أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، عن الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بعد تسلمها 4 مجندات كن محتجزات لدى حركة حماس في مدينة غزة، في وقت قُتلت طفلة في اشتباكات جنوب جنين بين فلسطينيين وجيش الاحتلال.
وضمت الدفعة الثانية، وفق ما أوردته هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، 200 شخصًا، منهم 121 أسيرًا من المؤبدات، و79 أسيرًا من أصحاب الأحكام العالية. وجرى الإفراج عن 105 أسرى من سجن عوفر إلى رام الله، واثنين من أم الفحم داخل الأراضي المحتلة، و4 من القدس المحتلة، و19 أسيرًا إلى قطاع غزة، من بينهم أردني ومقدسي وثالث من مدينة نابلس بالضفة الغربية، مشيرة إلى إبعاد 70 من المفرج عنهم إلى خارج فلسطين.
وأعلنت حركة حماس، صباح اليوم، على تليجرام، وصول الأسرى المحررين المفرج عنهم من سجون الاحتلال إلى العاصمة القاهرة، وكان في استقبالهم قيادات من حركة حماس والفصائل الفلسطينية وأهالي الأسرى.
وقال مصدر في هيئة شؤون الأسرى لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، إن الأسرى الـ70 المبعدين وصلوا إلى مصر كمحطة أولى، حيث سيتم ترحيلهم إلى تونس والجزائر وتركيا حسب الاتفاق الذي جرى بين حماس والاحتلال الإسرائيلي.
ومن بين المفرج عنهم عميد الأسرى الفلسطينيين محمد الطوس، 67 عامًا، من قرية الجبعة جنوب بيت لحم، الذي أمضى 39 عامًا في سجون الاحتلال.
وتعرف إسرائيل أصحاب الأحكام العالية بأنهم "أسرى فلسطينيين تعرضوا للاعتقال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وتم محاكمتهم في المحاكم الإسرائيلية بتهم تدعي مشاركتهم في الترويج للإرهاب أو الانتماء لمنظمات إرهابية أو المشاركة في التخطيط لعمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وفي سياق آخر، قُتل شاب وأصيب 4 آخرين من بينهم طفل، جراء إطلاق قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند حاجز نتساريم على شارع صلاح الدين وسط القطاع، النيران باتجاه النازحين المتجمهرين استعدادًا للعودة إلى منازلهم شمال القطاع.
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي بغزة، في بيان مساء السبت عبر واتساب، اطلعت عليه المنصة، عن بدء عودة النازحين لشمال القطاع صباح الأحد، عن طريق شارع الرشيد على الساحل الغربي، مشيًا على الأقدام دون تفتيش بالاتجاهين.
كما أوضح مكتب الإعلام الحكومي أنه حسب الاتفاقية بين حماس وجيش الاحتلال يُسمح بعودة النازحين في سياراتهم بعد فحصها من قبل شركات أمريكية وبإشراف مصري قطري عند حاجز نتساريم على شارع صلاح الدين شرقًا، مشيرًا إلى أن الطريق ستكون مفتوحة أمام عودة النازحين بالسيارات منذ صباح الأحد، وباتجاه واحد فقط.
ومن جانبه، أعلن جيش الاحتلال عن عدم تغير الحالة على شارع البحر وشارع صلاح الدين في محور نتساريم، مؤكدًا أن "الطريقين خطر، ويُمنع عبورهما بأي شكلٍ كان وحتى إشعار آخر".
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري، السبت، إن "حركة حماس لم تلتزم باتفاق التبادل مع إسرائيل".
وأوضح هاجاري، في مؤتمر صحفي، أن "حماس لم تلتزم بالاتفاق بالإفراج عن المدنيين الإسرائيليين أولًا".
وحسب إعلام عبري، لم تلتزم حماس بالأسماء المتفق عليها في إطلاق سراح الدفعة الثانية من المحتجزات الإسرائيليات، حيث تطالب تل أبيب بالإفراج عن أربيل يهود، لكن حماس أفرجت عن مجندة إسرائيلية بدلًا منها.
ونتيجة تخوفات من مقتل أرييل يهود، طالبت تل أبيب عن طريق الوسطاء، باستلام دليل من حماس يفيد بأنها على قيد الحياة، إلا أن ذلك لم يتم، حسبما نقل الصحفي الإسرائيلي ألموج بوكر عن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ونوه بوكر إلى "خرق إضافي" من جانب حركة حماس، حيث لم تُسلم قائمة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الأحياء وقائمة أخرى بالقتلى، كان من المفترض تسليمهما للوسطاء حتى منتصف ليلة الأحد.
وقضت مئات العائلات النازحة ليلة أمس في العراء على حاجزي نتساريم الشرقي والغربي، على أمل السماح لهم بالدخول والعودة سواء مشيًا على الأقدام عن طريق شارع البحر، أو بسياراتهم عبر شارع صلاح الدين، ومن المتوقع أن يصدر قرار إسرائيلي بشأن ذلك اليوم الأحد.
ونجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بعد 15 شهرًا من بدء الحرب في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.
والأسبوع الماضي، سلَّم عناصر من كتائب القسام 3 محتجزات إسرائيليات لجيش الاحتلال الذي أفرج في المقابل عن 90 معتقلًا فلسطينيا.
وفي الضفة الغربية، دارت اشتباكات عنيفة بين فلسطينيين وقوة إسرائيلية جنوب جنين، بعد تسلل القوة إلى قرية مثلث الشهداء جنوب جنين، حسبما نقل الشرق الأوسط.
وفي وقت لاحق، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن طفلة تدعى ليلى محمد أيمن الخطيب، عامان ونصف العام، قُتلت إثر إصابتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الرأس بمنطقة مثلث الشهداء في جنين.
لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي قال إنه أطلق النار على مجموعة مسلحين تحصّنوا داخل مبنى في منطقة مثلث الشهداء في جنين.