في التوافق بينهما.
والي أرسل بيانًا للصحفيين عبر بريده الإلكتروني، ونسب فيه المعلومة الخاصة بتنازله لصالح منافسه معتز محمود، إلى "مصادر برلمانية"، وقال في البيان إن منافسه لجأ لرئيس المجلس بعدما تيقن من خسارته.
ارتباك النواب
سادت حالة من الارتباك في عدد من لجان البرلمان بعد أن رفع عبد العال الجلسة العامة الأولى، التي بدأت في الحادية عشرة والربع صباحًا، واستمرت خمس دقائق، أعلن خلالها الانتهاء من كشوف عضوية اللجان النوعية، ودعا لجلسة أخرى في منتصف النهار لتلقي الطعون والبت فيها.
وكادت بعض اللجان مثل لجنة الشؤون الصحية أن تبدأ في إجراءات الانتخابات، بينما اتجهت لجان أخرى إلى التأجيل لحين عقد الجلسة الثانية وإعلان رئيس المجلس بدء الانتخابات بعدها.
واجتمع نواب لجنة الشؤون الصحية في مقر اللجنة واستعد النائب سعداوي ضيف عضو اللجنة لرئاستها خلال مرحلة إجراء الانتخابات، وحضر إلى مقر اللجنة موظف من أمانة لجنة الشؤون الدينية لسؤال نواب لجنة الصحة عن موعد إجراء الانتخابات وما إذا كانت ستتم قبل الجلسة الثانية أم لا.
الأمر نفسه كاد أن يتكرر في لجنة الشؤون الاقتصادية التي اكتمل نصاب نوابها بالفعل ولكن قرر النواب التأجيل لما بعد الجلسة الثانية.
انتخابات ومفاجآت
خمس لجان فقط شهدت انتخابات "تنافسية" على مقعد رئيس اللجنة وهي لجان الاتصالات والشؤون الاقتصادية والشؤون الصحية والإدارة المحلية والطاقة والبيئة.
لكن لجنتي الطاقة والبيئة، والإدارة المحلية حملتا مفاجآت في نهاية اليوم، ففي لجنة الإدارة المحلية نجح النائب الوفدي أحمد السجيني في الاحتفاظ بمقعده رئيسًا للدور الثالث على التوالي بواقع 26 صوتًا، أمام منافسه محمد الفيومي عضو ائتلاف دعم مصر الذي حصل على 20 صوت.
نجاح السجيني كان هو اللقطة الأبرز والأهم في هذه الانتخابات التي دفع فيها ائتلاف الأغلبية بعدد من نوابه لصالح الفيومي، وأمر بانتقال 14 من نوابه إلى اللجنة.
لكن السجيني تفوق على منافسه واحتفظ بمقعده ليكمل مع لجنته العمل على قانون المحليات المنتظر صدوره في دور الانعقاد الحالي.
أما في لجنة الطاقة والبيئة لم يفلح طلعت السويدي في الاحتفاظ بمقعده في رئاسة اللجنة، وفاز منافسه النائب محمد رشوان عضو ائتلاف دعم مصر، وفشل السويدي الوفدي في الاحتفاظ باللجنة التي ترأسها منذ دور الانعقاد الأول، قبل أن يقبل علي عبد العال الطعن الذي قدمه النائب طلعت السويدي على نتيجة اللجنة على أن تُعاد الانتخابات يوم الأحد.
.. وتزكيات
حسمت التزكية انتخابات مقعد الرئيس في 20 لجنة نوعية تضمنت لجان الخطة والموازنة التي استمر حسين عيسى رئيسا لها، والخارجية لصالح طارق رضوان، والشؤون الأفريقية يترأسها السيد فليفل، واحتفظ أسامة هيكل بموقعه رئيسًا للجنة الثقافة والإعلام والآثار.
واستمرت سحر طلعت مصطفى في موقعها في رئاسة لجنة السياحة والطيران، بالتزكية لتبقى النائبة الوحيدة التي تحتل مقعد الرئيس للمرة الثالثة على التوالي، إذ تترأس اللجنة منذ دور الانعقاد الأول.
وبقى النائب محمد علي يوسف في موقعه رئيسًا للجنة المشروعات الصغيرة، وبهاء أبو شقة رئيسا للجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، وهمام العادلي رئيسًا للاقتراحات والشكاوى للدور الثالث على التوالي، وهو الأمر الذي تكرر في لجنة الشؤون العربية لصالح النائب سعد الجمال، واستمر أيضا النائب كمال عامر رئيسًا للجنة الدفاع والأمن القومي، واحتفظ جبالي المراغي بمقعده رئيسًا للجنة القوى العاملة، واستمر النائب هشام الشعيني رئيسا للجنة الزراعة للدور الثالث على التوالي.
ملاحظات من كشوف اللجان
تضمنت الكشوف النهائية لعضوية اللجان مفاجأت في اللحظات الأخيرة قبل إجراء الانتخابات.
- انتقل النائب أكمل قرطام، الذي أعلن استقالته من مجلس النواب في بداية دور الانعقاد الثاني، من لجنة حقوق الإنسان إلى لجنة الطاقة والبيئة. استقالة قرطام جاءت على خلفية تصاعد الخلاف مع محمد أنور السادات والتحالف بين ائتلاف دعم مصر وحزب المصريين الأحرار للإطاحة به من اللجنة، واعترض قرطام حينها على الأسلوب الذي اتبعه المصريين الأحرار ودعم مصر في حشد النواب وانتقال عدد كبير جدًا الى اللجنة وانسحب من الانتخابات وأعلن استقالته.
- ظهر اسم النائب أحمد مرتضى منصور في كشوف العضوية الخاصة بلجنة الشباب والرياضة، رغم صدور حكم محكمة النقض بإبطال عضويته وأحقية منافسه عمرو الشوبكي في مقعد دائرة الدقي، وهو الملف الذي لم يحسمه المجلس حتى الآن.
- انتقل النائب أحمد سعيد الذي ترأس لجنة الشؤون الخارجية خلال دور الانعقاد السابق إلى لجنة الشؤون الدينية، وهو الانتقال المفاجئ للجميع خاصة مع اختيار سعيد لجنة لا تمت لاهتماماته بصلة.
- انتقل رئيس لجنة النقل والمواصلات السابق، سعيد طعيمة، إلى لجنة العلاقات الخارجية رغم أنه ترأس اللجنة على مدار دوري الانعقاد الأول والثاني، كما انتقل أيضا النائب حاتم باشات عضو لجنة الشؤون الافريقية إلى لجنة العلاقات الخارجية.
- وكلاهما عضو في الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار التي دفعت بالنائب طارق رضوان على رئاسة اللجنة.