الصورة من زوجة شادي محمد للمنصة
النقابي العمالي شادي محمد

حملة تضامن واسعة بعد إنكار السجن وجوده.. تجديد حبس شادي محمد و5 آخرين 45 يومًا

أحمد خليفة
منشور الأربعاء 19 فبراير 2025

جددت غرفة المشورة بمحكمة جنايات بدر، الدائرة الثالثة إرهاب، حبس القيادي العمالي شادي محمد و5 آخرين 45 يومًا على ذمة القضية 1644 لسنة 2024 حصر نيابة أمن الدولة العليا المعروفة إعلاميًا بقضية "بانر دعم فلسطين"، رغم غياب شادي عن جلسة التجديد، أمس الثلاثاء وإنكار سجن برج العرب وجوده، حسبما قال محامي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إسلام سلامة لـ المنصة.

ودخل شادي محمد، المحبوس منذ مايو/أيار 2024، في إضراب كلي عن الطعام منذ 29 يناير/كانون الثاني الماضي احتجاجًا على "تغريبه" من سجن العاشر 6 إلى سجن برج العرب، وتجريده من متعلقاته.

وخلال جلسة نظر تجديد حبس المتهمين بالقضية أمس أمام جنايات بدر حضر خمسة متهمين عبر الفيديو كونفرنس من سجن العاشر 6، فيما غاب شادي فطلب المحامون من القاضي الاستفسار من حرس برج العرب عن سبب تغيبه، فجاء الرد بأنه غير موجود هناك، فأكدوا له أن شادي نُقل بالفعل إلى برج العرب، وأنه مضرب عن الطعام منذ 20 يومًا وحالته الصحية كانت متدهورة منذ بداية الإضراب، وعندما حاول القاضي العودة للتأكد من سجن برج العرب انقطع الاتصال مع السجن ثم انتهت الجلسة.

وأشار سلامة في حديثه لـ المنصة إلى أنه كان من المتوقع تجديد حبس شادي مع باقي المتهمين الخمسة رغم عدم حضوره، وأن ذلك يحدث عادة في حالة تعذر حضور أحد المتهمين، لكن ما يثير القلق هو إنكار السجن وجوده في ظل إضرابه عن الطعام المستمر منذ أكثر من 20 يومًا.

وانطلقت حملة تضامن واسعة مع القيادي العمالي شادي محمد من قوى سياسية ومؤسسات حقوقية وعمالية طالبت بالكشف عن مكانه وعن وضع حالته الصحية، حيث عبر المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في بيان له، عن "قلقه البالغ إزاء غموض مصير شادي" وطالب السلطات المسؤولة بالكشف عن مصيره وضمان سلامته الجسدية والنفسية، والإفراج الفوري وغير المشروط عنه، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه.

ووجهت دار الخدمات النقابية نداء إلى الرأي العام المحلي والدولي لنقل صوت زوجة القيادي العمالي شادي محمد "التي تعيش حالة من القلق الشديد بعد اختفاء زوجها".

وطالبت الدار بالكشف الفوري عن مكان شادي ووقف "ممارسة التغريبة والعقوبات القاسية التي لا تراعي أبسط حقوق الإنسان، والإفراج الفوري عن شادي وكافة المعتقلين في قضايا الرأي".

وقال الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي في بيان له اليوم إنه يتابع "ببالغ القلق والغضب استمرار احتجاز القيادي العمالي شادي محمد واحتجازه وحرمانه من أي تواصل مع أسرته أو محاميه، مما يثير مخاوف جدية على حياته".

وأكد الحزب "أن ما يتعرض له شادي محمد، من تغريب مفاجئ إلى سجن برج العرب، واحتجازه في ظروف غير إنسانية، وحرمانه من حقوقه القانونية، يمثل انتهاكًا صارخًا للدستور المصري والمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الإنسان وتضمن كرامة المحتجزين"، مطالبًا بالكشف عن مكانه والإفراج الفوري عنه، وكافة المحبوسين في قضايا الرأي وخاصة المحبوسين على خلفية التظاهرات الداعمة لفلسطين.

وحسب حديث سابق لـ المنصة قالت سلوى رشيد إن زوجها أبلغها خلال زيارتها له في سجن برج العرب في 2 فبراير/شباط الجاري، عجزه عن النوم داخل الزنزانة بسبب الزحام، وأن المحبوسين داخلها يتناوبون النوم، وأنه لا يستطيع سوى الحصول على 6 ساعات نوم كل 48 ساعة، وأنه ظهر عليه الإرهاق والإعياء الشديدان، كما كانت حالته النفسية سيئة بشكل لم يحدث طيلة فترة حبسه التي تخطت 9 أشهر.

وذكرت سلوى رشيد أن شادي قال لها إنه يشعر بالخذلان من كثير ممن يتصدرون المشهد بالحديث عن المعتقلين، ويشعر أنه أصبح منسيًا لأنه "مجرد عامل".

وشادي محمد عضو مؤسس في المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، وقيادي نقابي في النقابة المستقلة لعمال شركة "لينين جروب" للمفروشات والمنسوجات بالمنطقة الحرة بمدينة العامرية، قبل فصله تعسفيًا منها في 2019، على خلفية مشاركته في احتجاجات عمالية بالشركة للمطالبة بتحسين الرواتب.

وسبق وقُبض على شادي، في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022 من داخل أوتوبيس إحدى شركات المنسوجات التي كان يعمل فيها وقتها، وعُرض على نيابة الدخيلة بالإسكندرية، التي قررت حبسه احتياطيًا على ذمة القضية 10233 لسنة 2022، بتهمة "الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة"، وأودع سجن برج العرب، قبل أن يقرر المحامي العام لغرب الإسكندرية إخلاء سبيله في 24 أكتوبر 2022.

وألقت قوة أمنية في 29 أبريل/نيسان الماضي القبض عليه من أمام منزله، واقتادته إلى مكان غير معلوم، حسبما قالت زوجته وقتها لـ المنصة، وذلك بعد يوم واحد من القبض على 5 شباب بينهم طلاب من منازلهم بالإسكندرية، ليظهروا جميعًا يوم 30 أبريل في نيابة أمن الدولة العليا، حيث دارت التحقيقات حينها حول تعليقهم "بانر" أعلى أحد الكباري بالإسكندرية تعبيرًا عن تضامنهم مع فلسطين.

وتوجه النيابة لشادي محمد تهمة "تأسيس جماعة إرهابية"، إضافة إلى التهم الموجهة للشباب الخمسة، وهي "الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة وتكدير السلم العام والاشتراك في تجمهر الغرض منه الإخلال بالنظام العام".

وكان المحامون طالبوا مرارًا بمساواته والشباب الخمسة بمن أُخلي سبيلهم في مظاهرات دعم فلسطين، حسبما قالوا في حديث سابق لـ المنصة.