شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على منطقة النبطية في جنوب لبنان مساء أمس، قتل خلاله قياديًا مسؤولًا عن منظومة الدفاع الجوي في حزب الله، فيما أعلنت تل أبيب الإفراج عن خمسة لبنانيين اعتقلتهم خلال الحرب الأخيرة، واعتبرت إطلاق سراحهم "بادرة حسن نية" تجاه الرئيس اللبناني جوزاف عون.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن "طائرات سلاح الجو نفذت هجومًا مساء الثلاثاء في منطقة النبطية بجنوب لبنان بشكل دقيق وبتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية وقضت على مسؤول منظومة الدفاع الجوي في وحدة بدر الإقليمية التابعة لحزب الله، حسن عباس عز الدين".
وحسبما ذكر أدرعي، عبر إكس، فإن "عز الدين يُعتبر مركز معرفة رئيسي لدى منظومة الدفاع الجوي لحزب الله، حيث قاد محاولات إعادة بناء المنظومة" بعد أن كانت تضررت بشكل ملموس أثناء القتال جراء الغارات التي شنها الاحتلال.
ويأتي العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، رُغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال وحزب الله حيز التنفيذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أكثر من عام من الضربات المتبادلة، وشهرين وثلاثة أيام من المواجهات المباشرة في جنوب لبنان.
وبموجب الاتفاق المبرم كان لدى جيش الاحتلال مهلة 60 يومًا حتى 26 يناير/كانون الثاني للانسحاب من جنوب لبنان، لكن المُهلة تم تمديدها حتى اليوم 18 فبراير/شباط الماضي، حيث أعلن الاحتلال يومها انسحاب قواته من 9 قرى جنوب لبنان مع إبقاء وجوده في 5 نقاط رئيسية على طول الحدود بداعي "منع حزب الله من التعافي وإعادة تسليح نفسه".
وأعلن جيش الاحتلال شن هجوم ثانٍ في منطقة فرون، استهدف عناصر في حزب الله، وقال أدرعي "تم رصد عدة مخربين داخل موقع كان يستخدمه حزب الله الإرهابي في منطقة فرون جنوب لبنان حيث قامت طائرة لسلاح الجو بتوجيه من القيادة الشمالية باستهداف المخربين".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بمقتل شخصين في غارتين إسرائيليتين على طريق دير الزهراني ووادي فرون.
من ناحية أخرى وافقت إسرائيل مساء أمس، على الإفراج عن خمسة لبنانيين اعتقلتهم خلال الحرب الأخيرة مع حزب الله.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكمبادرة حسن نية حيال الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون، قررت إسرائيل الإفراج عن خمسة معتقلين لبنانيين".
وأوردت الرئاسة اللبنانية عبر إكس أن "لبنان تسلّم أربعة معتقلين كانت احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على أن يتم تسليم أسير خامس الأربعاء".
وجاء قرار الإفراج بعد اجتماع، أمس، في بلدة الناقورة اللبنانية على الحدود ضم ممثلين عن جيش الاحتلال والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان.
وأشار بيان مكتب نتانياهو إلى أنه "خلال الاجتماع، تم الاتفاق على إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة تهدف إلى استقرار المنطقة".
ولفت إلى أن "هذه المجموعات ستركز على حل النزاعات المتعلقة بوجود القوات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية والمناطق المتنازع عليها على طول الحدود، بالإضافة إلى قضايا أخرى".
وتتولى مجموعة عمل من بين المجموعات الثلاث كذلك مسألة إطلاق سراح بقية المعتقلين اللبنانيين لدى اسرائيل، وأخرى مسألة النقاط الخمس التي أبقت اسرائيل فيها قواتها في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار.
وقبل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، اندلعت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم أجهزة بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله.