وجهت وزارة العدل الأمريكية، أمس الجمعة، لائحة اتهامات إلى السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بوب منينديز، وزوجته نادين أرسلانيان مينينديز، بالفساد والرشوة مقابل تقديم خدمات غير مشروعة للسلطات المصرية، وفق موقع سي إن إن بالعربية.
وذكرت لائحة الاتهام الفيدرالية الموجهة إلى منينديز وزوجته أنهما قبلا مئات الآلاف من الدولارات، ووظيفة لزوجته بمرتب دون عمل، وسيارة فاخرة، مقابل استغلال منصب السيناتور لصالح السلطات المصرية.
ووفق لائحة الاتهام، عُثر على أموال نقدية وسبائك ذهبية في منزل منينديز، واتهم الادعاء العام 3 رجال أعمال آخرين في القضية، أحدهم المصري الأمريكي وائل حنا، بالإضافة إلى خوسيه أوريبي، وفريد ديبيس.
ووجه الادعاء العام لمنينديز وزوجته تهم تلقي رشاوى من رجال الأعمال الثلاثة مقابل خدمات غير مستحقة لهم ومساعدة السلطات المصرية، والتي شملت تقديم معلومات حساسة للحكومة المصرية، والمساعدة سرًا في توجيه المساعدات العسكرية لمصر، وكذلك معلومات عن موظفي السفارة الأمريكية بالقاهرة.
قدمت نادين مع صديقها وائل حنا، السيناتور الديمقراطي إلى مسؤولي المخابرات والجيش في مصر، بحسب لائحة الاتهام، التي أكدت أن منينديز استغل نفوذه فيما يتعلق بالعقود والمساعدات العسكرية، بما في ذلك المقدمة إلى مصر، حتى أصبحت القاهرة من أكبر من يتلقون المساعدات العسكرية الأمريكية، على مدى السنوات الماضية.
وساعد منينديز في صياغة رسالة نيابةً عن حكومة مصر "تهدف إلى إقناع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين الآخرين، بالإفراج عن 300 مليون دولار من المساعدات لمصر"، وفق لائحة الاتهام، التي أكدت أنه بعد تزويده بإحاطة تم تمريرها من الحكومة المصرية لطلبات التمويل والمبيعات العسكرية للبلاد، طلب من زوجته تمرير رسالة مفادها أنه "سيوقع على هذا اليوم إلى مصر".
وزعم منينديز في رسالته، وفق ما نقلت سي إن إن بالعربية، أن "التمويل الذي تبلغ قيمته الإجمالية 99 مليون دولار على الأقل، يشمل طلقات تدريب على الأهداف، و10 آلاف طلقة ذخيرة للدبابات"، مع ملحوظة تفيد بأن "قذائف الدبابات هذه مخصصة للدبابات التي كانت تمتلكها مصر منذ سنوات عديدة، ويستخدمونها في حملة مكافحة الإرهاب بسيناء".
ويسعى المدعون إلى مصادرة أصول منينديز، التي تتضمن منزلًا في نيوجيرسي وسيارة مرسيدس بنز موديل 2019 ونحو 566 ألف دولار في صورة أموال نقدية وسبائك ذهبية وأموال في حساب بنكي، إذ نقل موقع العربية قول المدعي العام الأميركي في مانهاتن داميان وليامز، خلال مؤتمر صحفي، أمس الجمعة "هذا التحقيق مستمر بلا انقطاع، لم نفرغ منه بعد، أريد أن أشجع أي شخص لديه معلومات على تقديمها بسرعة".
ونفى منينديز التهم الموجهة ضده، في بيان أصدره أمس الجمعة، قال فيه إن "الذين يقفون وراء هذه الحملة لا يمكنهم أن يقبلوا أن الجيل الأول من الأمريكيين اللاتينيين من بدايات متواضعة يمكن أن يرتقي ليصبح عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي ويعمل بشرف وامتياز. والأسوأ من ذلك أنهم يعتبرونني عقبة في طريق أهدافهم السياسية".
احتكار رخصة حلال
وكان أوضح الإعلامي حافظ المرازي، في مقال بعنوان الـFBI تتحرى تلقي السناتور بوب هدايا من لحم حلال المصريين، نشرته المنصة في مايو/آيار الماضي، أن منينديز تزوج قبل 3 سنوات من سيدة الأعمال من أصل أرمني نادين أرسلانيان، التي كانت من معارف وأصدقاء المهاجر المصري الأمريكي وائل حنا، الذي داهمت المباحث الفيدرالية الأمريكية مكتبه عام 2019، وفتشته واحتجزت جواز سفره وبعض متعلقاته لفترة طويلة، لمعرفة ما إذا كانت الهدايا التي منحها لأرسلانيان وصديقها آنذاك، ثم زوجها لاحقًا، السناتور مينينديز، هدايا بين أصدقاء بدون مقابل سياسي أم غير ذلك.
وشملت الهدايا محل التحقيق سيارة مرسيدس ومجوهرات ورحلات، وشقة فاخرة في العاصمة واشنطن. ودارت الشكوك حول انتفاع السناتور، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، من حنا أو الحكومة المصرية التي أعطت شركة حنا، الذي لم تكن له أي سوابق باستيراد وتصدير اللحوم أو معرفة بالمتطلبات الشرعية للحلال الإسلامي، وحده احتكار إعطاء رخصة "حلال" لأي متعاقد أو شركة تريد تصدير اللحوم من أمريكا إلى مصر، بعد أن كانت سبع شركات أمريكية تعطي تلك الرخصة، وبرسوم تقل عن عُشر الرسوم الحالية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في الثامن والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن الأوراق التي قدمها محامي وائل حنا مدافعًا عن نفسه ومطالبًا باستعادة جواز سفره حتى لا يتعطل عمله، أوضح فيها أن الحكومة المصرية هي التي اختارته وقدمت له الدعم والخبرة للترخيص بالحلال. ومما نقلته الصحيفة عما قاله للمحكمة "أنا كمسيحي، ليست لدي خبرة في إصدار شهادات الحلال، بالتالي أمدتني الحكومة المصرية بالأئمة والبيطريين المدربين لمساعدتي".
وكان المحامي، الذي سجل له الشركة بأمريكا، من أصل أرمني واسمه آندي أصلانيان، ويعرف نادين أرسلانيان زوجة السناتور منينديز منذ ربع قرن، كما أنه قدم خدمات قانونية عام 2016 للحكومة المصرية بشأن مبنى اشترته في نيوجيرسي.
لقاء مع السيسي
وكان عبد الفتاح السيسي استقبل في أكتوبر الماضي منينديز في القاهرة، في لقاء قال عنه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية "تولي مصر أهمية للتواصل الدائم مع قيادات الكونجرس، في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا، مؤكدًا "متانة العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات، لا سيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها خطر الإرهاب الآخذ في التنامي".