بعد الهزيمة من ليبيا في الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006، قرر اتحاد الكرة المصري إقالة الإيطالي ماركو تارديللي من الإدارة الفنية للمنتخب، وأسند المهمة بعد أيام لمدرب محلي هو حسن شحاته.
كان شحاته قد قدم نتائج إيجابية في مسيرته التدريبية بمصر. قاد ثلاثة فرق هي المنيا والشرقية ومنتخب السويس للصعود من الدرجة الأولى للدوري الممتاز.
وقاد فريق "المقاولون العرب" للتتويج بكأس مصر ثم كأس السوبر. كما توج بكأس إفريقيا للشباب عام 2003 التي أقيمت في بوركينا فاسو. ووصل لدور الـ16 بمونديال الشباب الذي احتضنته الإمارات.
تولى شحاتة المهمة بشكل مؤقت وسط حالة تخوّف من تعيين مدرب محلي للمنتخب؛ بسبب تجربة محسن صالح السابقة حين قاد الإسماعيلي للتتويج بلقب الدوري ثم حقق نتائج كارثية مع المنتخب في أمم إفريقيا 2004.
كان شحاتة أو "المعلم" كما يُلقب يملك ميزة لا يمكلها مدرب محلي آخر في تلك الفترة؛ فقد أشرف على تدريب العديد من العناصر المتواجدة في تشكيل الفراعنة خلال قيادته لمنتخب الشباب بين عامي 2001 و2003.
بدأ الجهاز الفني الجديد للمنتخب؛ الذي ضم أيضًا شوقي غريب وحمادة صدقي مسيرته بمجموعة من الوديات. أجرى خلالها بعض التعديلات وجرّب أكثر من طريقة لعب.
تعادلت مصر مع بلغاريا وديًا، ثم فازت على كوريا الجنوبية بهدف لمتعب، وعلى أوغندا بثنائية نظيفة قبل اكتساح المنتخب البلجيكي برباعية، والفوز على السعودية بهدف.
بداية المشوار
نتائج المنتخب في المباريات الودية كانت جيدة. استطاع شحاته بسهولة أن يحدد العناصر الرئيسة في تشكيلته. كان يتبقى أن يستمر هذا الأداء في المباريات المؤهلة للمونديال.
كانت المجموعة الثالثة في التصفيات تضم إلى جانب مصر كلاً من كوت ديفوار والكاميرون والسودان وليبيا. جمعت مصر 7 نقاط فقط من أول 5 جولات، وبدت مهمة شحاتة المُلقب بـ"المعلم" للتأهل للمونديال مستحيلة.
أولُ اختبار للفراعنة مع مدربهم الجديد كان أمام ليبيا في مباراة الجولة السادسة على استاد "المقاولون العرب" في 27 مارس/آذار 2005. قبل المباراة قال شحاته إنه "متمسك بالأمل" رغم صعوبة المهمة. ودعمه عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة المصري وقتها.
عجزت مصر عن هز الشباك طوال أحداث الشوط الأول. الحضور الجماهيري فرض على اللاعبين ضغوطًا مع انطلاق الشوط الثاني.
في الدقيقة 52، هزّت ليبيا شباك مصر بعد خطأ ساذج من الدفاع وتحديدًا بشير التابعي. وبينما كانت الجماهير الليبية القليلة الحاضرة في المدرجات تحتفل بهدف تقدمها باغتهم أحمد حسام "ميدو" بالتعادل بعد تمريرتين دقيقتين من محمد أبو تريكه وعماد متعب في الدقيقة 55.
توالت الأهداف؛ سجل متعب في الدقيقة 56، وأحمد حسن في الدقيقة 78، وعاد متعب ليختتم الرباعية في الدقيقة 81.
انتهت المباراة بفوز مصر (4-1) في بداية مثالية للمعلم مع المنتخب.
في الخامس من يونيو/حزيران، كانت مصر على موعد مع مباراة الجولة السابعة من التصفيات. المنافس هذه المرة هو الجار السودانيّ في مباراة احتضنها أيضًا استاد "المقاولون العرب".
كانت المهمة سهلة أيضًا، اكتسح المنتخب ضيفه وفاز (6-1) سجل المخضرم عبد الحليم علي هدفين، والمهاجم الشاب عمرو زكي هدفين آخرين، وهز كل من أحمد عيد عبد الملك وطارق السعيد الشباك مرة واحدة.
رفعت مصر رصيدها إلى 13 نقطة بعد الفوز على السودان، وارتفعت آمال بعض الجماهير وظنوّا أن التأهل الذي بدا مستحيلاً قبل أشهر قليلة بات ممكنًا.
يتبقى أمام مصر ثلاث مباريات على نهاية مشوار التصفيات؛ مباراتان خارج الأرض أمام كوت ديفوار والكاميرون، وبينهما مواجهة بنين في القاهرة.
الفوز بالمباريات الثلاث وحده قد يمنح مصر تأشيرة العبور لمونديال 2006 بألمانيا.
نهاية الحلم
كانت مواجهة كوت ديفوار بالغة الصعوبة، فازوا بمباراة الذهاب التي أقيمت في الاسكندرية (2-1). وعلى ملعبهم حققوا الفوز مجددًا بنتيجة (2-0). انتهى الحلم وعاد الجمهور واللاعبون للواقع المرير؛ لن نتأهل للمونديال مجددًا.
سيفُ الإقالة كان بعيدًا عن رقبة المعلم. تولى مهمته بعد نتائج كارثية مع تارديلي وبذل أقصى ما يستطيع. ما زال المعلم يحظى بثقة اتحاد الكرة والمسؤولين.
فازت مصر على بنين في القاهرة (4-1) وسجل عمرو زكي ثلاثة أهداف "هاتريك" وسجل أحمد حسام "ميدو" هدفًا.
المباراة الأخيرة كانت أمام الكاميرون، لا تحتاح مصر نقاطها حيثُ خرجت من المنافسة على مقعد الصدارة المؤهل للمونديال.
كانت الكاميرون قبل الجولة الأخيرة تتربع على صدارة المجموعة برصيد 20 نقطة، وخلفها كوت ديفوار وفي رصيدها 19 نقطة.
الفوز يضمن للأسود العبور إلى ألمانيا دون النظر إلى نتيجة مباراة كوت ديفوار والسودان في الجولة نفسها.
وبعدما أدرك محمد شوقي التعادل لمصر احتسب حكم المباراة ركلة جزاء لأصحاب الأرض في الدقائق الأخيرة لكنها ارتطمت بالقائم لتذهب بطاقة التأهل للأفيال الإيفوارية بعد فوزها على السودان (3-1).
انتهت التصفيات في أكتوبر/تشرين الأول 2005. بعد ثلاثة أشهر سيخوض المنتخب منافسات كأس الأمم على أرضه.
أنهى "المعلم" التصفيات بشكل جيّد. وضع نواة لجيل جديد من اللاعبين، لكنّه رغم ذلك لم يكن آمنا في منصبه؛ المجلس الجديد لاتحاد الكرة كان يضع عينيه على مُدرب آخر.