
"هيومن رايتس" تتهم "الدعم السريع" باغتصاب قاصرات
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد.
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نائب البرهان سابقًا، منذ أبريل/نيسان 2023، بعد تفجر صراع على السلطة بين قادة الجانبين، ما أدى إلى مقتل أكثر من 25 ألف شخص ونزوح أكثر من 14 مليونًا، وفق تقديرات المنظمات الدولية.
وقالت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها، إن عشرات النساء والفتيات، تراوحت أعمارهن بين 7 سنوات و50 عامًا، تعرضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية.
وتخضع ولاية جنوب كردفان بجزء كبير منها لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تأسست عام 1983، وتعتبر نفسها حركة "تحرر وطني"، واتخذت من القتال وسيلة للتعبير عن مطالبها، فيما تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على المنطقة.
وحسب هيومان رايتس ووتش، تعرض الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبًا أمام عائلاتهن، بينما اختطف بعضهن واستُعبدن.
واستعانت المنظمة بروايات لعدد من النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب الجماعي، فيما تعرض أزواج بعضهن للقتل أثناء محاولة الدفاع عنهن.
وأوضح التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادًا جنسيًا".
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة.
ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".
كان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، حذر نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من "وباء عنف جنسي" تتعرض له النساء في السودان جراء الحرب، مشيرًا إلى أن نطاق هذه الاعتداءات "غير مقبول".
ونهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حمّلت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان، قوات الدعم السريع، مسؤولية ارتكاب عنف جنسي على نطاق واسع و"بدرجة مهولة"، في أثناء تقدمها في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك "الاغتصاب الجماعي، والخطف والاحتجاز ضمن ظروف ترقى للاستعباد الجنسي".
وقالت البعثة في تقريرها إن معظم حالات الاغتصاب والعنف الجنسي ارتكبتها قوات الدعم السريع، بالتحديد في ولايات الخرطوم الكبرى ودارفور والجزيرة، كجزء من نمط يهدف إلى "إرهاب ومعاقبة مدنيين بسبب صلاتهم المفترضة مع الطرف الآخر"، وإلى قمع أي معارضة لتقدمها.