أدانت هيئة محلفين في محكمة اتحادية في مانهاتن السيناتور الأمريكي بوب منينديز، الثلاثاء، في جميع التهم الجنائية الموجهة إليه، وعددها 16، منها العمالة لصالح الحكومة المصرية.
وحسب وول ستريت جورنال، عقدت هيئة المحلفين مداولاتها لأكثر من 12 ساعة على مدى ثلاثة أيام قبل التوصل إلى قرارها في المحاكمة التي استغرقت تسعة أسابيع، ودفع منينديز ببراءته من جميع التهم، ومنها الرشوة والعمالة لجهة أجنبية وعرقلة العدالة.
وحدد قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية سيدني ستاين موعد النطق بالحكم في 29 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، أي قبل أسبوع واحد من انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني التي يخوضها مستقلًا في محاولة للفوز بعضوية مجلس الشيوخ لفترة أخرى مدتها ست سنوات، وقال منينديز إنه سيستأنف على الحكم.
ودعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، منينديز، إلى الاستقالة بعد وقت قصير من قرار هيئة المحلفين، وفق العربية، وقال حاكم ولاية نيوجيرزي فيل مورفي "إذا رفض منينديز الاستقالة فإنه ينبغي لمجلس الشيوخ التصويت على عزله".
وفي أول تعليق له عقب قرار الإدانة، قال منينديز أمام تجمع للصحفيين إنه يشعر بخيبة أمل عميقة بسبب قرار هيئة المحلفين، ولديه كل الثقة بأن القانون والحقائق لم تدعم هذا القرار، وأنهم سينجحون في الاستئناف.
وتابع "لم أخالف أبدًا قسمي العلني. لم أكن أبدًا سوى وطني لبلدي، ولم أكن قط عميلًا أجنبيًا"، وفق CNN.
وسبق أن اعترف رجل الأعمال الأمريكي خوسيه أوريبي، شاهد الادعاء الرئيسي في قضية السيناتور الأمريكي، بأنه قدم رشوة لمنينديز، كانت عبارة عن سيارة مرسيدس بنز بقيمة 60 ألف دولار اشتراها في 2019 لنادين صديقة السيناتور آنذاك.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي وجهت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهامات إلى السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بوب منينديز، وزوجته نادين أرسلانيان منينديز، بالفساد والرشوة مقابل تقديم خدمات غير مشروعة للسلطات المصرية، وفق موقع CNN.
وذكرت لائحة الاتهام الفيدرالية الموجهة إلى منينديز وزوجته أنهما قبلا مئات الآلاف من الدولارات، ووظيفة لزوجته بمرتب دون عمل، وسيارة فاخرة، مقابل استغلال منصب السيناتور لصالح السلطات المصرية.
ووجه الادعاء العام لمنينديز وزوجته تهم تلقي رشاوى من رجال الأعمال الثلاثة مقابل خدمات غير مستحقة لهم ومساعدة السلطات المصرية، التي شملت تقديم معلومات حساسة للحكومة المصرية، والمساعدة سرًا في توجيه المساعدات العسكرية لمصر، وكذلك معلومات عن موظفي السفارة الأمريكية بالقاهرة.
وتنحى منينديز عن منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بعد توجيه الاتهام إليه، لكنه رفض دعوات زملائه الديمقراطيين للتقدم بالاستقالة.
وكان الإعلامي حافظ المرازي أوضح في مقال بعنوان الـFBI تتحرى تلقي السناتور بوب هدايا من لحم حلال المصريين، نشرته المنصة في مايو/أيار الماضي، أن منينديز تزوج قبل 3 سنوات من سيدة الأعمال من أصل أرمني نادين أرسلانيان، التي كانت من معارف وأصدقاء المهاجر المصري الأمريكي وائل حنا، الذي داهمت المباحث الفيدرالية الأمريكية مكتبه عام 2019، وفتشته واحتجزت جواز سفره وبعض متعلقاته لفترة طويلة، لمعرفة ما إذا كانت الهدايا التي منحها لأرسلانيان وصديقها آنذاك، ثم زوجها لاحقًا، السيناتور مينينديز، هدايا بين أصدقاء بدون مقابل سياسي أم غير ذلك.
وشملت الهدايا محل التحقيق سيارة مرسيدس ومجوهرات ورحلات، وشقة فاخرة في العاصمة واشنطن. ودارت الشكوك حول انتفاع السيناتور، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، من حنا أو الحكومة المصرية التي أعطت شركة حنا، الذي لم تكن له أي سوابق باستيراد وتصدير اللحوم أو معرفة بالمتطلبات الشرعية للحلال الإسلامي، وحده احتكار إعطاء رخصة "حلال" لأي متعاقد أو شركة تريد تصدير اللحوم من أمريكا إلى مصر، بعد أن كانت سبع شركات أمريكية تعطي تلك الرخصة، وبرسوم تقل عن عُشر الرسوم الحالية.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل في أكتوبر/تشرين الأول 2022 منينديز في القاهرة، في لقاء قال عنه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية "تولي مصر أهمية للتواصل الدائم مع قيادات الكونجرس، في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا"، مؤكدًا "متانة العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات، لا سيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها خطر الإرهاب الآخذ في التنامي".