ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، في قاعة شبه خاوية بعدما غادرت غالبية وفود البعثات القاعة فور دخوله، ولم يبقَ سوى الوفدين الإسرائيلي والأمريكي وعدد قليل من الوفود الأخرى.
وحسب سكاي نيوز عربية، فإنه تزامنًا مع الانسحاب المنظم للوفود قال رئيس الجمعية العامة "الرجاء احترام قواعد الجلسة.. الرجاء الجلوس على مقاعدكم"، إلا أن ذلك لم يُغير شيئًا، وما إن أنهى نتنياهو كلمته حتى عادت أغلب الوفود إلى القاعة.
ويواجه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة رفضًا دوليًا واسع النطاق، إذ أعلنت 6 دول بينها فرنسا وبلجيكا الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، وذلك بعد يوم من اعتراف مماثل صدر عن بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، وسط مطالبات بوقف الحرب في القطاع فورًا.
ومنتصف الشهر الجاري، صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 142 صوتًا من 164، على "إعلان نيويورك"، الذي يرسم خطوات محددة زمنيًا نحو تطبيق حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين، وهو الإعلان الذي لم تعارضه سوى 10 دول على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل والأرجنتين.
وذكرت سكاي نيوز عربية أن تقارير إعلامية أفادت بأن البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة عممت في وقت سابق رسالة على الوفود في نيويورك، تحثها على الانسحاب من القاعة خلال خطاب نتنياهو.
ونسب لموقع "والا" الإسرائيلي القول بأن الرسالة طلبت من الوفود إحضار "أكبر عدد ممكن من الموظفين" إلى القاعة ومعرض الزوار منذ ساعات الصباح، ثم الانسحاب الجماعي بمجرد إعلان رئيس الجمعية العامة صعود نتنياهو إلى المنصة.
وحسب "والا" استهدفت الخطوة "إرسال رسالة واضحة إلى نتنياهو وحكومته بأن لا أحد مستعد للتواطؤ في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والاحتلال غير القانوني".
وخلال كلمته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن جيش الاحتلال قضى على قادة الحوثي وحماس وحزب الله وإيران العسكريين، متعهدًا "باستهداف قادة الميليشيات في العراق أيضًا إذا هاجموا إسرائيل".
وأوضح "ها هو الوضع الحالي للأمور اليوم: قضينا على نصف قادة جماعة الحوثي في اليمن، قضينا على يحيى السنوار في غزة، قضينا على حسن نصر الله في لبنان، قضينا على نظام الأسد في سوريا".
وأضاف أن إسرائيل "سحقت الجزء الأكبر من آلة الإرهاب التابعة لحماس، وتريد إكمال المهمة في أسرع وقت ممكن".
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا واسع النطاق في غزة ولبنان وسوريا، كما تبادل الضربات في حرب لم تستمر كثيرًا مع إيران، وهو المخطط الذي يسعى نتنياهو إلى فرضه في المنطقة تحت مسمى "إسرائيل الكبرى" الذي يستهدف ضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا ومصر.
وخلال الأيام الأخيرة يشن جيش الاحتلال هجومًا بريًا وجويًا ضمن خطة أوسع "للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس"، ومن المقرر أن تستمر أشهرًا وفق التقديرات، ما يسبب نزوحًا متزايدًا بين المدنيين الفلسطينيين الذين يفرون جنوبًا من القصف الذي يلاحقهم في المنازل والخيام وفي الطرق المؤدية إلى الأحياء الجنوبية التي حددها الاحتلال كمناطق آمنة.