شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على جنوب لبنان أسفرت عن مقتل ثلاثة على الأقل وإصابة 11 آخرين في حصيلة أولية، بعد ساعات من اعتراض ثلاثة صواريخ بدائية أُطلقت من الأراضي اللبنانية فجرًا.
وصباح اليوم السبت، قال جيش الاحتلال إنه اعترض ثلاثة صواريخ قادمة من لبنان رغم الاتفاق، وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الحكومة اللبنانية مسؤولية أي صاروخ يطلق من أراضيها. وقال في بيان "لن نسمح بإطلاق الصواريخ من لبنان على بلدات الجليل، وعدنا بتوفير الأمن لبلدات الجليل، وهذا ما سيحدث بالضبط، فالقاعدة أن المطلة تقابلها بيروت".
من ناحيته أعلن الجيش اللبناني العثور على موقع إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجاء في بيان مقتضب للجيش نُشر عبر إكس "أجرى الجيش عمليات مسح وتفتيش، وعثر على ثلاث منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتيْ كفرتبنيت وأرنون في بلدة النبطية، وعمل على تفكيكها".
وقال الرئيس اللبناني جوزاف عون، في بيان أوردته الرئاسة اللبنانية عبر حسابها عبر إكس "ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 فبراير/شباط الماضي، يشكل اعتداءً متماديًا على لبنان، وضربًا لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون".
ودعا عون "القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولا سيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر 2024، والجيش إلى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق أو تسيّب يمكن أن يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة"، فيما طلب من قائد الجيش اتخاذ الإجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لكشف الملابسات.
ونفى حزب الله في بيان عبر تليجرام، "أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مؤكداً أن "إدعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار".
وجدد حزب الله تأكيد التزامه باتفاق وقف النار، وأنه "يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان".
لكن جيش الاحتلال لم يفوت الفرصة لاستهداف الأراضي اللبنانية مجددًا، إذ شن هجومًا كبيرًا على عدة مناطق في مرتفعات إقليم التفاح وجبل الريحان وبلدة تولين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلة وإصابة 11 آخرين في حصيلة أولية أوردتها الوكالة الوطنية للإعلام.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، عبر إكس، إن "جيش الدفاع هاجم عشرات المنصات الصاروخية ومقر قيادة عمل من داخله عناصر إرهابية من حزب الله في لبنان".
وأضاف أدرعي "يشكل إطلاق القذائف الصاروخية صباح اليوم نحو منصة إصبع الجليل خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان وتهديدًا مباشرًا على مواطني دولة إسرائيل حيث تتحمل الدولة اللبنانية المسؤولية للحفاظ على الاتفاق".
وهذا هو الهجوم الأول الذي يستهدف إسرائيل من الأراضي اللبنانية منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رغم الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
ففي الحادي عشر من مارس/آذار الجاري، شن جيش الاحتلال هجومًا على منطقة النبطية في جنوب لبنان، قتل خلاله قياديًا مسؤولًا عن منظومة الدفاع الجوي في حزب الله وشخصين مدنيين، ما يُعد خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقبلها في فبراير الماضي، وقبل ساعات من تشييع جثماني الأمينين العامين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين اللذين قُتلا بغارتين شنهما الاحتلال في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الثاني الماضيين، شن جيش الاحتلال غارات أخرى على جنوب لبنان.
ومطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، أقر جيش الاحتلال بخرقه لوقف النار في لبنان وقصفه عدة مناطق فيها، بزعم الهجوم على "مخربين وعناصر لحزب الله"، في وقت قالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات على محافظة النبطية قرب الحدود الإسرائيلية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص في بلدة حاريص، وأربعة في بلدة طلوسة.