أعلنت قوات الدعم السريع، أمس، سيطرتها على مخيم زمزم للنازحين شمال دارفور، بعد هجوم استمر أربعة أيام، قالت الحكومة ومنظمات الإغاثة إنه أدى إلى سقوط المئات من القتلى والمصابين.
ويوم الجمعة الماضي، شنت قوات الدعم السريع هجومًا على مخيم زمزم بقصف مدفعي أتبعته باقتحام بري تحت غطاء نيران كثيفة، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا في الحال، فيما استمر الهجوم حتى أمس.
وجاء الهجوم غداة، اتهام السودان الإمارات أمام محكمة العدل الدولية الخميس الماضي بأنها "انتهكت اتفاقية منع الإبادة الجماعية بدعمها قوات الدعم السريع في قتالها ضد الجيش السوداني"، وطلبه من القضاة إصدار أوامر وقائية طارئة، فيما رفضت الحكومة الإماراتية هذه الاتهامات، وقالت إنها "تفتقر بالكامل إلى أي أساس قانوني أو فعلي".
وذكرت منظمات إغاثة أن الهجوم دمّر ملاجئ وأسواقًا ومرافق للرعاية الصحية، وقتل العديد من الأطفال والنساء وكبار السن الذين يواجهون مجاعة بالفعل، وفق رويترز.
وقال المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان، الصادق علي النور، إن عشرات الآلاف من سكان المخيم فروا إلى الفاشر سيرًا على الأقدام لتتكدس الملاجئ، وهم الآن ينامون في العراء دون طعام أو ماء أو دواء.
وحركة جيش تحرير السودان هي جماعة مسلحة من دارفور متحالفة مع الجيش الوطني، وتخوض معارك ضد قوات الدعم السريع في محيط مدينة الفاشر ، بمساعدة جماعات مسلحة محلية أخرى.
وذكرت الحركة، في بيان أمس، أن مدينة الفاشر تعرضت لقصف عنيف وهجمات منذ الجمعة الماضية، وطالبت الجيش السوداني بدعمها في مواجهة الدعم السريع، "على قيادة القوات المسلحة التحرك بسرعة لإنقاذ حياة حوالي مليون ونصف المليون شخص في الفاشر، وأن يحدث ذلك بأسرع ما يمكن حتى لا يحدث ما لا يُحمد عقباه".
وأضافت الحركة في بيانها "دارفور يتحتم ألا تقاتل وحدها ويجب على كل السودانيين أن يساهموا في هذه المعركة الوجودية".
وفي بيان عبر تليجرام، نفت قوات الدعم السريع استهداف المدنيين، وقالت أمس، إنها تنظم عمليات إجلاء طوعية للعائلات النازحة من الفاشر والمخيمات المحيطة بها، وترحب بالوكالات الإنسانية للتعامل مع الأوضاع المتدهورة.
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نائب البرهان سابقًا، منذ أبريل/نيسان 2023، بعد تفجر صراع على السلطة بين قادة الجانبين، ما أدى إلى مقتل أكثر من 25 ألف شخص ونزوح أكثر من 14 مليونًا، وفق تقديرات المنظمات الدولية.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد.
كما اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية قوات الدعم السريع بارتكاب "إبادة جماعية" في إقليم دارفور في السودان، وفرضت عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
