يقطع عدد كبير من أعضاء مجلس النواب إجازاتهم البرلمانية خلال اليومين المقبلين، للمشاركة في فعاليات تخص عملهم البرلماني، تحت القبة وخارجها، فبينما تبدأ الأغلبية النيابية ممثلة في ائتلاف دعم مصر تناقش تعديلات مقترحة على لائحتها الداخلية، تنضم لجنة حقوق الإنسان إلى قاطرة الدفاع عن النظام بعد تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" الذي تحدث عن التعذيب الممنهج في مصر.
تعديلات لائحة دعم مصر
قرر ائتلاف دعم مصر إجراء الانتخابات الداخلية والتصويت على تعديلات على لائحته قبيل بدء دور الانعقاد الثالث الذي ينطلق يوم الخميس الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تتعلق بزيادة عدد نواب رئيس الائتلاف، وتوسيع صلاحيات الجمعية العمومية للائتلاف.
التعديلات التي ستجرى على اللائحة يومي غدٍ الاثنين وبعد غدٍ الثلاثاء ثم الانتخابات الداخلية التي ستعقبها، سترسمان ملامح الائتلاف ومهامه في دور الانعقاد المقبل، فالائتلاف الذي تشكل تحت القبة عقب الانتخابات ومع دور الانعقاد الأول في يناير/كانون الثاني 2016 تغيرت قياداته وتشكيلاته بتغير موازين القوى داخله، وتوارت شخصيات رئيسية شاركت في وضع ركائزه فيما ظهر آخرون ولعبوا أدوارًا مختلفة خلال دور الانعقاد الثاني، ربما تكون موضعًا لحديث آخر.
النائب مجدي مرشد عضو ائتلاف دعم مصر وصف إجراء الانتخابات الداخلية قبل بدء دور الانعقاد بأنه أمر "طبيعي" فالائتلاف يرغب في دخول دور الانعقاد المقبل بكامل هيئته.
أما النائب صلاح حسب الله المتحدث الرسمي باسم الائتلاف فأوضح أن البداية ستكون يومي الاثنين والثلاثاء بعقد جمعية عمومية لنواب الائتلاف للتصويت على التعديلات المقترحة للائحة الداخلية، على أن تجري الانتخابات فيما بعد، قبل نهاية سبتمبر/أيلول الجاري.
وتنص مسودة التعديلات المقترحة على دعوة الجمعية العامة للائتلاف للانعقاد سنويا في اجتماع عادي مرة على الأقل، ويكون ذلك قبل بداية دور الانعقاد الجديد من كل عام، ويجوز انعقادها في اجتماع غير عادي للنظر في أمر عاجل ومهم بناء على دعوة من رئيسها أو المكتب السياسي أو طلب موقع من ثلث الأعضاء على الأقل يقدم لرئيس الائتلاف، ويجوز التصويت إلكترونيا عن طريق نظام إلكتروني على جميع قرارات الجمعية العامة سواء في الاجتماع العادي أو غير العادي، فيما عدا الانتخابات.
وشملت التعديلات أيضًا المادة الثامنة من اللائحة، التي تحدد اختصاصات الجمعية العمومية والتي تتضمن انتخاب رئيس الائتلاف والأعضاء المستقلين بمكتبه السياسي.
وتضمنت التعديلات المقترحة توسيع صلاحيات الجمعية العامة للائتلاف، لتصبح مختصة بانتخاب رئيس الائتلاف وأعضاء المكتب السياسي ومناقشة وإقرار سياسة الائتلاف البرلمانية وتقييم أدائه في المواقف المختلفة.
انتفاضة ضد هيومن رايتس ووتش
انتفضت الدولة بكامل أركانها دفاعا عن نفسها أمام اتهامات التعذيب في السجون، وانضم مجلس النواب لمنصات الدفاع عن النظام والتي انطلقت عقب صدور تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الذي تحدث عن التعذيب المنهجي في مصر.
تحركات المجلس تنطلق غدا الاثنين باجتماع دعا إليه رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب علاء عابد، يشارك فيه نائب وزير الخارجية، ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فائق، ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان.
الاجتماع الذي دعا له عابد يهدف إلى وضع تصور لمواجهة "التقارير المغلوطة الكاذبة" حسب تعبيره، على أن تعقد اللجنة اجتماعًا آخر الثلاثاء لوضع خطة عمل لتحرك اللجنة في زيارات داخلية وخارجية بشأن التقرير.
تحركات عابد تأتي بالتزامن مع الحديث عن وفود برلمانية تستعد لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، وفقا لتقرير منشور في صحيفة الشروق، أشار إلى محاولات النواب لزيارة قريبة للولايات المتحدة الأمريكية وعقد لقاءات مع نواب بالكونجرس ومراكز الأبحاث ودوائر صنع القرار عقب تصاعد أزمة المعونة الأمريكية وتجميد جزء منها خلال الأسابيع القليلة الماضية.
فيما تبقى لجنة العلاقات الخارجية التي يرأسها النائب أحمد سعيد بعيدة عن ملفات تقرير التعذيب، والمعونة الأمريكية، والمتغيرات التي تشهدها الأزمة الخليجية وموقف مصر منها.