حساب Saman Rasoulpour على إكس
تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران، 13 يونيو 2025

إسرائيل تبدأ الحرب على إيران.. وطهران: لعبتم بذيل الأسد

قسم الأخبار
منشور الجمعة 13 يونيو 2025

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "الأسد الصاعد" التي وصفها بأنها "ضربة استباقية" على البرنامج النووي الإيراني وأهداف عسكرية أخرى، فجر الجمعة، فيما أصدرت الحكومة الإيرانية بيانًا أعلنت فيه أنها بدأت الإجراءات الدفاعية والسياسية والقانونية اللازمة "لجعل الكيان الصهيوني اللقيط يندم من هذه اللحظة على فعلته"، معتبرة أن بدء الحرب مع إيران "بمثابة اللعب بذيل الأسد".

وقال جيش الاحتلال في بوستات على إكس إنه استهدف منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين، وإن هذه بداية "عملية مطولة" لمنع طهران من صنع سلاح نووي، على حد قوله.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي "قضينا على كبار قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية الإيرانية إلى جانب ضرب قدرات مختلفة تابعة للنظام الإيراني. العملية تهدف لضمان حياتنا وحماية مواطنيها وسنواصل العمل والتحرك لصد التهديدات وضرب الأهداف".

https://x.com/AvichayAdraee/status/1933427853384650864

وأعلن أدرعي عن استهداف "أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران بمنطقة نطنز"، مؤكدًا إصابة البنية التحتية تحت الأرض في الموقع "التي تحتوي على قاعة تخصيب متعددة الطوابق تضم أجهزة طرد مركزي وغرف كهرباء وبُنى تحتية داعمة أخرى".

وعقب الهجوم، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فيديو أن "الضربة الإسرائيلية الافتتاحية على إيران أصابت أهدافها بنجاح". كما طالب الإسرائيليين بالامتثال للتوجيهات العسكرية بشأن تدابير السلامة العامة.

"مصيرًا مريرًا مؤلمًا"

من جهتها، أكدت إيران مقتل رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، وعدد من قادة الحرس الثوري، وعضو البرلمان والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية فريدون عباسي، وقائد مقر "خاتم الأنبياء" اللواء غلام علي رشيد، والعالم النووي ورئيس الجامعة الحرة الدكتور محمد مهدي طهرانجي.

وبعد إعلان مقتل سلامي وباقري، أصدر المرشد الإيراني علي الخامنئي قرارًا بتعيين اللواء محمد باكبور، قائدًا عامًا للحرس الثوري، كما عيّن عبد الرحيم موسوي رئيسًا لأركان القوات المسلحة الإيرانية.

وفي أول بيان له عقب الهجوم الإسرائيلي، قال الخامنئي متوعدًا إسرائيل بما أسماه مصيرًا مريرًا مؤلمًا "لقد أقدمت يد الكيان الصهيوني القذرة والدموية على ارتكاب جريمة في بلدنا العزيز هذا الصباح، وكشف عن طبيعته الشريرة أكثر من أي وقت مضى بضرب المناطق السكنية. فلينتظر الكيان عقابًا صارمًا".

وحول القادة والعلماء القتلى، قال "استشهد عدد من القادة والعلماء في هجمات العدو. سيستأنف نوابهم وزملاؤهم مهامهم فورًا إن شاء الله. لقد أعد الكيان الصهيوني لنفسه مصيرًا مريرًا ومؤلمًا بهذه الجريمة، وسينال ذلك بالتأكيد".

"الانتقام قريب، أقرب من حبل الوريد للصهاينة الإرهابيين" قالت الحكومة الإيرانية في بيان عقب الهجوم، وأضافت "ليشهد العالم أجمع أننا لم نبدأ الحرب، لكن نحن من سيكتب نهايتها".

وقال مصدر لم تسمه وكالة الأنباء الإيرانية/إرنا إنه يجري وضع خطة للرد الحاسم على الهجمات الإسرائيلية.

في الأثناء، أطلقت إيران حوالي 800 مسيّرة وصاروخ كروز نحو إسرائيل، حسب سكاي نيوز، قال جيش الاحتلال ظهر اليوم إنه يواصل العمل لاعتراضها، فيما أعلن الجيش الأردني اعتراض عدد منها دخلت مجاله الجوي، وقال في بيان إن "القوات المسلحة الأردنية لن تسمح بانتهاك المجال الجوي الأردني تحت أي ظرف".

وحول الخسائر، قالت منظمة الطاقة النووية الإيرانية إن أجزاء مختلفة من مجمع نطنز للتخصيب تعرضت لأضرار نتيجة العدوان "ولم نتلقَ حتى الآن أي تقارير عن وقوع خسائر بشرية فيه. وأكدت عدم انتشار أي تلوث إشعاعي أو كيميائي خارج الموقع. 

وأضافت المنظمة "على مدار العامين الماضيين، وعقب التهديدات المتكررة من قبل الكيان الصهيوني ضد منشآتنا النووية، بعث رئيس المنظمة رسائل مختلفة إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأجرى معه محادثات، مطالبًا إياه بإدانة هذه التهديدات وللأسف، حتى هذه اللحظة، وحتى بعد وقوع الهجوم، لم يتخذ المدير العام أي إجراء في هذا الصدد".

