قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن التأخير في تسليم الأسلحة المتعلق بالعدوان على غزة سيتم حله قريبًا، مناشدًا الإدارة الأمريكية سرعة إرسال شحنات الأسلحة، في وقت يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت كبار مسؤولي السياسة الخارجية والدفاع الأمريكيين خلال زيارة إلى واشنطن تستمر حتى الثلاثاء.
وقال نتنياهو، خلال اجتماع لحكومته، "منذ نحو أربعة أشهر، كان هناك انخفاض كبير في إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، تلقينا كل أنواع التفسيرات، ولكن الوضع بحد ذاته لم يتغير، آمل وأعتقد أن هذه القضية سيتم حلها في المستقبل القريب"، وفق يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
جاء ذلك في وقت تشهد العلاقات بين واشنطن وتل أبيب توترات، ففي مايو/أيار الماضي، استخدم الرئيس الأمريكي جو بايدن كارت الأسلحة للضغط على حكومة نتنياهو، وقال لـCNN إنه سيعلق شحنات أسلحة لإسرائيل إذا أمر نتنياهو قواته باجتياح رفح، مؤكدًا أن القنابل التي زودت بها بلاده، إسرائيل، "استخدمت في قتل المدنيين الفلسطينيين".
والأسبوع الماضي، أثار نتنياهو حفيظة واشنطن بعدما خرج بمقطع فيديو اتهمها فيه "بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل"، مقرًا بوجود مشكلات مع إدارة بايدن، بسبب القيود المفروضة على شحنات الأسلحة الموجهة لإسرائيل، مشددًا على أنه "حاول حل المشكلة بشكل خاص لعدة أشهر دون جدوى"، قبل أن يرد البيت الأبيض معبرًا عن "خيبة أمله الشديدة" من انتقادات نتنياهو.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار "بصدق لا نعرف ما الذي يتحدث عنه نتنياهو، باستثناء شحنة معينة من الذخائر ينظر فيها المسؤولون الأمريكيون عن كثب ليس هناك أي وقف آخر لشحنات أسلحة".
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مصدر للأسلحة والذخيرة لإسرائيل، وسبق أن قالت BBC إن واشنطن مُلزمة بالقانون بأن توفر لإسرائيل ما قيمته 3.8 مليار دولار من الأسلحة سنويًا، بهدف أن يمنحها هذا الأفضلية على الدول المجاروة.
وتنتظر إسرائيل من جالانت حل الأزمة بين البلدين خلال زيارته الحالية لواشنطن، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي "علاقتنا مع الولايات المتحدة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، والانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب في قطاع غزة له آثار كبيرة وسأتناول هذه القضايا مع كبار المسؤولين الأمريكيين".
ووفق صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، يناقش جالانت خلال الزيارة مستقبل الحرب، والوضع في قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، والجهود المبذولة لتجنب اندلاع حرب مع "حزب الله"، ووضع مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، والسياسة تجاه إيران، وقضايا إقليمية ذات صلة.
والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية بيعها أسلحة بأكثر من 13 مليار دولار (حوالي 49 مليار شيكل) خلال 2023، وقالت يديعوت أحرونوت إن حجم الصادرات الدفاعية "تضاعف خلال الـ5 سنوات الأخيرة، رغم أن إسرائيل في حالة حرب منذ أكثر من 8 أشهر".
ورغم أن بايدن شدد في مارس/آذار الماضي خلال مقابلة مع شبكة "إم إس إن بي سي" على أن التهديد الإسرائيلي باجتياح مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، سيكون "خطًا أحمر" بالنسبة لنتنياهو، لكنه قال في نفس المقابلة "لكنني لن أتخلى عن إسرائيل أبدًا. الدفاع عن إسرائيل لا يزال أمرًا بالغ الأهمية. لذلك ليس هناك خط أحمر يمكن أن أقطع عنده كل الأسلحة حتى لا تكون لديهم القبة الحديدية لحمايتهم".
ويؤكد هذا النهج تقديم نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية أندرو ميلر، استقالته قبل يومين، احتجاجًا على نهج إدارة بايدن في التعامل مع إسرائيل بشأن الحرب على قطاع غزة، ونقلت واشنطن بوست عن 3 أشخاص وصفتهم بأنهم مطلعون، قولهم إن ميلر استقال بعد تشكيكه في استراتيجية "عناق الدب" التي تتبعها إدارة بايدن في التعامل مع الحكومة الإسرائيلية.
وأضافت المصادر أن ميلر أبلغ زملاءه، الجمعة، أنه قرر ترك وظيفته بسبب "التزامات عائلية".