المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على إكس
صورة لتجميع المواطنين قبل نزوحهم من جباليا، 21 أكتوبر 2024

نزوح متصاعد من جباليا والزيتون وسط تكثيف القصف الإسرائيلي على غزة

سالم الريس
منشور الخميس 28 آب/أغسطس 2025

تزايدت في الأيام الأخيرة حركة نزوح واسعة من مناطق أبو شرخ والصفطاوي شمال جباليا، بفعل تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المنازل بالصواريخ ونسف المربعات السكنية بواسطة روبوتات متفجرة، إلى جانب إلقاء مسيرات أجسامًا متفجرة بين الأحياء، حسب شهود عيان لـ المنصة.

وقال أحد الشهود إن عشرات العائلات خرجت حاملة أمتعتهم نحو منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، حيث أقاموا خيامًا بدلًا من النزوح إلى جنوب القطاع، مضيفًا أن الغالبية ترفض مغادرة المدينة خشية عدم السماح لهم بالعودة كما حدث في موجات النزوح الأولى.

وأشار شاهد آخر إلى أن مسيرات إسرائيلية تحلق على ارتفاعات منخفضة فوق الأحياء، وتخاطب السكان بمكبرات الصوت مطالبةً إياهم بالإخلاء نحو الجنوب، لكن السكان يتمسكون بالبقاء في محيط غزة بسبب خوفهم من عدم السماح لهم بالعودة كما حدث في النزوح الكبير بداية حرب الإبادة، ولعدم توفر أماكن قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة وسط القطاع وجنوبه.

ويصر جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ خطته الرامية إلى احتلال مدينة غزة، وأعلن أمس على إكس أن إخلاء مدينة غزة "لا مفر منه".

وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي أن "كل عائلة تنتقل إلى الجنوب ستحصل على مساعدات إنسانية أكبر، يجري العمل على إدخالها في هذه الأيام، حيث بدأ جيش الدفاع إدخال الخيم وتمهيد مناطق لإنشاء مجمعات توزيع المساعدات الإنسانية ومد خط مياه وغيرها".

وأكد شاهد ثالث أن قوات الاحتلال نصبت رافعتين شرق جباليا مثبت عليهما أسلحة رشاشة تطلق النار باتجاه التحركات المدنية، بالتزامن مع تفجير المربعات السكنية، ما تسبب بإصابة عشرات المواطنين خلال الأيام الماضية، بينهم ثلاثة صباح الخميس.

وأضاف "الناس رافضة النزوح لأنها جربت المعاناة لأكثر من عام في الجنوب، الغالبية بضطروا الخروج بسبب القصف وعمليات القنص الإسرائيلية لأماكن قريبة من سكنهم".

وبالتوازي مع نزوح جباليا، اضطرت عائلات من حي الزيتون وحي الصبرة جنوب غزة إلى ترك منازلها باتجاه المناطق الغربية أو وسط القطاع. وقال أحد النازحين إن استمرار القصف المدفعي أجبر السكان على الخروج رغم اكتظاظ المخيمات وعدم وجود أماكن كافية، ما دفع بعض العائلات للانتقال إلى دير البلح والنصيرات.

وقال شاهد عيان "بكل لحظة في قصف وتدمير وإجبار الناس على الخروج من منازلهم، الناس مش عارفة وين بدها تروح بعد تكدس المخيمات والخيام غرب غزة وفي الشوارع"، مضيفًا "في بعض العائلات اضطرت تروح لدير البلح ومخيم النصيرات وسط القطاع لأنها ما وجدت مكان داخل المدينة".

عماد فرحان (39 عامًا)، أحد سكان حي الصبرة، قال لـ المنصة إنه اضطر لمغادرة منزله بعد تعرض منازل مجاورة للقصف، وأوضح أنه لم يجد مكانًا لنصب خيمته غرب غزة بسبب الازدحام، فلجأ إلى شاطئ دير البلح حيث أقام مأوى بسيطًا لعائلته. وأضاف "تفاجأت بعدم وجود مساحات واسعة كما يدّعي جيش الاحتلال، حتى هنا الناس متكدسين".

وفي بيانه على إكس الذي وصفه بالمهم لمواطني غزة، قال أدرعي "بخصوص ما ينشر من شائعات كاذبة بأنه لا يوجد مكان فارغ في جنوب القطاع لانتقال السكان، هناك مناطق شاسعة فارغة في جنوب القطاع كما هو الحال في مخيمات الوسطى وفي المواصي. هذه المناطق خالية من الخيم".

ميدانيًا، ذكر مصدر طبي بوزارة الصحة لـ المنصة، أن نحو 30 ضحية، بينهم عشرة قتلى، وصلوا إلى مستشفيات القطاع الخميس، جراء استهداف خيام نازحين وتجمعات مدنيين في غزة. كما أفاد صحفيون بتعرض مخيم الشاطئ، وحي الرمال، وحي الشيخ رضوان لقصف متزامن أسفر عن سقوط نساء وأطفال.

وفي وسط القطاع، أدى قصف منزل مأهول في مخيم البريج إلى مقتل اثنين وفقدان ستة تحت الأنقاض، فيما واصلت طواقم الدفاع المدني محاولات الإنقاذ. أما في خانيونس، فقد استقبل مجمع ناصر الطبي أكثر من عشرة ضحايا جراء قصف متفرق غرب ووسط المدينة.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.

وفي 8 أغسطس/آب الحالي أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، مع رفع جاهزية القوات واستدعاء وحدات احتياط وتنفيذ تدريبات استعدادًا للعمليات المقبلة.

وهي الخطة التي لاقت انتقادات دولية، إذ حذر عدد من القادة والمسؤولين الأوروبيين من العواقب الكارثية للعملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة لاحتلال مدينة غزة، وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الهجوم الإسرائيلي المرتقب، مع استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط "لن يؤدي سوى إلى كارثة فعلية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".