واعتبرت منظمة الطاقة النووية الإيرانية هذا الصمت "نوعًا من التواطؤ مع الكيان الصهيوني"، مضيفة أن الوكالة "أصبحت أداة في يد الكيان الصهيوني، وفقدت مصداقيتها كمنظمة دولية مرموقة".

تورط أمريكي

في بيانها، قالت الحكومة الإيرانية إن بدء حرب مع إيران "بمثابة اللعب بذيل الأسد"، مضيفة أن "العملية الجبانة نُفذت من خلال العملية الدبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني"، ومؤكدة "نحن لم نشن أي حرب على مدار المئتي عام الماضية، إلا أننا لم نتردد في الدفاع عن وطننا، ولن نتردد".

وخلال الشهور الماضية، عقدت الولايات المتحدة وإيران جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة من سلطنة عُمان بهدف إبرام اتفاق يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي ويرفع عنها أيضًا العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن، كما كان هناك لقاء مرتقب بين المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط الأحد المقبل لاستكمال المحادثات.

وأول أمس، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه سيجري إجلاء أفراد أمريكيين من الشرق الأوسط لأنه "قد يكون مكانًا خطيرًا"، مضيفًا أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، كما نقلت رويترز وقتها عن مصادر أمريكية وعراقية لم تسمها أن الولايات المتحدة تستعد لإخلاء سفارتها في العراق جزئيًا، وستسمح لأسر العسكريين بمغادرة مناطق من الشرق الأوسط بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة.

أما الخارجية الإيرانية، فاعتبرت أن "الأعمال العدوانية للكيان الصهيوني ضد إيران لا يمكن أن تتم دون تنسيق وتفويض من الولايات المتحدة. وعليه، فإن حكومة الولايات المتحدة، بصفتها الداعم الرئيسي لهذا الكيان، ستكون مسؤولة أيضًا عن الآثار والعواقب الخطيرة لهذه المغامرة الصهيونية".

وفي أول رد فعل له عقب الهجمات، قال ترامب "ننتظر رد فعل إيران، وسندافع عن إسرائيل إذا لزم الأمر".

وكتب على تروث سوشيال "أعطيت إيران الفرصة تلو الأخرى لعقد صفقة. وقلت لهم بأقوى العبارات افعلوا ذلك فحسب (...) أخبرتهم أن الأمر سيكون أسوأ بكثير من أي شيء يعرفونه أو يتوقعونه".

"سيزداد الأمر سوءًا!" حسبما قال ترامب، مضيفًا "لا يزال هناك وقت لوضع حد للمذبحة التي ستحدث. الهجمات القادمة المخطط لها بالفعل أكثر وحشية. يجب على إيران أن تعقد صفقة قبل ألّا يتبقى شيء، وأن تنقذ ما كان يُعرف بالإمبراطورية الإيرانية".

أما وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو فنفى تورط بلاده في الهجوم الإسرائيلي، وقال في بيان إن إسرائيل "اتخذت إجراءً أحادي الجانب ضد إيران، لسنا متورطين في الضربات، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة، أبلغتنا إسرائيل أنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها".

وأكد روبيو أنه لا ينبغي لإيران استهداف المصالح أو الأفراد الأمريكيين.

وفي عام 2015 أُبرم اتفاق دولي بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي أي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا، لضبط أنشطتها النووية.

وفي 2018 انسحبت الولايات المتحدة إبان الولاية الرئاسية الأولى لترامب من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات على إيران، وردًا على ذلك أوقفت إيران التزامها بالاتفاق وسرّعت وتيرة برنامجها النووي.

مصر على الخط

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية المصرية الهجوم على إيران في وقت مبكر من اليوم، واعتبرته "تصعيدًا إقليميًا سافرًا بالغ الخطورة، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للأمن والسلم الإقليمي والدولي".

وأشارت إلى اتصالات مكثفة لوزير الخارجية بدر عبد العاطي مع وزيري خارجية السعودية والأردن ومع نائب الرئيس الفلسطيني لمتابعة تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران.

وفي مصر أيضًا، أكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية أن الوضع الإشعاعي في منشأة نطنز النووية الإيرانية التي استهدفها جيش الاحتلال "لا يزال تحت السيطرة ولا توجد أي مؤشرات على حدوث أي تسرب حتى الآن".

أما وزارة الطيران المدني، فأكدت عقب الهجوم أن المجال الجوي المصري آمن ويعمل بشكل طبيعي ويشهد انتظامًا في حركة التشغيل.

سبق ونفذت إسرائيل، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجومًا على إيران استهدف مواقع عسكرية في 3 محافظات، تصدى لها الجيش الإيراني وأعلن في بيان وقوع "خسائر محدودة".

كما سبق أن أمطرت إيران إسرائيل بأكثر من 200 صاروخ ردًا على اغتيال إسماعيل هنية على في طهران، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في بيروت.