سكرين شوت من فيديو
الاحتلال يداهم أسطول الصمود العالمي ويلقي القبض على النشطاء المشاركين، 2 أكتوبر 2025

إسرائيل تستولي على جميع سفن أسطول الصمود.. وبن غفير يطالب باحتجاز النشطاء لأشهر

قسم الأخبار
منشور السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2025

أعلن أسطول الصمود العالمي وجيش الاحتلال، أمس، السيطرة الإسرائيلية على جميع سفن الأسطول البالغ عددها 42 سفينة، بعد اعتراض السفينة "مارينيت"، آخر السفن التي كانت تستهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، فيما تواصل موجة جديدة مكونة من 11 سفينة الإبحار صوب القطاع.

ومساء الأربعاء الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي مداهمة سفن أسطول الصمود في المياه الإقليمية أثناء تسييره مهمة بحرية لكسر الحصار على غزة، واقتاد سفن القيادة إلى ميناء أسدود.

وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، في بيان عبر فيسبوك، إن جيش الاحتلال اختطف آخر سفينة من سفن الأسطول، وبذلك تكون قوات القوات الإسرائيلية اعتقلت 490 شخصًا، بما في ذلك الذين تم اختطافهم على قارب مارينيت.

وقال جيش الاحتلال في بيان عبر إكس، إن البحرية الإسرائيلية أحبطت محاولة خرق للحصار البحري الأمني على قطاع غزة، ونقلت النشطاء المشاركين إلى ميناء أسدود للتحقيق من قبل الشرطة، فيما أفاد إعلام عبري بأن الشرطة أحالت 473 منهم إلى سجن كتسيعوت في النقب.

وأكد أسطول الصمود أن عددًا من النشطاء المعتقلين بدؤوا إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ لحظة احتجازهم، فيما أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى أن السلطات قررت بدء ترحيل النشطاء الذين يوقّعون على أوامر الترحيل.

وأعلنت إسرائيل أمس، ترحيل 4 إيطاليين كانوا ضمن النشطاء، مبينة أن البقية سيتبعونهم، وقالت الخارجية الإسرائيلية إنها "تريد الانتهاء من هذه التدابير بأسرع وقت ممكن".

من جانبه، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى احتجاز المتضامنين لأشهر بدلًا من الإفراج عنهم، إذ غرَّد على إكس قائلًا إن "قرار رئيس الوزراء بالسماح لمؤيدي الإرهاب على متن الأسطول بالعودة إلى بلدانهم خاطئ جوهريًا"، معربًا عن اعتقاده بوجوب "احتجازهم هنا في سجن إسرائيلي لبضعة أشهر".

وتابع الوزير، الذي سجَّل لنفسه مقاطع فيديو وهو يصرخ في وجوه النشطاء المحتجزين، "لا يُمكن أن يكون هناك وضع يُعيدهم فيه رئيس الوزراء مرارًا وتكرارًا إلى بلدانهم".

وفي الفيديو الذي بثته القناة 12 الإسرائيلية، ظهر الوزير الإسرائيلي المتطرف وهو يصيح قائلًا "انظروا إلى الإرهابيين ومؤيدي الإرهاب، هؤلاء لم يأتوا للمساعدة بل لدعم قتلة غزة، أين المساعدات ليست هناك أي مواد غذائية في السفينة، إنهم جاءوا لدعم الإرهاب".

وأثارت تصريحات الوزير ردود فعل غاضبة على السوشيال ميديا، خاصة أن معظم المحتجزين ينتمون إلى منظمات إنسانية وطبية وإعلامية من أوروبا وأمريكا الجنوبية، كما أن بينهم نواب برلمانيون وفنانون وشخصيات عامة، منخرطين في حملة كسر الحصار عن غزة ونقل مساعدات رمزية إلى سكانها.

في الأثناء، أعلن تحالف "أسطول الحرية" استمرار الإبحار نحو غزة، مؤكدًا أن 11 سفينة جديدة بينها سفينتا "الضمير" و"العودة" تتابع طريقها شرق المتوسط رغم اعتراض أسطول الصمود.

وأوضح بيان التحالف صباح اليوم السبت، أن السفن التي تقل نحو 170 ناشطًا من 25 دولة تجاوزت جزيرة كريت اليونانية وتتواجد حاليًا شمالي مرسى مطروح. وتضم الموجة السفينة الكبيرة "الضمير" التي تحمل عشرات الصحفيين والأطباء الدوليين، وقال المنظمون إنهم يعتزمون مواصلة المسار حتى الوصول إلى غزة أو حتى اعتراضهم.

ويُذكر أن السفينة "الضمير" تعرضت في مايو/أيار الماضي لقصف إسرائيلي قبالة سواحل مالطا أثناء مشاركتها في حملة مشابهة، مما تسبب حينها في أضرار جسيمة وتأجيل تحركات الأسطول.

وبينما تعتبر إسرائيل الأساطيل التضامنية "محاولات لاختراق منطقة قتال نشطة"، يصر المنظمون على أنها تحركات سلمية رمزية تهدف إلى لفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص في ظل حصار مشدد منذ عام 2007.

ولم يكن اعتراض أسطول الصمود أول اعتداء إسرائيلي على قافلة إنسانية تستهدف كسر الحصار عن غزة، إذ أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال السفينة مادلين في يونيو/حزيران الماضي، واعتقال النشطاء على متنها وترحيلهم، والمصير نفسه واجهته السفينة حنظلة لاحقًا.

وشهدت عدة مدن وعواصم غربية مظاهرات تدين الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الصمود العالمي في المياه الدولية، أثناء تسييره مهمة بحرية لكسر الحصار على غزة، في وقت أعلن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو طرد كل أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد.

إذ ندد محتجون في العاصمة الإيطالية روما ومدن أخرى بهجوم إسرائيل على أسطول الصمود وإيقاف الناشطين المشاركين على متن سفنه. وعبَّر المشاركون في المظاهرة عن رفضهم لحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد سكان غزة، متهمين الحكومة الإيطالية بالتواطؤ مع إسرائيل.

وتظاهر العشرات أمام السفارة الأمريكية في نواكشوط عاصمة موريتانيا والمئات في تونس استنكارًا لهجوم البحرية الإسرائيلية على أسطول الصمود.

وشارك أكثر من مليون إيطالي أمس الجمعة، في احتجاجات على الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود، حسب اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.

كما أغلق متظاهرون محطة القطارات المركزية في العاصمة الألمانية برلين، تنديدًا بالاعتداء على الأسطول. وامتدت المظاهرات كذلك إلى برشلونة وبروكسل وإسطنبول وباريس وأثينا.