الصورة من زوجة شادي محمد للمنصة
النقابي العمالي شادي محمد

بسبب "تغريبه" إلى سجن برج العرب.. إضراب القيادي العمالي شادي محمد عن الطعام

أحمد خليفة
منشور الخميس 6 فبراير 2025

دخل القيادي العمالي شادي محمد، المحبوس منذ مايو/أيار 2024 على ذمة القضية 1644 لسنة 2024 حصر نيابة أمن الدولة المعروفة إعلاميًا بقضية "بنر دعم فلسطين"، في إضراب كلي عن الطعام منذ 29 يناير/كانون الثاني الماضي احتجاجًا على "تغريبه" من سجن العاشر 6 إلى سجن برج العرب، حسبما أعلنت زوجته سلوى رشيد على فيسبوك مساء الأربعاء.

وتقدمت زوجة القيادي العمالي، الأربعاء، ببلاغ إلكتروني إلى النائب العام رقم 1102820 لإعلامه بإضراب شادي محمد في ظل تخوفها من تدهور حالته النفسية والبدنية.

وجاء في البلاغ الذي اطلعت المنصة على نصه "تفاجأ زوجي بأن قاموا باقتياده من زنزانته بسجن العاشر وتغريبه إلى سجن برج العرب وإيداعه بأحد زنازين الإيراد، وهي زنزانة غير آدمية ومزدحمة، كل ذلك دون إبداء أي أسباب، وحتى اللحظة لا يعرف زوجي ولا نحن أسباب ذلك، ما اضطره للإضراب عن الطعام بعد فشل كل محاولاته لمقابلة أي من السادة الضباط، وأنا ألجأ إلى معاليكم لإنقاذ حياة زوجي".

وأوضحت سلوى رشيد لـ المنصة أنها علمت بإضراب زوجها عندما زارته في سجن برج العرب الأحد الماضي، وأنه حكى لها ما حدث، حيث استدعاه ضابط السجن ظهر يوم 29 يناير الماضي، وقال له "أنت بقى مش عايز تقعد عندنا يا شادي ومش مرتاح معانا ومش عاجبك المكان"، فرد عليه "أنا ما قولتش كده، أنا ما اعترضتش على حاجة"، فألبسه الضابط الكلبشات وأركبه سيارة الترحيلات"، حسب زوجته.

ورفض الضابط أن يجمع  شادي محمد ملابسه أو حتى نظارته الطبية، حسبما قالت زوجته، موضحة أنه كان يظن حتى وصوله لطريق الإسكندرية أنه ربما أُخلى سبيله، لكنه صُدم عندما وجد نفسه في سجن برج العرب.

وأضافت أن زوجها أبلغها عجزه عن النوم داخل الزنزانة بسبب الزحام، وأن المحبوسين داخلها يتناوبون النوم، وأنه لا يستطيع سوى الحصول على 6 ساعات نوم كل 48 ساعة، وأنه ظهر عليه الإرهاق والإعياء الشديدين، كما كانت حالته النفسية سيئة بشكل لم يحدث طيلة فترة حبسه التي تخطت 9 أشهر.

وذكرت سلوى رشيد أن شادي قال لها إنه يشعر بالخذلان من كثير ممن يتصدرون المشهد بالحديث عن المعتقلين، ويشعر أنه أصبح منسيًا لأنه "مجرد عامل".

وقالت إنها تتلقى وعودًا من أشخاص من المشاركين في الحوار الوطني أو مقربين منهم منذ شهر يوليو/تموز الماضي بإخلاء سبيل زوجها، لكن شيئًا لم يحدث "كنا متوقعين يِخَرجوا باقي المحبوسين على خلفية دعم فلسطين بعد قرار وقف إطلاق النار".

وشادي محمد عضو مؤسس في المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، وقيادي نقابي في النقابة المستقلة لعمال شركة "لينين جروب" للمفروشات والمنسوجات بالمنطقة الحرة بمدينة العامرية، قبل فصله تعسفيًا منها في 2019، على خلفية مشاركته في احتجاجات عمالية بالشركة للمطالبة بتحسين الرواتب.

وسبق وقُبض على شادي، في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022 من داخل أتوبيس إحدى شركات المنسوجات التي كان يعمل فيها وقتها، وعُرض على نيابة الدخيلة بالإسكندرية، التي قررت حبسه احتياطيًا على ذمة القضية 10233 لسنة 2022، بتهمة "الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة"، وأودع سجن برج العرب، قبل أن يقرر المحامي العام لغرب الإسكندرية إخلاء سبيله في 24 أكتوبر 2022.

وألقت قوة أمنية في 29 أبريل/نيسان الماضي القبض عليه من أمام منزله، واقتادته إلى مكان غير معلوم، حسبما قالت زوجته وقتها لـ المنصة، وذلك بعد يوم واحد من القبض على 5 شباب بينهم طلاب من منازلهم بالإسكندرية، ليظهروا جميعًا يوم 30 أبريل في نيابة أمن الدولة العليا، حيث دارت التحقيقات حينها حول تعليقهم "بانر" أعلى أحد الكباري بالإسكندرية تعبيرًا عن تضامنهم مع فلسطين.

وتوجه النيابة لشادي محمد تهمة "تأسيس جماعة إرهابية"، إضافة إلى التهم الموجهة للشباب الخمسة، وهي "الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة وتكدير السلم العام والاشتراك في تجمهر الغرض منه الإخلال بالنظام العام".

وكان المحامون طالبوا مرارًا بمساواته والشباب الخمسة بمن أُخلي سبيلهم في مظاهرات دعم فلسطين، حسبما قالوا في حديث سابق لـ المنصة.

وقررت نيابة أمن الدولة العليا، في أبريل الماضي، إخلاء سبيل 14 ناشطًا ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم على خلفية مشاركتهم في وقفة تضامنية مع فلسطين أمام نقابة الصحفيين، وفي الشهر نفسه تقرر إخلاء سبيل الصحفيين والنشطاء المقبوض عليهم خلال وقفة داعمة لحقوق نساء فلسطين والسودان أمام المقر الإقليمي للأمم المتحدة بالقاهرة.

كما أخلت نيابة أمن الدولة في يوليو/تموز الماضي سبيل 4 طلاب محبوسين على خلفية تضامنهم مع فلسطين، في القضية رقم 1941 لسنة 2024، كان ألقي القبض عليهم في مايو الماضي بعد أيام من تدشينهم حركة "طلاب من أجل فلسطين"، ووجهت النيابة وقتها لهم اتهامات بـ"الانضمام لجماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، ونشر أخبار وبيانات كاذبة".