قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، إنه يود أن يرى الأردن ومصر ودولًا عربية أخرى تزيد عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تقبلهم من قطاع غزة.
وعندما سُئل عما إذا كان هذا اقتراحًا مؤقتًا أو طويل الأجل، قال ترامب "يمكن أن يكون هذا أو ذاك".
وأشار ترامب، خلال تصريحات للصحفيين تناقلتها وكالات الأنباء، إلى أنه تناول هذا الأمر خلال اتصاله السبت مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأنه يعتزم الاتصال بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، حسب أسوشيتد برس.
وقال ترامب إنه أشاد خلال اتصاله بالعاهل الأردني بقبول بلاده لاجئين فلسطينيين، وأضاف "قلت للملك أنني أود منك أن تستقبل المزيد لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وهو في حالة من الفوضى، إنها فوضى حقيقية".
وتابع "سأتحدث مع السيسي في هذا الأمر. نود أن تستقبل مصر أشخاصًا أيضًا"، مستطردًا "نحن نتحدث عن مليون ونصف شخص، نود تطهير المنطقة برمتها".
وأكد ترامب "يجب أن يحدث شيء ما، هذا المكان أصبح الآن مهدمًا. تم هدم كل شيء تقريبًا، والناس يموتون هناك، لذا أود أن أشارك مع بعض الدول العربية وأن نبني مساكن في مكان مختلف، حيث يمكنهم العيش في سلام".
وقالت أسوشيتدبرس إن "إعادة توطين بهذا الشكل تتناقض بشكل واضح مع الهوية الفلسطينية وارتباط السكان العميق بغزة". ونقلت عن ترامب قوله "هذا الجزء من العالم شهد العديد من الصراعات على مدى قرون، وقد تكون إعادة التوطين مؤقتة أو طويلة الأمد".
وهذه ليست المحاولة الأولى لطرح مخطط تهجير الفلسطينيين بعيدًا عن قطاع غزة، تحديدًا إلى مصر والأردن، فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة أثير موضوع توطين سكان القطاع في سيناء، وهو ما أكدت مصر رفضه مرارًا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، رفض السيسي تهجير سكان قطاع غزة إلى صحراء سيناء، معتبرًا أن "ذلك يعني تصفية القضية الفلسطينية".
وقتها أكد السيسي أن "مصر دولة ذات سيادة، ونقل المواطنين من غزة إلى سيناء يعني نقل المقاومة من الأراضي الفلسطينية إلى مصر، وبالتالي تصبح سيناء قاعدة للانطلاق بعمليات ضد إسرائيل".
واستطرد "إذا كانت هناك فكرة للتهجير، توجد صحراء النقب في إسرائيل، ممكن قوي يتم نقل الفلسطينيين".
في الشهر نفسه، حذر العاهل الأردني من الدفع بموجة لاجئين من قطاع غزة بعنف باتجاه المملكة ومصر. وقال "هذا خط أحمر، لأنني أعتقد أن الخطة لدى بعض المشتبه بهم المعتادين هي محاولة خلق أمر واقع على الأرض. لا لاجئين في الأردن ولا لاجئين في مصر".
في حديثه للصحفيين أشار الرئيس الأمريكي إلى قراره إنهاء حظر فرضه سلفه جو بايدن على إرسال قنابل تزن 2000 رطل إلى إسرائيل.
وقال ترامب عن القنابل "أطلقناها اليوم. لقد كانوا ينتظرونها لفترة طويلة". وعندما سُئل عن سبب رفع الحظر عن تلك القنابل أجاب ترامب "لأنهم اشتروها".
وسبق أن قال الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في مايو/أيار الماضي، إن القنابل التي زودت بها الولايات المتحدة، إسرائيل، وتوقفت الآن عن إرسالها إليها لأول مرة منذ بداية العدوان "استخدمت في قتل المدنيين الفلسطينيين".
وفي يوليو/تموز الماضي، كشفت مصادر وصفتها وول ستريت جورنال بالمطلعة ولم تسمها، عن استخدام إسرائيل 8 قنابل تزن الواحدة منها 2000 رطل في مجزرة المواصي، التي ارتكبتها بحق المدنيين في خانيونس.
واعتمدت إسرائيل في عدوانها على غزة بشكل كبير على الأسلحة الأمريكية، منها قنابل الـ2000 رطل، التي استمرت واشنطن في إرسالها لتل أبيب حتى مايو الماضي، عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها احتجزت شحنة تحتوي على قنابل تزن 2000 رطل بزعم حماية المدنيين، لكن أعلنت بعدها موافقتها على شحن قنابل يبلغ وزن الواحدة 500 رطل.
جاءت تصريحات ترامب في وقت يحتفل الغزيون بالمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، بعدما نجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، في التوصل إلى اتفاق بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بعد 15 شهرًا من بدء الحرب في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.