أعلنت إيران عن إطلاق 200 صاروخ على إسرائيل، مساء أمس، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، فيما تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على هذا الهجوم.
وسبق أن هددت إيران إسرائيل بالثأر لاغتيال هنية في طهران نهاية يوليو/تموز الماضي وحملتها مسؤوليته.
وهذا الهجوم هو الثاني الذي تشنه إيران ضد إسرائيل بعد هجوم أبريل/نيسان الماضي، عندما حاولت الثأر للهجوم الذي دمر قنصليتها في دمشق وأدى إلى مقتل 7 عسكريين.
وأصابت أكثر من 80%من الصواريخ التي أطلقتها إيران أمس أهدافها، حسب مصدر لوكالة فارس الإيرانية.
وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن الصواريخ التي أطلقتها كانت دفاعًا عن النفس، وتحت مفهوم حق الرد "تتماشى عمليتنا الدفاعية مع القانون الدولي والحق في الدفاع عن النفس.. استهدفنا فقط منشآت عسكرية وأمنية".
وأوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن طهران مارست "الدفاع عن النفس في مواجهة إسرائيل" وأن تحركها انتهى "ما لم يقرر النظام الإسرائيلي استدعاء المزيد من الانتقام".
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن تحرك طهران جاء "دفاعًا عن مصالح إيران ومواطنيها"، مضيفًا أن بلاده لا تسعى إلى الحرب، لكنها ستقف بثبات في وجه أي تهديد.
وقالت رئاسة أركان القوات المسلحة الإيرانية إنه "إذا حدث تدخل مباشر من قبل دول داعمة للكيان في العدوان والهجوم على إيران، فإن مراكزها ومصالحها في المنطقة ستواجه بدورها هجومًا قويًا" من جانب إيران.
وفي يافا، جنوب تل أبيب، أسفر إطلاق نار عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 11 آخرين في الوقت الذي بدأ فيه القصف الإيراني، مما زاد من الشعور بالقلق. وأغلقت الحانات والمطاعم المزدحمة عادة في المنطقة أبوابها فجأة، حسب واشنطن بوست.
في أثناء الهجوم اجتمعت الحكومة الأمنية الإسرائيلية في ملجأ تحت الأرض في القدس للمرة الأولى منذ بداية الحرب، حسب مسؤول إسرائيلي لواشنطن بوست.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ساعة متأخرة من مساء أمس، إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل فشل، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة شاركت في دعم جهود إسرائيل الدفاعية لصد الصواريخ.
وأضاف نتنياهو، أن "النظام في إيران لا يفهم تصميمنا وسيفهم"، معتبرًا أن إسرائيل "تحارب محور الشر في غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن وسوريا"، لافتًا إلى أنها ستهاجم من يهاجمها، مردفًا "إن إيران ارتكبت خطأ كبيرًا وستدفع ثمنه".
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، إن "إيران اعتدت على إسرائيل وستكون لهذا الاعتداء تداعيات ولكل حدث حديث"، مضيفًا "نحن سنرد في المكان الذي نختاره وفي الوقت الذي نختاره وفي الطريقة التي نختارها".
وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية دانيال هاجاري بعد وقت قصير من انتهاء الهجوم "إن هذا الهجوم سيكون له عواقب. لدينا خطط وسنعمل في المكان والوقت الذي نحدده"، وفق CNN.
وفي غضون الهجوم، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر الجيش الأمريكي بمساعدة إسرائيل في الدفاع ضد الهجمات الإيرانية.
ووصفت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إيران بأنها "قوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط"، وقالت "سأعمل دائمًا على ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد إيران.. لن نتردد أبدًا في اتخاذ أي إجراء ضروري للدفاع عن مصالحنا ضد إيران".
وانتقد الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترامب النهج الذي يتبعه بايدن وهاريس مع إيران، مشيرًا إلى أنهما يقودان العالم إلى "شفا الحرب العالمية الثالثة".
وقال ترامب، في بيان، تعليقًا على الهجوم الإيراني الصاروخي ضد إسرائيل، إن "العالم يحترق ويخرج عن السيطرة. ليس لدينا قيادة، ولا أحد يدير البلاد".
ووصف ترمب بايدن وهاريس بأنهما لا يتمتعان بالكفاءة اللازمة، لافتًا إلى أن هاريس "مشغولة للغاية بجمع التبرعات في سان فرانسيسكو".