إسرائيل تفرج عن 90 فلسطينيًا.. واحتفالات في غزة والضفة رغم قيود الاحتلال
أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، سراح 90 معتقلًا فلسطينيًا، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في مقابل 3 محتجزات إسرائيليات سلمتهم حماس للصليب الأحمر أمس.
واستلمت طواقم الصليب الأحمر الفلسطينيين المُفرج عنهم من سجن عوفر في النقب، ومن بينهم القيادية في الجبهة الشعبية خالدة جرار، ونقلتهم إلى منازلهم في القدس ومختلف المناطق في الضفة الغربية، وسط تضييقات واقتحامات من جيش الاحتلال، خاصة في القدس بهدف منع أي مظاهر احتفال بتحريرهم.
وأفاد مصدران من القدس لـ المنصة، أن جيش الاحتلال اقتحم منازل ذوي المعتقلين في القدس الشرقية وهددهم قبل ساعات من وصول أبنائهم المحررين، كما نشر قواته في محيط المنازل وصادر مظاهر الاحتفال، مانعًا استقبال الأقارب والجيران، وقصره على أفراد العائلة فقط، خاصة في رأس العامود وبلدة الطور وأحياء أخرى.
وفي بيتونيا غرب رام الله بالضفة الغربية، احتشد الفلسطينيون فجرًا لاستقبال المُفرج عنهم من سجن عوفر، حيث أضاءت الألعاب النارية سماء البلدة وصدحت مكبرات الصوت بالفرح، وأكد شاهد عيان لـ المنصة، أن الأهالي أصروا على الاحتفال رغم قيود جيش الاحتلال، تعبيرًا عن التحدي والابتهاج بتحرير أبنائهم.
وهتف الفلسطينيون في احتفالاتهم لرئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، يحيى السنوار، الذي قُتل خلال اشتباكات مع جيش الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة أثناء حرب الإبادة الإسرائيلية، كما هتفوا باسم ضحايا قطاع غزة خلال الحرب، والذين قارب عددهم 47 ألف قتيلًا.
وفي قطاع غزة، سمح جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، بدخول 552 شاحنة مساعدات عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح، وأفاد مصدر في هيئة المعابر الفلسطينية لـ المنصة، بوصول 242 شاحنة إلى شمال قطاع غزة و310 إلى وسطه وجنوبه، محملة بمواد غذائية وإغاثية ومحروقات.
ووفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل المحتجزين، التزم الاحتلال بالسماح بدخول 600 شاحنة يوميًا لتلبية احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، معظمهم نازحون بعد فقدان منازلهم.
وينص الاتفاق على بدء عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال مشيًا على الأقدام عبر شارع البحر بعد سبعة أيام من سريان الاتفاق، دون تفتيش، وفي اليوم الـ22، سيسمح لهم بالعودة بسياراتهم بعد فحصها عبر شارع صلاح الدين.
وفي كلمة مسجلة نشرتها حركة حماس عبر تليجرام، وجه الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، تحية لعناصر المقاومة الفلسطينية من مختلف الفصائل ولأهالي قطاع غزة، مشيدًا بتضحياتهم وصمودهم خلال 471 يومًا من حرب الإبادة الإسرائيلية، واستغرقت كلمته قرابة نصف ساعة، تخللتها رسائل دعم وتأكيد على الثبات في مواجهة الاحتلال.
وأشار أبو عبيدة في كلمته إلى أن الحرب كشفت عنصرية وهمجية الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن ممارسات القتل الجماعي والإبادة تسببت في دمار واسع بمناطق ومدن قطاع غزة، مضيفًا أن الاحتلال اضطر للرضوخ لمطالب المقاومة وقبول صفقة التبادل، رغم أن المقاومة كانت مستعدة للتفاوض ووقف إطلاق النار منذ اليوم الأول للحرب.
وقال إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أطال أمد الحرب بهدف تنفيذ المجازر وتهجير سكان غزة إلى الخارج.
وأشاد أبو عبيدة بتضحيات الفلسطينيين في الضفة الغربية، خاصة مدينة جنين، واصفًا إياها بـ"شقيقة الروح لغزة في البطولة والعنفوان"، وأكد تقدير المقاومة لوقوف أبطال الضفة ضد محاولات الاستهداف والتصفية، كما دعا المقاومة في مدن الضفة للاستعداد لمواجهة مخططات الاحتلال "الخطيرة"، محذرًا من محاولات الفتنة وتجميل التعاون مع الاحتلال.
وشدد أبو عبيدة على التزام كتائب القسام باتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا الجاهزية لتنفيذ بنوده، بما يشمل وقف القتال، الالتزام بالجدول الزمني لصفقة التبادل، وتأمين محتجزي الاحتلال وصولاً لتسليمهم مقابل الإفراج عن المحتجزين الفلسطينيين في كافة المراحل.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أمس، لإنهاء 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي على المدنيين والنازحين في قطاع غزة، في أعقاب هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.
ونجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية الأربعاء الماضي، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبموجبه ستطلق حماس سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا لديها في المرحلة الأولى من بين 98 محتجزًا، ولن يتم تسليمهم دفعة واحدة لكن على مدار المرحلة التي تمتد 42 يومًا لضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار.