بعد إجازة امتدت لثلاثة أشهر، بدأ دور الانعقاد الثالث صباح اليوم، بجلسة عامة افتتحها رئيس المجلس علي عبد العال بحضور رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل.
كان اليوم قصيرًا تحت القبة، ولكن رغم ذلك حمل العديد من الرسائل والمؤشرات لبداية ساخنة لدور الانعقاد، مع تصاعد المنافسة في انتخابات اللجان، والتدخلات المباشرة من رئيس المجلس وزعيم الأغلبية لحسمها.
كما تضمن رسائل قوية شديدة اللهجة قالها عبد العال في كلمته لمن يحاولون تشويه صورة مجلس النواب بحسب تعبيره.
صراعات اللجان
مع تصاعد الصراع على رئاسة عدد من اللجان البرلمانية، وحَشْد كل مرشح لأعضاء من أنصاره للانتقال إلى اللجنة التي يترشح على رئاستها، حدثت تدخلات في الساعات الأخيرة، وقبل يوم واحد موعد الانتخابات المقرر إجرائها غدًا الثلاثاء.
في لجنة الصحة انسحب النائب مجدي مرشد من المنافسة على رئاسىة اللجنة التي تعد من أكثر اللجان سخونة، لصالح منافسه النائب محمد العماري رئيس اللجنة في دور الانعقاد السابق، والذي نجح في اقتناصها من مرشد الذي ترأسها في دور الانعقاد الأول.
قرار مرشد بالانسحاب اليوم جاء بعد تدخلات واضحة وصريحة من جانب رئيس المجلس علي عبد العال، ورئيس ائتلاف دعم مصر محمد السويدي، إذ عَقَد رئيس المجلس اجتماعًا صباح اليوم، قبيل الجلسة العامة، دعا إليه أعضاء لجنة الصحة وحضره السويدي، انتهى بتنازل مرشد لصالح العماري.
مرشد قال في تصريحات صحفية عقب الاجتماع إنه تنازل بعد تعهد العماري بعدم الترشح على رئاسة اللجنة في الدورتين المقبلتين، فيما أوضح مصدر تحفظ على نشر اسمه أن السويدي أرسل رسالة هاتفية لمرشد مساء أمس أوضح فيها أن الائتلاف سيدعم العماري ودعاه للتنازل.
النائب محمد علي يوسف القيادي في ائتلاف دعم مصر أوضح للصحفيين أن تدخل عبد العال جاء لإعلاء المصلحة العليا وعدم حدوث خلافات في اللجنة التي لديها أجندة تشريعية هامة في دور الانعقاد الجديد، وعلى رأسها قانون التأمين الصحي.
تدخلات عبد العال كانت مفاجئة خاصة أنه عقد اجتماع قبل عدة أيام مع العماري ومرشد والسويدي، وبحسب مصدر رفض نشر اسمه انتهى هذا الاجتماع بغلق انضمام أعضاء جدد للجنة، لمنع حشد أنصار المرشحين واشتعال الأزمة.
لم يلق تدخل عبد العال قبولًا من جانب عدد من أعضاء اللجنة وفي مقدمتهم النائبة إلهام المنشاوي التي اعترضت على تنازل مرشد وقالت: "هي اللجنة بتاعتكم هتشقطوها لبعض"، فيما أعلن نواب آخرون الترشح في مواجهة العماري اعتراضًا على ماحدث ومنهم النائبة هالة مستكلي.
في المقابل رفع ائتلاف دعم مصر يده عن التدخل في حسم المنافسة الشرسة في لجنة الإسكان، والتي اشتدت بين عضوي الائتلاف معتز محمود وعلاء والي، واستخدم النائبان أسلوب حشد الأنصار، وتدخل في الحشد الاتجاهات العائلية والقبلية لكل منهما.
رسائل عبد العال
في كلمته في افتتاح دور الانعقاد الثالث، وجّه علي عبد العال عددًا من الرسائل إلى الحكومة والرأي العام، وإلى من قال عنهم "مَن يحاولون تشويه المجلس".
وقال عبد العال في رسالته للحكومة: "لقد تحملتم المسؤولية الوطنية فى ظروف دقيقة وصعبة واتخذتم الكثير من القرارات الإصلاحية الجريئة، بدعم من القيادة السياسية ومجلس النواب، وبصبر وتحمل من الشارع، ما يفتح للبلاد طاقة أمل ويجعلها على الطريق الاقتصادى السليم".
ودعا الحكومة لبذل المزيد من الجهد فى سبيل ضبط الأسعار، وتحقيق الرقابة على الأسواق، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، حتى يرى المواطن نتائج هذه القرارات فى أقرب وقت ممكن.
فيما قال في رسالته للرأي العام: "إن الدولة بجميع مؤسساتها، وفى مقدمتها مجلس النواب، المعبر عنكم، حريصة على تحقيق مصالحكم والاستماع إلى أصواتكم ونسعى لتحقيق طموحاتكم، ونعلم ما تحملتموه فى سبيل استقرار الوطن وتقدمه للأمام، ونعدكم بالاستمرار فى تحمل المسؤولية بأمانة وصدق".
بينما وجه رسالة شديدة اللهجة إلى من أسماهم: "كل من يحاولون تشويه صورة المجلس"، وقال: "إنني أذكركم أن المجلس عصيّ على محاولاتكم، وسبق له أن حاسب المقصر والمخطئ، وأنزل العقوبات والجزاءات البرلمانية الرادعة على التصرفات والأفعال التى ارتكبها المخالفون، جزاء وفاقًا لهم، وسوف يكون المجلس حريصًا على محاسبة المقصرين على تصرفاتهم بحزم وقوة، وسوف يقوم المجلس بتوقيع الجزاءات الرادعة والمتناسبة مع الأفعال التى ارتكبها هؤلاء المخالفون ممن أرادوا المساس بهيبة المجلس وصورته والإخلال بنظام العمل فيه".
وتطرق في كلمته إلى ذكرى انتصار أكتوبر وقال: "ونحن أيضًا على أبواب انتصارات أكتوبر، علينا أن نحيي من خطط لهذه المعارك وترك الأبطال ينفذون ما قام بتخطيطه، نحيي الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، ونحيي أيضًا بطل الحرب والسلام السيد الرئيس محمد أنور السادات، والتحية موصولة لكل قادة الأسلحة فى حرب أكتوبر ولكل الجنود ولكل قواتنا المسلحة"، في إشارة ضمنية إلى مبارك.