تصوير إيناس مرزوق، المنصة
ندوة بنقابة الصحفيين لمناقشة كتاب "ديالكتيك الفن" للمفكر البريطاني جون مولينو، الذي ترجمه أشرف عمر، 20 يوليو 2025

مع مرور عام على حبسه.. مطالبات بإخلاء سبيل أشرف عمر في ندوة بنقابة الصحفيين

محمد الخولي
منشور الاثنين 21 يوليو 2025

طالب مشاركون في ندوة ثقافية، نظمتها نقابة الصحفيين مساء أمس، بإخلاء سبيل رسام الكاريكاتير في المنصة أشرف عمر، والمحبوس احتياطيًا منذ 22 يوليو/تموز 2024 على ذمة القضية رقم 1968 لسنة 2024 حصر أمن الدولة، وإطلاق سراح كل المحبوسين في قضايا نشر ورأي.

وتحولت الندوة التي خُصصت لمناقشة كتاب "ديالكتيك الفن" للمفكر البريطاني جون مولينو، الذي ترجمه أشرف عمر، إلى منصة تضامن واسعة معه، بالتزامن مع مرور عام على حبسه.

وقال مقرر اللجنة الثقافية بالنقابة محمود كامل إن اللقاء "ليس مجرد ندوة عن كتاب، بل وقفة تضامن مع زميل صحفي وفنان ومترجم من زملائنا المحبوسين"، مضيفًا "أشرف مش مكانه السجن، مكانه وسطينا يرسم ويترجم ويشاركنا النقاش"، وذكّر كامل بأن هناك 23 صحفيًا محبوسًا على ذمة قضايا تتعلق بحرية التعبير، مؤكدًا استمرار النقابة في المطالبة بالإفراج عنهم.

وتابع كامل، الذي كان مقررًا للجنة الحريات في وقت سابق، "أنا مش لاقي كلام أقوله عن أشرف ولا أقوله عن زمايلي المحبوسين، لأن أنا قعدت على المنصة دي أكتر من مرة على مدار سنين طويلة أو شهور طويلة، وإحنا بنتكلم عنهم وبنطالب بإخلاء سبيلهم، ومش هنبطل نطالب بالحرية ليهم، ومش هنبطل نستغل كل مناسبة نتكلم عنهم، ونفتكرهم، ونفكر الناس بيهم".

من جهته، اعتبر الصحفي سيد محمود، الذي أدار الحوار، أن هدف الندوة "يتجاوز التضامن إلى دور النقابة الطبيعي في التنوير والدفاع عن الثقافة"، مشيرًا إلى أن الكتاب يمثل إضافة "مهمة" في السياق الفكري، وأنه "يكشف جانبًا غير معروف من اهتمامات أشرف عمر، كمترجم جاد منشغل بقضايا الفن والفكر".

وفي مداخلة تحليلية، تناول الدكتور أنور مغيث، الرئيس السابق لقسم الفلسفة بجامعة حلوان ومدير المركز القومي للترجمة سابقًا، محتوى الكتاب، واصفًا إياه بأنه "قراءة فلسفية عميقة للفن باعتباره نشاطًا غير مغترب، يمكّن الإنسان من التعبير عن ذاته بحرية في مواجهة هيمنة السوق والرأسمالية".

ووجّه مغيث رسالة إلى عمر في محبسه قال فيها "وحشتنا، ونتمنى عودتك قريبًا، لن نكف عن المطالبة بحريتك والوقوف وراء قضيتك العادلة".

ندوة بنقابة الصحفيين لمناقشة كتاب "ديالكتيك الفن" للمفكر البريطاني جون مولينو، الذي ترجمه أشرف عمر، 20 يوليو 2025

بدوره، قال الفنان والناقد سيد هويدي إن الندوة عقدت "على شرف أشرف عمر، لمناقشة أحد إنجازاته الثقافية رغم محنته"، مشيدًا بإصراره على الإبداع في أقسى الظروف، وقدّم هويدي لوحة فنية مهداة إلى عمر، اعتبرها تجسيدًا للصراع بين القيد والحرية.

وأضاف "أشرف عمر تعرض للاعتقال، بس برضه بيمارس فن، وإحنا دلوقتي قاعدين على شرف أشرف عمر بنناقش جزء من إنجازه".

وتوجه نيابة أمن الدولة العليا لأشرف اتهامات "نشر وإذاعة أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون"، إذ ألقي القبض عليه من منزله قبل سنة، بعدما اقتحمت قوة أمنية بلباس مدني مقر سكنه، واقتادته مكبلًا ومعصوب العينين إلى جهة غير معلومة، وأخفته قسريًا، حتى ظهوره بعد يومين أمام نيابة أمن الدولة، التي قررت حبسه وقتها 15 يومًا، بعد تحقيق دام 6 ساعات، ولا زال قيد الحبس الاحتياطي حتى الآن.

وسبق ودعا نحو 822 من الكتاب والمثقفين والفنانين إلى الإفراج عن عمر، في بيان تضامني، واعتبروا أن "القبض على مثقف شاب قرر ممارسة شغفه وحقه الدستوري في التعبير بالترجمة ورسم الكاريكاتير، بل وقدم فيهما إسهامات مهمة، يعد مؤشرًا خطيرًا على تراجع حرية الثقافة والإبداع".

وأثار قرار القبض على عمر وحبسه ردود فعل غاضبة من جانب المؤسسات المهتمة بحرية الصحافة.

وأدانت 34 منظمة دولية ومصرية معنية بحقوق الإنسان وحرية الصحافة، من بينها Article 19، حبس الصحفيين في مصر، وفي 7 أغسطس/آب الماضي أدانت 11 منظمة حقوقية استهداف الصحفيين وملاحقتهم أمنيًا وقضائيًا، بالإضافة إلى إخفائهم قسريًا، فقط لممارستهم مهام عملهم الصحفي.

من جهتها، أدانت منظمة مراسلون بلا حدود القبض على رسام الكاريكاتير. وقال رئيس مكتب الشرق الأوسط جوناثان داغر "للأسف، ليس من الغريب في مصر أن يختفي صحفيون ثم يظهروا بعد أيام قليلة في قاعة المحكمة كسجناء"، وأضاف أن هذا النوع من الأساليب لا يليق بدولة قانون، مشددًا "يجب أن تتوقف هذه الممارسات التي تُرعب الصحفيين".

كما دعت لجنة حماية الصحفيين الأمريكية السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عن عمر، وأدانت منظمة العفو الدولية قرار حبسه، وقالت إنه يشير إلى تصعيد السلطات المصرية "حملتها القمعية على الحق في حرية التعبير والإعلام المستقل".