أعلن المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو، صباح اليوم الأربعاء من شرم الشيخ، عن تبادل كشوف الأسرى المطلوب الإفراج عنهم مع إسرائيل وذلك "وفق المعايير والأعداد المتفق عليها".
وأضاف، في بيان على تليجرام اطلعت عليه المنصة، أن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس تتواصل اليوم بمشاركة جميع الأطراف والوسطاء، وأن وفد حماس "قدم الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق".
وأكد أن الوسطاء يبذلون جهودًا "كبيرة" لإزالة أي عقبات أمام خطوات تطبيق وقف إطلاق النار، و"روح من التفاؤل تسري بين الجميع".
وحسب النونو، تركزت المفاوضات حول آليات تنفيذ إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع وتبادل المحتجزين الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين.
ووفق أكسيوس، وصل مبعوثا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى شرم الشيخ صباح الأربعاء، للانضمام إلى المفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وبدأت المحادثات غير المباشرة بين المفاوضين الإسرائيليين وحماس يوم الاثنين الماضي وأحرزت بعض التقدم، لكن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين قالوا إن المفاوضات لن تصل إلى موقف حاسم إلا بعد وصول ويتكوف وكوشنر.
وقال مصدران شاركا في الاجتماعات لم تسمهما أكسيوس إن ترامب أبلغ بعض عائلات المحتجزين الإسرائيليين الذين التقاهم مؤخرًا بأن" الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستكون حاسمة في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق".
وبدأت المباحثات اليوم بمشاركة رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيسي جهازي المخابرات التركي إبراهيم قالن والمصري حسن رشاد، وكبير مستشاري نتنياهو، رون ديرمر، إضافة إلى مبعوثي ترامب.
وأعرب مسؤولون أمريكيون كبار لم تسمهم أكسيوس عن تفاؤل حذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، وأكدوا أن كوشنر وويتكوف لن يغادرا مصر دون اتفاق على إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب.
وقال مسؤول أمريكي كبير لم تسمه أيضًا أكسيوس، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلقبه "قام بيبي بعمل ممتاز. كان الضغط العسكري حاسمًا لجعل حماس أكثر براجماتية. لكن على بيبي الآن أن يفهم أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق".
وكانت وسائل إعلام أفادت مؤخرًا بأن حماس طالبت بالإفراج عن القيادي السابق في حركة فتح مروان البرغوثي.
وحسب بنود خطة ترامب للسلام، يُتوقع الإفراج عن 250 سجينًا ومعتقلًا فلسطينيًا، مقابل المحتجزين الإسرائيليين الـ47 الموجودين في غزة، ومن بينهم جثمان 25 إسرائيليًا.
ووفق BBC، يأتي في مقدمة الأسماء التي تطالب حماس بالإفراج عنها، إلى جانب مروان البرغوثي، القياديون في حماس عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد وحسن سلامة وعباس السيد، وأمين عام تنظيم الجبهة الشعبية أحمد سعدات.
وانتهت في وقت مبكر من أمس الثلاثاء الجولة الأولى من المباحثات بين الوسطاء وحركة حماس في شرم الشيخ، في وقت أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "قرب التوصل لاتفاق بشأن غزة"، وأشار إلى أن حركة حماس "وافقت على أمور مهمة جدًا"، دون تفسير لطبيعة هذه الأمور.
ومساء الجمعة الماضي، أعلنت حماس موافقتها على خطة ترامب للسلام، التي تتضمن الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، أحياءً وجثامين، وفق صيغة تبادل محددة، وتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على توافق وطني، دون التطرق إلى ملف نزع السلاح أو إعادة الإعمار.
بعدها مباشرة دعا الرئيس الأمريكي إسرائيل إلى وقف الحرب فورًا، لكن جيش الاحتلال لم يلتزم وواصل عملياته العسكرية في مدينة غزة موجهًا إنذارات جديدة إلى الفلسطينيين طالبهم فيها بالإخلاء الفوري نحو جنوب القطاع.
ومساء السبت الماضي أعلن ترامب موافقة إسرائيل على خط الانسحاب الأولي من قطاع غزة.
ومنذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، يشن جيش الاحتلال هجومًا بريًا وجويًا ضمن خطة أوسع "للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس"، ما تسبب في نزوح متزايد بين المدنيين الفلسطينيين الذين فروا جنوبًا من القصف الذي لاحقهم في المنازل والخيام وفي الطرق المؤدية إلى الأحياء الجنوبية التي حددها الاحتلال كمناطق آمنة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، مرتكبًا مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 169 ألفًا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.