تصميم: يوسف أيمن- المنصة

بدون نقرة واحدة.. "باراجون" الإسرائيلية تستهدف 90 صحفيًا وناشطًا عبر واتساب

قسم الأخبار
منشور السبت 1 فبراير 2025

استهدفت شركة Paragon Solutions/باراجون الإسرائيلية المتخصصة في برامج التجسس، قرابة 90 صحفيًا وناشطًا في المجتمع المدني، في أكثر من عشرين دولة عبر واتساب، وفقًا لما أعلنته شركة ميتا المالكة للتطبيق، أمس ونقلته رويترز والجارديان.

ونقلت رويترز عن مسؤول في ميتا لم تسمه، قوله إن برنامج التجسس ينفذ عملية الاختراق دون نقرة واحدة، ولا يتطلب أي تفاعل من المستخدم، رافضًا الحديث عن هويّات المستهدَفين أو مكانهم، مكتفيًا بالإشارة إلى أن الأهداف شملت شخصيات في المجتمع المدني والإعلام.

ويُعرف برنامج التجسس الذي تنتجه باراجون باسم Graphite، ويتمتع بقدرات تضاهي قدرات برنامج التجسس بيجاسوس، المملوك لـNSO Group.

وأكدت واتساب أنها خاطبت باراجون رسميًا لوقف ممارساتها، مشيرةً إلى أنها تدرس الخيارات القانونية المتاحة، مضيفة أن الهجمات المزعومة تم تعطيلها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن ليس واضحًا كم من الوقت ظل المُستهدفون تحت التهديد.

في الوقت نفسه، تواصل الشركة إبلاغ الضحايا المحتملين، الذين سيتلقون اتصالات مباشرة من واتساب.

وبينما امتنعت باراجون عن التعليق، نقلت الجارديان عن مصدر مقرب من الشركة قوله إن لديها 35 عميلًا حكوميًا، جميعهم يمكن اعتبارهم ديمقراطيين، وإنها لا تتعامل مع دول، حتى لو كانت ديمقراطية، سبق وأن اتُهمت بإساءة استخدام برامج التجسس، بما في ذلك اليونان وبولندا والمجر والمكسيك والهند.

من جيش الاحتلال إلى أسواق التجسس

تأسست باراجون عام 2019 في تل أبيب على يد القائد السابق لوحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200 إيهود شنورسن، إلى جانب كل من إيدان نورك، وإيجور بوجودلوف، ولياد أبراهام؛ وهم من كبار المتخصصين في الهجمات السيبرانية.

وتحظى الشركة بدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الذي يشغل منصبًا في مجلس إدارتها، ويمتلك حصة في الشركة تصل قيمتها إلى 10-15 مليون دولار قبل خصم الضرائب، حسب جيروزاليم بوست.

ومنذ تأسيسها، قدمت باراجون نفسها كبديل "أخلاقي" لشركات التجسس السيبراني الإسرائيلية الأخرى، التي واجهت مراجعة دولية متزايدة بسبب استخدام أدواتها في قمع المعارضين والصحفيين في دول غير ديمقراطية.

وتدّعي باراجون أنها تعمل فقط مع حكومات ديمقراطية، في محاولة للنأي بنفسها عن فضائح طالت شركات إسرائيلية مثل NSO Group، التي تعرضت لعقوبات أمريكية بسبب تورط برنامجها بيجاسوس في عمليات تجسس استهدفت معارضين وصحفيين.

ظهرت باراجون في ظل أزمة تنظيمية بصناعة الهجمات السيبرانية الإسرائيلية بعد فضائح بيجاسوس، ما دفع خبراء من وحدة 8200 للانتقال لشركات أجنبية أو تأسيس مشاريعهم. واستغلت باراجون هذا التحوّل، مستقطبة نخبة المتخصصين لتصبح منافسًا عالميًا قويًا.

وتسبب تأسيس باراجون في أزمة داخل وحدة 8200، حيث اعتبر الجيش الإسرائيلي أنها استقطبت عددًا كبيرًا من خبرائه، مما أضعف مخزونه المعرفي، وأكد مسؤول عسكري سابق أن الجيش كان يعتمد على جنود الاحتياط في الهجمات السيبرانية، لكن شركات مثل باراجون استنزفت هذا المورد.

وفي محاولة لمواجهة ذلك، فرض الجيش قيودًا على تجنيد العاملين في شركات الهجمات السيبرانية ضمن قوات الاحتياط، إلا أن هذه الإجراءات لم تستمر طويلًا.

وفي ديسمبر 2024، استحوذت شركة الاستثمار الأمريكية AE Industrial Partners على شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية Paragon Solutions في صفقة قد تصل قيمتها إلى 900 مليون دولار. تضمنت الصفقة دفعة أولية بقيمة 500 مليون دولار، مع إمكانية دفع 400 مليون دولار إضافية بناءً على تحقيق معايير أداء محددة، وفق جيروزاليم بوست.

باراجون في الولايات المتحدة

في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، وقّعت وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية/ICE عقدًا بقيمة مليوني دولار مع باراجون، وفقًا لوثائق راجعها موقع WIRED، مبينًا أن العقد وُقِّع مع الفرع الأمريكي للشركة في تشانتيلي، فيرجينيا، ويشمل حلاً متكاملاً يتضمن الترخيص والأجهزة والضمان والصيانة والتدريب.

تم منح العقد وفقًا لقاعدة FAR 6.302-1، التي تتيح للحكومة التعاقد مع شركات تقدم خدمات فريدة ومبتكرة لا يمكن الحصول عليها عبر المناقصات التقليدية. ومع ذلك، لم يتضح ما إذا كان العقد يشمل استخدام Graphite الخاص بباراجون، أم أنه يتعلق بمنتج آخر من منتجات الشركة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعامل فيها باراجون مع وكالات حكومية أمريكية، ففي ديسمبر 2022، كشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية/DEA استخدمت برنامج Graphite في عملياتها.

يُذكر أن عقد وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية مع باراجوان جاء في وقت تعمل فيه الحكومة الأمريكية على إعادة تشكيل سوق برامج التجسس التجارية، وفرضت السلطات قيودًا على شركات مثل NSO Group وساندفين، حيث تم إدراجهما في قائمة الكيانات لمنع الشركات الأمريكية من التعامل معهما.

وكانت باراجون اتخذت خطوات لتعزيز مكانتها في السوق الأمريكية في 2019، استعانت بخدمات WestExec Advisors، وهي شركة استشارية في واشنطن شارك في تأسيسها مسؤولون سابقون في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، من بينهم أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي السابق. كما عيّنت أفريل هاينز، التي كانت تعمل سابقًا في WestExec، وشغلت منصب مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية سابقًا.

وفي فبراير 2023، لجأت الشركة إلى Holland & Knight، وهي مجموعة ضغط في واشنطن معروفة بقدرتها على تجنب العقوبات، حيث أنفقت 280 ألف دولار على حملات الضغط السياسي في عامي 2023 و2024.