تصوير: Mænsard vokser، منشورة على wikimedia Commons برخصة المشاع الإبداعي CC-BY-SA-4.0
علم "ميديترانيّا" في مسيرة السلام بساحة "دوناتوري ديل سانجوي" في ميستري، فينيسيا، فينيتو، إيطاليا. التُقطت الصورة في 26 فبراير 2022.

كاهن إيطالي مقرب من البابا فرانسيس يتعرض للتجسس ببرمجيات يُعتقد أنها "باراجون"

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 26 فبراير 2025

تعرض الأب ماتيا فيراري، الكاهن الإيطالي المقرب من البابا فرنسيس، لهجوم تجسسي مدعوم من جهة حكومية مجهولة، حسبما نشرت الجارديان، مشيرةً إلى أنه تلقى إشعارًا من شركة ميتا، المالكة لفيسبوك، يفيد بذلك في فبراير/شباط 2024.

ويُعد فيراري أحد رجال الدين الناشطين في دعم المهاجرين، حيث يعمل على متن سفينة الإنقاذ التابعة لمنظمة ميديترانيّا لإنقاذ البشر، التي سبق أن تعرض مؤسسها الناشط الإيطالي لوكا كازاريني لهجوم ببرمجيات تجسس عسكرية متطورة.

وحسب الجارديان، فإن فيراري التقى البابا فرنسيس في مناسبات عدة وكان على تواصل هاتفي معه، وربما خلال الفترة التي تعرض فيها هاتفه للاختراق، كما كتب البابا مقدمة أحد كتب فيراري، وأشاد به خلال مقابلة تليفزيونية في يناير/كانون الثاني الماضي، واصفًا إياه بأنه "رجل طيب يعمل بجد".

وقال فيراري "لم يكن الأمر مفاجئًا تمامًا، فبعد أن علمت بتعرض لوكا للتجسس، توقعت أن أكون هدفًا أيضًا. من الواضح أن هناك جهات حكومية متورطة، ويبدو أن مساعدة المحتاجين باتت تُعتبر عملاً تخريبيًا".

هذا الكشف يفاقم الضغوط على حكومة جورجيا ميلوني، التي نفت أي صلة لأجهزتها الأمنية بعمليات التجسس، ومع تصاعد الغضب طالب قادة المعارضة الحكومة بتقديم إيضاحات في البرلمان، وهو ما تهربت منه السلطات بحجة أن جميع المعلومات غير السرية قد تم الكشف عنها.

وتعليقًا على الأمر، قالت زعيمة الحزب الديمقراطي إيلي شلاين إن "التجسس على الصحفيين والنشطاء وحتى رجال الدين أصبح أمرًا مقلقًا للغاية. على الحكومة أن تتوقف عن المراوغة وتوضح من يقف وراء هذه العمليات".

يأتي هذا الكشف وسط فضيحة متزايدة تتعلق باستخدام برمجيات تجسس إسرائيلية في إيطاليا، حيث تعرض بيبي كاتشو، أحد مؤسسي منظمة ميديترانيّا لإنقاذ البشر، لهجوم ببرنامج التجسس Graphite، الذي طورته شركة باراجون الإسرائيلية، بعد أيام فقط من تلقي زميله لوكا كازاريني تحذيرًا مماثلًا بشأن محاولة اختراق عبر واتساب.

وفي 7 فبراير الجاري، أعلنت شركة باراجون إنهاء عقدها مع الحكومة الإيطالية، عقب الكشف عن استخدام برنامجها لاستهداف صحفيين وناشطين، من بينهم الصحفي الاستقصائي الإيطالي فرانشيسكو كانسيلاتو، والناشط كازاريني، إلى جانب ناشطين حقوقيين آخرين.

وكانت ميتا أعلنت مطلع الشهر أن قرابة 90 صحفيًا وناشطًا في المجتمع المدني من أكثر من 20 دولة تعرضوا لهجمات تجسس عبر واتساب باستخدام برمجيات باراجون، بينهم سبعة أشخاص في إيطاليا.

وفي وقت سابق، وخلال مؤتمر صحفي نظمه ساندرو روتولو، عضو البرلمان الأوروبي عن إيطاليا، أعلن كازاريني أنه تقدم بشكوى رسمية إلى مكتب المدعي العام في باليرمو، مطالبًا بكشف الجهة التي استهدفته ومنظمته، مؤكدًا "ليس لدينا ما نخفيه، لكن من يتجسس علينا لديه الكثير ليخفيه".

من جانبها، تعهدت إيلي شلاين بمتابعة القضية عن كثب، قائلة "سنطالب بالوضوح والشفافية الكاملة، ولا يمكن لميلوني أن تستمر في الاختباء والهروب".

في المقابل، نفى نيكولا بروكاتشيني، القيادي في حزب إخوة إيطاليا الذي تنتمي إليه ميلوني، بشكل قاطع أي صلة للحكومة الإيطالية بالقضية، واصفًا الفكرة بأنها "سخيفة لدرجة يصعب التعليق عليها".

لكن رغم هذا النفي، أكد نيكولا زينجاريتي، السياسي الإيطالي وعضو البرلمان الأوروبي، أن المعارضة "لن تتراجع قيد أنملة". وبعد تقديم استفسارين كتابيين إلى المفوضية الأوروبية، تتمثل الخطوة التالية في تشكيل لجنة خاصة في البرلمان الأوروبي لإجراء تحقيق مستقل بالتوازي مع التحقيقات الوطنية الجارية في الدول المعنية.

وفي ظل استمرار الجدل السياسي، شدد كازاريني على أن هذه القضية لن تُغلق بسهولة، خاصة مع تصاعد الضغوط الأوروبية للكشف عن هوية الجهة المسؤولة عن استهداف الصحفيين والنشطاء في إيطاليا، وهو ما قد يضع حكومة ميلوني في مأزق سياسي متزايد.