استمرار القتال في السودان والمدنيون يوفرون حاجاتهم بصعوبة
استمرت اليوم الاثنين الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم وخارجها بين قوات الجيش النظامية وقوات الدعم السريع رغم هدنة هشة مساء أمس، لتدخل يومها الثالث والذي شهد اعتداءات على منشآت صحية وخدمية.
وقالت الخارجية السودانية في بيان اليوم إن قوات الدعم السريع تمردت علي القوات المسلحة السودانية في عدد من المواقع بالعاصمة "والذي بدأ بهجوم على مقر سكن رئيس مجلس السيادة الانتقالي (البرهان)".
وأضاف البيان أن البرهان أصدر "قرارًا بحل الدعم السريع وإعلانه قوة متمردة على الدولة وسيتم التعامل معها على هذا الأساس".
كما أعربت الخارجية السودانية عن "تقديرها لجهود الدول العربية والإفريقية والمجتمع الدولي الرامية للمساعدة في تهدئة الأحوال في البلاد"، لكنها "تود أن تؤكد على أن هذا الأمر هو شأن داخلي ينبغي أن يترك للسودانيين لإنجاز التسوية المطلوبة فيما بينهم بعيدًا عن التدخلات الدولية".
وعلى عكس ذلك، كان حميدتي دعا إلى تدخل دولي لوقف البرهان، وقال في تدوينات على تويتر بالإنجليزية "يجب على المجتمع الدولي التحرك الآن والتدخل ضد جرائم الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان، الراديكالي الإسلامي الذي يقصف المدنيين من الجو"، وفق تعبيره، بحسب ما أورده موقع راكوبة السوداني.
وفي غضون ذلك، أعلن الجيش السوداني السيطرة على مبنى الإذاعة والتليفزيون صباح اليوم، وقال في بيان إن القوات المسلحة "تسيطر تمامًا على جميع مقراتها"، ونفت صحة ما يتم تداوله بشأن ما أسمته بـ "استيلاء العدو على القيادة أو بيت الضيافة أو القصر الجمهوري".
وكانت قوات الدعم السريع قالت أمس أنها سيطرت على التلفزيون الحكومي، وفسر موظفون قطع الإرسال بكونه "خطوة مقصودة تهدف إلى منع بث أي مواد دعائية لقوات الدعم".
واليوم، بثت قوات الدعم السري على حساباتها المختلفة فيديو لمقاتليها أمام طائرات حربية لما قالت انه "الدعم يبسط سيطرته الكاملة على مطار مروي"، كما نشرت لقطات مصورة لما قالت إنه استيلاء على أكثر من 10 دبابات مقاتلة خاصة بالجيش في القاعدة الجوية جبل أولياء، وهي بلدة تقع علي بعد 40 كيلومتر جنوب العاصمة السودانية الخرطوم وتعتبر الحدود الجنوبية لها مع ولاية النيل الأبيض.
في غضون ذلك، تعرضت مستشفيات بالعاصمة فجر الاثنين لنيران المدفعية مما أجبر إدارتها على إخلائها، وفق ما أعلنته لجنة أطباء السودان المركزية.
وقالت اللجنة في بوست على فيسبوك اليوم، إن عدد من المستشفيات خرجوا عن الخدمة تمامًا؛ بسبب تعرضها للقصف بالمدافع والأسلحة النارية، مما ألحق أضرارًا بالغة بمستشفى الشعب التعليمي، ومستشفى ابن سينا التخصصي، ومستشفى بشاير، جرّاء الاشتباكات والقصف المتبادل بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، للمنطقة المحيطة بها.
من جانبها، حثت منظمة الصحة العالمية كل أطراف النزاع على احترام حيادية مراكز ومنشآت الرعاية الصحية وضمان الوصول الآمن وغير المقيد لها. ولفت المنظمة في بيانها إلى أن الوضع الأمني في العاصمة يجعل من الصعب على الأطباء والممرضات والمرضى وسيارات الإسعاف الوصول إلى المرافق الصحية، بما يعرض حياة أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة للخطر.
ومنذ 13 أبريل، قُتل أكثر من 83 شخصًا وأُصيب أكثر من 1126 شخصًا بحسب منظمة الصحة العالمية .
من ناحيته، رأى الحقوقي السوداني فيصل الباقر أن "الوضع فى السودان مقلق ونحن فى حرب شوارع تدور رحاها بين الطرفين، وما نخشاه أن تمتدّ زمنيًا، وأن تفشل الضغوطات الخارجية فى وقف العمليات العسكرية الجارية الآن".
وأضاف للمنصة "بين الطرفين ما صنع الحداد ، وكل طرف يريدها معركة كسر عظام، ويبدو أنّه من الصعب جلوسهما فى هذه اللحظة، ومن السابق لأوانه التوقّع ، لأنّ كل الاحتمالات مفتوحة، وخاصة احتمال اتساع دائرة الحرب، وفترتها الزمنية".
ولفت إلى أن الوضع الإنساني صعب جدًا ، لأنّ المستشفيات تقع فى مرمي النيران، واعتبر أن المطلوب بناء أكبر حركة ضد الحرب.
وميدانيًا، لا يزال المواطنون يعانون من شحة الطاقة، وخطورة الخروج من منازلهم التي تطالها النيران أيضًا. وتقول المهندسة تغريد عابدين وهي في الخرطوم للمنصة، إنها لا تجد دواء السكر الخاص بها، ولفتت إلى خرج زوجها وقت الهدنة "المفترضة" مساء الأحد لتأمين الطعام ودواء السكر ومستلزمات ضرورية، وعاد بصعوبة.
وتشير عابدين أنها "لا تستطيع إخلاء منزلهم، إذ سقطت عليه دانة جراء اشتباكات اليومين الماضيين بين قوات الجيش النظامي وقوات الردع السريع في العاصمة السودانية الخرطوم، لكن كيف وإلى أين؟".