أُدينت نادين منينديز، زوجة السيناتور الأمريكي السابق بوب منينديز، الاثنين، بتهمة "التعاون مع زوجها لقبول رشاوى نقدية وسبائك ذهبية وسيارة فاخرة والعمالة لصالح الحكومة المصرية".
وكان من المقرر النطق بالحكم على نادين منينديز في 12 يونيو/حزيران المقبل، أي بعد 6 أيام من الموعد المتوقع لدخول زوجها السجن، بعدما أدانته هيئة المحلفين في المحكمة نفسها، يوليو/تموز الماضي، في جميع التهم الجنائية الموجهة إليه، وعددها 16، منها العمالة لصالح الحكومة المصرية، وفق CNN.
ومن المفترض أن يبدأ بوب منينديز قضاء عقوبة بالسجن لمدة 11 عامًا في يونيو المقبل.
وأظهرت الأدلة التي عُرضت على هيئة المحلفين خلال محاكمة استمرت 3 أسابيع التسلسل الزمني لعلاقة الزوجين التي بدأت في أوائل عام 2018، واستمرت بعد توجيه تهم جنائية إليهما في سبتمبر/ أيلول 2023، وخلال المحاكمة كرر المدعون العامون وصفهما بأنهما "شركاء في الجريمة".
وكان من المقرر في البداية محاكمتهما معًا إلى جانب 3 رجال أعمال من نيوجيرسي، لكن محاكمة نادين منينديز تأجلت قبل عام بعد تشخيص إصابتها بسرطان الثدي وخضوعها لعملية جراحية.
ووصف ممثلو الادعاء نادين منينديز (58 عامًا) خلال محاكمتها بأنها عنصر أساسي في المخطط، إذ مكّنت السيناتور من التواصل مع رجال الأعمال الثلاثة ومسؤولي الحكومة المصرية.
وكان محامي نادين منينديز، باري كوبورن، زعم خلال مرافعاته الختامية أمام هيئة المحلفين أن الأدلة لم تكن كافيةً لإدانة موكلته.
وسبق واعترف رجل الأعمال الأمريكي خوسيه أوريبي، شاهد الادعاء الرئيسي في قضية السيناتور الأمريكي، بأنه قدم رشوة لمنينديز، كانت عبارة عن سيارة مرسيدس بنز بقيمة 60 ألف دولار اشتراها في 2019 لنادين صديقة السيناتور آنذاك.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي وجهت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهامات إلى السيناتور الديمقراطي السابق عن ولاية نيوجيرسي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق بمجلس الشيوخ، بوب منينديز، وزوجته، بالفساد والرشوة مقابل تقديم خدمات غير مشروعة للسلطات المصرية، وفق موقع CNN.
وذكرت لائحة الاتهام الفيدرالية الموجهة إلى منينديز وزوجته أنهما قبلا مئات الآلاف من الدولارات، ووظيفة لزوجته بمرتب دون عمل، وسيارة فاخرة، مقابل استغلال منصب السيناتور لصالح السلطات المصرية.
ووجه الادعاء العام لمنينديز وزوجته تهم تلقي رشاوى من رجال الأعمال الثلاثة مقابل خدمات غير مستحقة لهم ومساعدة السلطات المصرية، التي شملت تقديم معلومات حساسة للحكومة المصرية، والمساعدة سرًا في توجيه المساعدات العسكرية لمصر، وكذلك معلومات عن موظفي السفارة الأمريكية بالقاهرة.
وكان الإعلامي حافظ المرازي أوضح في مقال بعنوان الـFBI تتحرى تلقي السناتور بوب هدايا من لحم حلال المصريين، نشرته المنصة في مايو/أيار 2023، أن منينديز تزوج قبل 3 سنوات من سيدة الأعمال من أصل أرمني نادين أرسلانيان، التي كانت من معارف وأصدقاء المهاجر المصري الأمريكي وائل حنا، الذي داهمت المباحث الفيدرالية الأمريكية مكتبه عام 2019، وفتشته واحتجزت جواز سفره وبعض متعلقاته لفترة طويلة، لمعرفة ما إذا كانت الهدايا التي منحها لأرسلانيان وصديقها آنذاك، ثم زوجها لاحقًا، السيناتور مينينديز، هدايا بين أصدقاء بدون مقابل سياسي أم غير ذلك.
وشملت الهدايا محل التحقيق سيارة مرسيدس ومجوهرات ورحلات، وشقة فاخرة في العاصمة واشنطن. ودارت الشكوك حول انتفاع السيناتور، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، من حنا أو الحكومة المصرية التي أعطت شركة حنا، الذي لم تكن له أي سوابق باستيراد وتصدير اللحوم أو معرفة بالمتطلبات الشرعية للحلال الإسلامي، وحده احتكار منح رخصة "حلال" لأي متعاقد أو شركة تريد تصدير اللحوم من أمريكا إلى مصر، بعد أن كانت سبع شركات أمريكية تمنح تلك الرخصة، وبرسوم تقل عن عُشر الحالية.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل في أكتوبر/تشرين الأول 2022 منينديز في القاهرة، في لقاء قال عنه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية "تولي مصر أهمية للتواصل الدائم مع قيادات الكونجرس، في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا"، مؤكدًا "متانة العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات، لا سيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها خطر الإرهاب الآخذ في التنامي".