منشور
السبت 12 أغسطس 2023
- آخر تحديث
السبت 12 أغسطس 2023
دعا رئيس حزب المحافظين المهندس أكمل قرطام، لتشكيل فريق رئاسي من المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية المقبلة عن أحزاب المعارضة وكوادرها المستقلة، بحسب ما نشرته رئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل على فيسبوك، في وقت لم يستقر رؤساء أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية بعد على خوض الانتخابات المقبلة.
الدعوة لتشكيل فريق رئاسي للانتخابات الرئاسية المقبلة، جرت أول أمس، داخل فيلّا قرطام بمنطقة الساحل الشمالي، بحضور الدكتور عبد الجليل مصطفى، والدكتور عمار علي حسن، والمهندس يحيى حسين عبد الهادي، ورئيس حزب الكرامة المستقيل أحمد الطنطاوي، الذي أعلن نيته الترشح للرئاسة، ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مدحت الزاهد، وجميلة إسماعيل.
الاجتماع المفاجئ، بحسب تعبير أحد قيادات الحركة المدنية، في حديثه للمنصة، شهد تقييمًا لحالة الانتخابات الرئاسية المقبلة، والضمانات المطلوب تحققها لإثبات جدية السلطة في تنظيم انتخابات حقيقية تمحو الصورة السلبية لانتخابات 2018، التي شهدت غياب المنافسة واستعانت فيها السلطة بأحد مؤيديها بعد تقييد حركة جميع الراغبين في الترشح.
وخاض الانتخابات الرئاسية في 2018 المرشح موسى مصطفى موسى، وهو رئيس حزب الغد، والذي قدم أوراق ترشحه في اللحظات الأخيرة قبل غلق باب الترشح، ووصفته رويترز بالمرشح المفاجئ والسريع الذي تلاحقه اتهامات بأنه يلعب دورًا في مسرحية هدفها تجميل المشهد حتى لا تصبح الانتخابات مجرد استفتاء على السيسي.
وبحسب القيادي في الحركة المدنية والذي اطلع على مجريات الاجتماع، تمت مناقشة مبادرة قرطام بتشكيل مجلس رئاسي يضم الراغبين في الترشح، حرصًا على تماسك المعارضة في الانتخابات الرئاسية، دون الاستقرار على شكل معين لهذا المجلس.
ومن المعلوم أن النائب البرلماني السابق أحمد الطنطاوي هو الوحيد المحسوب على المعارضة المصرية الذي أعلن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، بينما تدور تكهنات حول ترشح قرطام، ورئيسة حزب الدستور، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، لكن الثلاثة لم يعلنوا رسميًا نيتهم ذلك حتى الآن.
صورة الساحل الشمالي
في غضون ذلك، قال مصدر آخر للمنصة، حضر الاجتماع، إن صور جلسة الساحل الشمالي كان من المقرر ألا يتم نشرها، ولا يتم الكشف عن الاجتماع لوسائل الإعلام في هذا التوقيت، كونها خطوة مبكرة للإعلان عن التحضير لمبادرة رئاسية، لكن رئيسة حزب الدستور قامت بالنشر عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، ما تسبب في حال من الضيق داخل الحركة.
وأشار المصدر نفسه أن اقتصار المشاركة على عدد من رؤساء أحزاب الحركة المدنية دون غيرها، وعدم الكشف عن تحضيرات هذه المبادرة، فضلا عن دعوة شخصيات من خارجها، مثل الباحث السياسي عمار علي حسن، وعبد الجليل مصطفى، المنسق السابق للجمعية الوطنية للتغيير، تسبب في غضب بعض قياداتها، على رأسهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران، ورئيس حزب العدل عبد المنعم إمام.
وبحسب مصدر ثالث من الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أبدى زهران استياءه من الدعوة لمبادرة كبيرة مثل الفريق الرئاسي دون إحاطته علمًا أو دعوته، خصوصًا أنه لا يزال يدرس أمر ترشحه للانتخابات الرئاسية.
من جهته، حاول رئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، صاحب الدعوة، استيعاب غضب قيادات الحركة المدنية على المجموعة الخاصة بهم على واتساب بقوله إن الانعقاد المفاجئ جاء نتيجة لتواجد غالبية المشاركين في الاجتماع بمنطقة الساحل الشمالي، ولم يكن مخططًا له، وأن الأمر لا يتخطى طور مناقشة الفكرة وجدواها سياسيًا.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحركة المدنية خالد داود، إن الاجتماع الذي تم بالساحل الشمالي وشهد الدعوة لتشكيل فريق رئاسي من المرشحين المحتملين لم يكن على أجندة الحركة المدنية الديمقراطية، رغم تواجد شخصيات ضالعة في الحركة، كما أن الاجتماع حضره آخرون ليسوا منخرطين في الكيان المعارض مثل عمار علي حسن والدكتور عبدالجليل مصطفى.
وأوضح داود، للمنصة، أنه من المقرر عقد اجتماع دوري للحركة المدنية اليوم السبت بمقر الحزب المصري الديمقراطي لاستكمال المناقشات حول نتائج جلسات الحوار الوطني في ظل مناقشة قوانين الانتخابات والمحليات، ومستجدات ملف الانتخابات الرئاسية، لافتًا إلى أن "اجتماع الساحل الشمالي سيحتل أولوية على الأجندة بكل تأكيد، لمناقشة ما جرى والاطلاع على تفاصيل المبادرة".
وحتى الآن أعلن 5 سياسيين نيتهم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهم الطنطاوي، ورئيس حزب السلام الديمقراطي وتيار الاستقلال أحمد الفضالي، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، الذي عينه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، عضوًا في مجلس الشيوخ، كما أعلن رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، عزمه الترشح، إلا أن عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي، أعلن هو الآخر نيته خوض الانتخابات عن الحزب، ولا يزال الصراع بينهما غير محسوم.
وسبق وأوضح المنسق العام للحوار الوطني ضياء رشوان ضوابط إجراء الانتخابات الرئاسية وفق المدد التي حددها الدستور، مؤكدًا ضرورة فتح باب الترشح قبل 3 ديسمبر، فيما أشار رئيس اﻷمانة الفنية للحوار الوطني محمود فوزي إلى أنه يجب إعلان نتيجة الانتخابات في فبراير/شباط المقبل على الأقصى.