بدأت، الأربعاء بالتوقيت المحلي، محاكمة السيناتور الأمريكي بوب منينديز، المتهم بالعمالة لصالح مصر مقابل تلقي رشاوى من رجال أعمال في نيو جيرسي.
ووفق CNN، يحاكم منينديز مع اثنين من المتهمين هما رجل الأعمال المصري الأمريكي وائل حنا، والمطور العقاري في نيو جيرسي فريد دعيبس، ودفع الثلاثة ببراءتهم.
وقال محامي السيناتور الأمريكي آفي فايتسمان إن موكله لم يأخذ رشاوى أبدًا، وأضاف أن هناك "تفسيرات بريئة" بشأن السبائك الذهبية التي وجدت بحوزته، وأضاف لهيئة المحلفين خلال جلسة المحكمة التي عقدت في مانهاتن "استمعوا إلى الأدلة إنهم يريدون أن يعميكم الذهب والنقود"، في إشارة إلى سبائك الذهب والسيارة الفاخرة المملوكة لنادين زوجة السيناتور، المتهمة أيضًا في القضية ومن المقرر أن تُحاكم في يوليو/تموز المقبل.
وتابع "تذكروا كلماتي، لن يكون هناك شاهد يدخل إلى قاعة المحكمة ويقول إنه ناقش الرشوة مع السيناتور منينديز.. ولا واحد".
وقالت المدعية العامة لارا بومرانتز لهيئة المحلفين إنهم سيرون الأدلة ويستمعون إلى شهادة حول مؤامرة استمرت لسنوات بين منينديز وزوجته نادين واثنين من رجال الأعمال في نيو جيرسي، لتلقي رشاوى لاستخدام سلطته لتسهيل الحصول على مساعدات عسكرية لمصر، والضغط على المدعين والمحققين لوقف التحقيقات والقضايا الجنائية.
وأضافت بومرانتز "كان منينديز عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي مدفوعًا بالجشع، ركز على مقدار الأموال التي يمكن أن يضعها في جيبه وفي جيب زوجته ولهذا السبب نحن هنا اليوم، وهذا هو ما تعنيه هذه المحاكمة.. هذا هو كل شيء".
وفي المقابل، قال فايتسمان إن منينديز "كان يتصرف بشكل قانوني" كعضو في مجلس الشيوخ من خلال الانخراط في الجهود الدبلوماسية لصالح الولايات المتحدة والدفاع عن ناخبيه في نيوجيرسي.
وبشأن سبائك الذهب التي عثر عليها المحققون في منزل منينديز، أشار فايتسمان إلى أن نادين، زوجة السيناتور، كانت تحتفظ بــ"ذهب العائلة"، وأوضح أنها من لبنان حيث يعد الاحتفاظ بالذهب "أمرًا ثقافيًا"، مضيفًا أن الهدايا من الذهب والفضة شائعة في حفلات الزفاف والخطوبة، وتابع أن "الأدلة ستظهر أن عائلة نادين كان لديها الكثير من الذهب".
وذكر أنه تم العثور على سبائك الذهب في خزانة نادين المغلقة، والتي لم يتمكن السيناتور من الوصول إليها.
وشدد محامي منينديز على أن نادين، التي يقول ممثلو الادعاء إنها كانت الوسيط بين منينديز والمسؤولين المصريين والمتهمين الآخرين، أخفت أشياء عن السيناتور، وقال فايتسمان "لا يعرف منينديز بالضرورة ما الذي يحدث مع نادين"، دون الخوض في تفاصيل ما لم يكن السيناتور على علم به.
وقدم المحامي المزيد من "التفسيرات البريئة"، حيث أشار إلى أنه لا يوجد شيء غير طبيعي بشأن بصمات أصابع فريد دعيبس على المظاريف التي تحتوي على عشرات الآلاف من الدولارات والتي تم العثور عليها في منزل السيناتور، مشيرًا إلى أن الاثنين كانا صديقين منذ عقود، وسأل "هل ستفاجأ عندما تجد بصمات صديقك على أحد متعلقاتك؟"، وقال لهيئة المحلفين إن "هناك جانبًا آخر لهذه القصة".
وفي سبتمبر/أيلول الماضي وجهت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهامات إلى السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بوب منينديز، وزوجته نادين أرسلانيان منينديز، بالفساد والرشوة مقابل تقديم خدمات غير مشروعة للسلطات المصرية، وفق موقع CNN.
وذكرت لائحة الاتهام الفيدرالية الموجهة إلى منينديز وزوجته أنهما قبلا مئات الآلاف من الدولارات، ووظيفة لزوجته بمرتب دون عمل، وسيارة فاخرة، مقابل استغلال منصب السيناتور لصالح السلطات المصرية.
ووجه الادعاء العام لمنينديز وزوجته تهم تلقي رشاوى من رجال الأعمال الثلاثة مقابل خدمات غير مستحقة لهم ومساعدة السلطات المصرية، التي شملت تقديم معلومات حساسة للحكومة المصرية، والمساعدة سرًا في توجيه المساعدات العسكرية لمصر، وكذلك معلومات عن موظفي السفارة الأمريكية بالقاهرة.
وكان الإعلامي حافظ المرازي أوضح في مقال بعنوان الـFBI تتحرى تلقي السناتور بوب هدايا من لحم حلال المصريين، نشرته المنصة في مايو/أيار الماضي، أن منينديز تزوج قبل 3 سنوات من سيدة الأعمال من أصل أرمني نادين أرسلانيان، التي كانت من معارف وأصدقاء المهاجر المصري الأمريكي وائل حنا، الذي داهمت المباحث الفيدرالية الأمريكية مكتبه عام 2019، وفتشته واحتجزت جواز سفره وبعض متعلقاته لفترة طويلة، لمعرفة ما إذا كانت الهدايا التي منحها لأرسلانيان وصديقها آنذاك، ثم زوجها لاحقًا، السناتور مينينديز، هدايا بين أصدقاء بدون مقابل سياسي أم غير ذلك.
وشملت الهدايا محل التحقيق سيارة مرسيدس ومجوهرات ورحلات، وشقة فاخرة في العاصمة واشنطن. ودارت الشكوك حول انتفاع السناتور، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، من حنا أو الحكومة المصرية التي أعطت شركة حنا، الذي لم تكن له أي سوابق باستيراد وتصدير اللحوم أو معرفة بالمتطلبات الشرعية للحلال الإسلامي، وحده احتكار إعطاء رخصة "حلال" لأي متعاقد أو شركة تريد تصدير اللحوم من أمريكا إلى مصر، بعد أن كانت سبع شركات أمريكية تعطي تلك الرخصة، وبرسوم تقل عن عُشر الرسوم الحالية.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل في أكتوبر/تشرين الأول 2022 منينديز في القاهرة، في لقاء قال عنه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية "تولي مصر أهمية للتواصل الدائم مع قيادات الكونجرس، في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا، مؤكدًا "متانة العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات، لا سيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها خطر الإرهاب الآخذ في التنامي".