تصميم: أحمد بلال- المنصة
السناتور روبرت منينديز

شاهد في محاكمة السيناتور الأمريكي المتهم بالعمالة لمصر يعترف بتقديم رشوة لمنينديز

قسم الأخبار
منشور الخميس 13 يونيو 2024

اعترف رجل الأعمال الأمريكي خوسيه أوريبي، شاهد الادعاء الرئيسي في قضية السيناتور بوب منينديز، المتهم بالعمالة لصالح مصر، بأنه قدم رشوة لمنينديز، كانت عبارة عن سيارة مرسيدس بنز بقيمة 60 ألف دولار اشتراها في 2019 لنادين صديقة السيناتور آنذاك.

وقال أوريبي لهيئة المحلفين، في شهادته، الاثنين الماضي، إن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ادعى أنه أنقذ وسيط التأمين الذي اشترى السيارة من تحقيقات جنائية، وأضاف أن نادين، التي تزوجت من منينديز في 2020، أكدت له في السابق أنها ستنقل إلى السيناتور مخاوفه إزاء تحقيقين في الاحتيال في مجال التأمين.

وخلال عشاء في العام التالي في مطعم بنيوجيرسي، قال أوريبي إن منينديز أخبره بأنه "وجد الأشخاص المناسبين للتحدث إليهم" دون تحديد هويتهم، وأضاف أوريبي في شهادته "قال لي: أنقذتك مرتين، ليس مرة واحدة، بل مرتين".

وحسبما نقل موقع CNN، يواجه منينديز، 70 عامًا، 16 تهمة جنائية، بما في ذلك الرشوة والاحتيال والعمل كعميل أجنبي وعرقلة سير الأمور، وهو عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ لثلاث فترات، ويخوض الانتخابات هذا العام مرشحًا مستقلًا.

وكان شراء السيارة من بين رشاوى بمئات الآلاف من الدولارات، شملت نقودًا وأقساطًا في رهون عقارية وسبائك ذهب، يقول المدعون الاتحاديون إن منينديز وزوجته قبلاها مقابل خدمات سياسية ومساعدة حكومتي مصر وقطر.

ومنتصف الشهر الماضي، قال محامي السيناتور الأمريكي، آفي فايتسمان، إن موكله لم يأخذ رشاوى أبدًا، وأضاف أن هناك "تفسيرات بريئة" بشأن السبائك الذهبية التي وجدت بحوزته، وشدد على أن نادين، التي يقول ممثلو الادعاء إنها كانت الوسيط بين منينديز والمسؤولين المصريين والمتهمين الآخرين، أخفت أشياء عن السيناتور، وقال فايتسمان "لا يعرف منينديز بالضرورة ما الذي يحدث مع نادين".

وبشأن سبائك الذهب التي عثر عليها المحققون في منزل منينديز، أشار فايتسمان إلى أن نادين، زوجة السيناتور، كانت تحتفظ بــ"ذهب العائلة"، وأوضح أنها من لبنان حيث يعد الاحتفاظ بالذهب "أمرًا ثقافيًا"، مضيفًا أن الهدايا من الذهب والفضة شائعة في حفلات الزفاف والخطوبة، وتابع أن "الأدلة ستظهر أن عائلة نادين كان لديها الكثير من الذهب". 

وأقر أوريبي هذا العام باتهامات الاحتيال والرشوة وتعاون مع الادعاء، وشهد أنه أعطى نادين مبلغ 15 ألف دولار نقدًا مقدمًا لسيارتها، في صفقة عقدها معها في ساحة انتظار السيارات لأحد المطاعم في مارس/آذار 2019، وسدد دفعات شهرية مقابل السيارة حتى سأله مكتب التحقيقات الاتحادي عنها في عام 2022.

وبعدما حمل محامو منينديز الزوجة مسؤولية إخفاء تعاملاتها المالية عن السيناتور، قال أوريبي إنه لم يناقش قط أقساط السيارة مباشرة مع منينديز، وأضاف "لم أتحدث مع منينديز عن الرشوة".

