صورة موّلدة بواسطة نموذج الذكاء الإصطناعي DALL-E
أدوات التجسس لم تقتصر على دولة واحدة وتم رصدها في عدة دول مثل أستراليا وكندا وقبرص والدنمارك

البرلمان الإيطالي يكشف تجسس الاستخبارات على ناشطين وصحفيين ببرنامج إسرائيلي

محمد الطاهر
منشور السبت 7 يونيو 2025

كشفت لجنة الأمن في البرلمان الإيطالي أن وكالات الاستخبارات الإيطالية استخدمت برمجية التجسس الإسرائيلية Graphite، المطوّرة من قِبل شركة باراجون، في عمليات استهدفت نشطاء يعملون على إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط، ما أثار مخاوف بشأن تصاعد الانتهاكات الرقمية في "دول ديمقراطية".

ووفق تقرير اللجنة، استُخدم Graphite، بترخيص قضائي، في مراقبة الناشطَين لوكا كازاريني وجوزيبي كاتشيا، المنتمييَن إلى منظمة Mediterranea Saving Humans المعنية بعمليات الإنقاذ البحري. واعتُبر الاستهداف جزءًا من تحقيقات في تسهيل "الهجرة غير النظامية".

لكن التقرير أغفل الرد على تساؤلات بشأن استهداف الصحفي فرانشيسكو كانشيلاتو، مدير تحرير موقع Fanpage.it، الذي تلقى إشعارًا من واتساب في يناير يحذّره من هجوم محتمل ببرمجية تجسس متقدمة، يُعتقد أنها من تطوير باراجون.

اللجنة لم تجد أي أثر لرقم هاتفه في سجلات المراقبة الرسمية، مما أثار شكوكًا حول تورط جهة أجنبية، دون تقديم دليل حاسم.

كانشيلاتّو علّق قائلًا إن القضية "لم تُغلق"، مشككًا في نتائج اللجنة، ومطالبًا بتوضيحات إضافية، خاصة في ظل الخلفية التحريرية لموقعه الذي نشر تحقيقًا سابقًا كشف تورط عناصر من حزب رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني في ترديد شعارات فاشية.

التقرير تجاهل أيضًا الإشارة إلى صحفي آخر في Fanpage.it، هو تشيرو بيليجرينو، الذي تلقى إشعارًا مشابهًا من شركة آبل في أبريل بشأن استهدافه ببرمجية تجسس حكومية.

كما راجع التقرير حالات أخرى، منها القس ماتيا فيراري، الذي لم تثبت مراقبته، والناشط السوداني ديفيد يامبيو، أحد مؤسسي منظمة Refugees in Libya، الذي تأكد استهدافه ببرمجية مراقبة أخرى.

الباحث في Citizen Lab، جون سكوت رايلتون، اعتبر أن أخطر ما في التقرير هو تركه سؤالًا مفتوحًا حول الجهة التي استهدفت كانشيلاتّو، مما يضع شركة "باراجون" في موقف حرج. المختبر أكد مواصلة التحقيق في القضية بعد فحص هاتف الصحفي.

في المقابل، نفت النيابة الوطنية لمكافحة المافيا، والشرطة الوطنية، وشرطة الجرائم المالية، وقوات الكارابينيري، استخدام أو شراء برمجية "باراجون".

التقرير قدّم أيضًا لمحة نادرة عن آلية عمل Graphite، موضحًا أنها تتطلب تسجيل دخول شخصي، وتوثّق جميع الأنشطة في سجلات تدقيق غير قابلة للحذف، تُخزن داخليًا. وبدأت وكالة الاستخبارات الخارجية/AISE استخدامها في يناير/كانون الثاني 2024 بعد توقيع عقد في ديسمبر/كانون الأول 2023، بينما كانت الاستخبارات الداخلية/AISI قد استخدمتها سابقًا قبل إلغاء العقود.

رغم أن العقود مع باراجون تحظر استهداف الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، إلا أن القضية أثارت جدلًا واسعًا بشأن الرقابة الحكومية.

يُذكر أن باراجون مملوكة حاليًا لشركة الاستثمار الأمريكية AE Industrial بعد صفقة بـ900 مليون دولار. وسبق أن وثّق Citizen Lab استخدام Graphite في عدة دول، منها أستراليا وكندا وقبرص والدنمارك وإسرائيل وسنغافورة.

الحكومة الإيطالية لم تعلّق رسميًا على التقرير أو على مستقبل التحقيقات، ما يزيد الغموض حول قضية تتقاطع فيها قضايا الأمن القومي وحقوق الإنسان.