شارك عشرات الآلاف في مدن أوروبية في تظاهرات حاشدة أمس السبت تنديدًا بمداهمة القوات الإسرائيلية سفن أسطول الصمود العالمي، في وقت أبلغت الناشطة البيئية جريتا ثونبرج المسؤولين السويديين أنها تتعرض لمعاملة قاسية في الحجز الإسرائيلي وأجبروها على تقبيل العلم الإسرائيلي بعد اعتقالها من المياه الدولية أثناء مشاركتها في الأسطول.
وشهدت العاصمة الإسبانية مدريد، وعدد من المدن الإسبانية الكبرى، بينها برشلونة، تظاهرات حاشدة دعمًا لفلسطين، وتنديدًا باعتراض القوات الإسرائيلية سفن أسطول الصمود العالمي التي كانت تسعى للوصول إلى غزة وكسر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل، كما شهدت العاصمة الإيطالية روما احتجاجات مماثلة.
وقالت الشرطة الإسبانية اليوم الأحد إنها اعتقلت ثمانية أشخاص وإن 20 شرطيًا أصيبوا في اشتباكات مع المتظاهرين في برشلونة.
وقال وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس في تصريحات إعلامية إن من بين 49 إسبانيًا احتجزهم جيش الاحتلال الإسرائيلي من أسطول المساعدات، سيعود 21 جوًا إلى البلاد من تل أبيب، اليوم الأحد.
ومساء الأربعاء الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي مداهمة سفن أسطول الصمود في المياه الإقليمية أثناء تسييره مهمة بحرية لكسر الحصار على غزة، واقتاد سفن القيادة إلى ميناء أسدود، وحسب اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، احتجز جيش الاحتلال 490 ناشطًا شارك في الأسطول.
ووفق الجارديان، أبلغت الناشطة البيئية جريتا ثونبرج المسؤولين السويديين أنها تتعرض لمعاملة قاسية في الحجز الإسرائيلي بعد اعتقالها وإبعادها من أسطول الصمود، كما أفاد محتجز آخر بأن جيش الاحتلال التقط صورًا لها وهي تُجبر على حمل أعلام. ولا يُعرف نوع هذه الأعلام.
وفي إيميل أرسلته وزارة الخارجية السويدية إلى أشخاص مقربين من ثونبرج، اطلعت عليه الجارديان، نقل مسؤول زار الناشطة في السجن عنها قولها إنها محتجزة في زنزانة مليئة بالبق، مع قلة الطعام والماء.
"تمكنت السفارة من مقابلة جريتا"، كما جاء في الإيميل "أبلغت عن إصابتها بالجفاف. لم تحصل على كميات كافية من الماء والغذاء. كما ذكرت أنها أصيبت بطفح جلدي تشتبه في أنه ناتج عن البق. وتحدثت عن المعاملة القاسية وقالت إنها كانت تجلس لفترات طويلة على أسطح صلبة".
"جروا الصغيرة جريتا من شعرها أمام أعيننا، وضربوها، وأجبروها على تقبيل العلم الإسرائيلي. فعلوا بها كل ما يمكن تخيله، كإنذار للآخرين"، قال الناشط التركي إرسين تشيليك، أحد المشاركين في أسطول الصمود.
قال لورنزو داجوستينو، وهو صحفي ومشارك آخر في الأسطول، بعد عودته إلى إسطنبول إن ثونبرج "لُفت بالعلم الإسرائيلي وعُرضت كأنها غنيمة".
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير دعا إلى احتجاز النشطاء المتضامنين لأشهر بدلًا من الإفراج عنهم، إذ قال على إكس إن "قرار رئيس الوزراء بالسماح لمؤيدي الإرهاب على متن الأسطول بالعودة إلى بلدانهم خطأ جوهري"، معربًا عن اعتقاده بوجوب "احتجازهم هنا في سجن إسرائيلي لبضعة أشهر".
وتابع الوزير، الذي سجَّل لنفسه فيديوهات وهو يصرخ في وجوه النشطاء المحتجزين "لا يُمكن أن يكون هناك وضع يُعيدهم فيه رئيس الوزراء مرارًا وتكرارًا إلى بلدانهم".
وفي الفيديو الذي بثته القناة 12 الإسرائيلية، ظهر الوزير الإسرائيلي المتطرف وهو يصيح قائلًا "انظروا إلى الإرهابيين ومؤيدي الإرهاب، هؤلاء لم يأتوا للمساعدة بل لدعم قتلة غزة، أين المساعدات ليست هناك أي مواد غذائية في السفينة، إنهم جاءوا لدعم الإرهاب".
ولم يكن اعتراض أسطول الصمود أول اعتداء إسرائيلي على قافلة إنسانية تستهدف كسر الحصار عن غزة، إذ أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال السفينة مادلين في يونيو/حزيران الماضي، واعتقال النشطاء على متنها وترحيلهم، والمصير نفسه واجهته السفينة حنظلة لاحقًا.