لكن خلال استجواب من المدعية العامة لارا بوميرانتز، قال أوريبي إن نادين لم تطلب منه قط إبقاء المدفوعات سرًا عن السيناتور، وأضاف أنه ليس لديه ما يدعو للاعتقاد بأن بوب منينديز لم يكن على علم بها.

وشهد أوريبي أنه أبلغ منينديز بأسماء الشركات والأشخاص المقربين منه الذين يتم التحقيق معهم خلال اجتماع في منزل السيناتور في 5 سبتمبر/أيلول 2019، وقال إن منينديز كتب الأسماء على ورقة أحضرتها إليه نادين التي استدعاها بقرع الجرس والنداء قائلًا بالفرنسية "حبيبتي".

ودفعت نادين منينديز ببراءتها. وتأجلت محاكمتها إلى يوليو/تموز لأنها تعالج من سرطان الثدي.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي وجهت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهامات إلى السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بوب منينديز، وزوجته نادين أرسلانيان منينديز، بالفساد والرشوة مقابل تقديم خدمات غير مشروعة للسلطات المصرية، وفق موقع CNN.

وذكرت لائحة الاتهام الفيدرالية الموجهة إلى منينديز وزوجته أنهما قبلا مئات الآلاف من الدولارات، ووظيفة لزوجته بمرتب دون عمل، وسيارة فاخرة، مقابل استغلال منصب السيناتور لصالح السلطات المصرية.

ووجه الادعاء العام لمنينديز وزوجته تهم تلقي رشاوى من رجال الأعمال الثلاثة مقابل خدمات غير مستحقة لهم ومساعدة السلطات المصرية، التي شملت تقديم معلومات حساسة للحكومة المصرية، والمساعدة سرًا في توجيه المساعدات العسكرية لمصر، وكذلك معلومات عن موظفي السفارة الأمريكية بالقاهرة.

وكان الإعلامي حافظ المرازي أوضح في مقال بعنوان الـFBI تتحرى تلقي السناتور بوب هدايا من لحم حلال المصريين، نشرته المنصة في مايو/أيار الماضي، أن منينديز تزوج قبل 3 سنوات من سيدة الأعمال من أصل أرمني نادين أرسلانيان، التي كانت من معارف وأصدقاء المهاجر المصري الأمريكي وائل حنا، الذي داهمت المباحث الفيدرالية الأمريكية مكتبه عام 2019، وفتشته واحتجزت جواز سفره وبعض متعلقاته لفترة طويلة، لمعرفة ما إذا كانت الهدايا التي منحها لأرسلانيان وصديقها آنذاك، ثم زوجها لاحقًا، السناتور مينينديز، هدايا بين أصدقاء بدون مقابل سياسي أم غير ذلك.

وشملت الهدايا محل التحقيق سيارة مرسيدس ومجوهرات ورحلات، وشقة فاخرة في العاصمة واشنطن. ودارت الشكوك حول انتفاع السناتور، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، من حنا أو الحكومة المصرية التي أعطت شركة حنا، الذي لم تكن له أي سوابق باستيراد وتصدير اللحوم أو معرفة بالمتطلبات الشرعية للحلال الإسلامي، وحده احتكار إعطاء رخصة "حلال" لأي متعاقد أو شركة تريد تصدير اللحوم من أمريكا إلى مصر، بعد أن كانت سبع شركات أمريكية تعطي تلك الرخصة، وبرسوم تقل عن عُشر الرسوم الحالية.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل في أكتوبر/تشرين الأول 2022 منينديز في القاهرة، في لقاء قال عنه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية "تولي مصر أهمية للتواصل الدائم مع قيادات الكونجرس، في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا، مؤكدًا "متانة العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات، لا سيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها خطر الإرهاب الآخذ في التنامي".