شنت قوات الدعم السريع هذا الأسبوع، هجمات متعددة على مخيم زمزم شمال دارفور بالسودان، وفيه نازحون يعانون من المجاعة، حسبما نقلت رويترز اليوم السبت عن سكان وعاملين بالقطاع الطبي، وذلك في محاولة لإحكام قبضتها على معقلها في دارفور، في وقتٍ تتزايد فيه خسائرها أمام الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم.
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نائب البرهان سابقًا، منذ أبريل/نيسان 2023، بعد تفجر صراع على السلطة بين قادة الجانبين، خلّف أكثر من 25 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازحٍ وفق تقديرات المنظمات الدولية.
وأدى أحدث قتال إلى ترسيخ خطوط المواجهة بين الطرفين المتناحرين، في صراع يهدد بتقسيم السودان بعد أن دفع نصف السكان إلى هاوية الجوع وشرّد أكثر من 20% منهم، حسب رويترز.
ونقلت الوكالة عن مصادرها في مخيم زمزم أن قوات الدعم السريع شنت هذا الأسبوع هجمات متعددة على سكان المخيم في إطار محاولتها تعزيز سيطرتها على المنطقة.
من جهتها أكدت منظمة أطباء بلا حدود مقتل سبعة أشخاص جراء أعمال العنف، في حين أفاد سكان محليون بأن أعداد القتلى قد تكون بالعشرات، وأوضحت المنظمة أن الكوادر الطبية عاجزة عن إجراء العمليات الجراحية داخل مخيم زمزم، مع تعذر الوصول إلى المستشفى السعودي في الفاشر، بعد أن بات هدفًا متكررًا لهجمات الدعم السريع.
وتقول قوات الدعم السريع إن زمزم هي قاعدة للقوات المشتركة وهي جماعات متمردة سابقة تقاتل الآن في صف الجيش.
لكن القوات المشتركة نفت في بيان يوم الخميس تواجدها في المخيم، وقالت الحكومة السودانية إن الجيش والقوات المشتركة ومتطوعين آخرين تمكنوا من صد قوات الدعم السريع هناك يوم الأربعاء.
وفي 8 يناير/كانون الثاني الماضي، اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية قوات الدعم السريع بارتكاب "إبادة جماعية" في إقليم دارفور في السودان، وفرضت عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو، فيما قالت المسؤولة الحكومية السودانية سليمة إسحق محمد الخليفة إنها وثّقت 554 حالة اغتصاب ارتكبها مقاتلو الدعم السريع بين أبريل 2023 وديسمبر/كانون الأول 2024.
وفي 17 ديسمبر الماضي، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد.
ونهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حمّلت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان، قوات الدعم السريع، مسؤولية ارتكاب عنف جنسي على نطاق واسع و"بدرجة مهولة"، في أثناء تقدمها في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك "الاغتصاب الجماعي، والخطف والاحتجاز ضمن ظروف ترقى للاستعباد الجنسي".
وقالت البعثة في تقريرها إن معظم حالات الاغتصاب والعنف الجنسي ارتكبتها قوات الدعم السريع، بالتحديد في ولايات الخرطوم الكبرى ودارفور والجزيرة، كجزء من نمط يهدف إلى "إرهاب ومعاقبة مدنيين بسبب صلاتهم المفترضة مع الطرف الآخر"، وإلى قمع أي معارضة لتقدمها.