سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، صباح اليوم، أربع مجندات إسرائيليات للصليب الأحمر في ميدان الساحة وسط قطاع غزة، ضمن الدفعة الثانية من عملية تبادل المحتجزين بين حماس وإسرائيل التي تستعد للإفراج عن 200 معتقل فلسطيني في إطار اتفاق وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي.
ونجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بعد 15 شهرًا من بدء الحرب في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.
والأسبوع الماضي، سلَّم عناصر من كتائب القسام 3 محتجزات إسرائيليات لجيش الاحتلال الذي أفرج في المقابل عن 90 معتقلًا فلسطينيا.
وجاء تسليم الدفعة الثانية وسط حشود كبيرة من عناصر كتائب القسام، التي تواجدت في المكان وجهزت منصة لاستقبال المجندات اللواتي ظهرنّ على المنصة بلباسهن العسكري قبل تسليمهن للصليب الأحمر، كما احتشد المئات من المواطنين في محيط منطقة التسليم وهتفوا بشعارات داعمة للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها القسام.
وبالتزامن مع إطلاق الدفعة الثانية من المحتجزين، بدأ النازحون في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة رفع خيامهم وتجهيز أمتعتهم استعدادًا للعودة إلى مدنهم وأحيائهم ومنازلهم المدمرة في شمال القطاع.
ومن المقرر أن تبدأ عودة النازحين صباح الأحد، سيرًا على الأقدام عبر شارع البحر غرب القطاع، في خطوة تعكس الأمل بعودة الحياة تدريجيًا إلى المناطق المتضررة.
ويستعد جيش الاحتلال للانسحاب من محور نتساريم الغربي، تمهيدًا لعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة عبر شارع البحر مشيًا على الأقدام دون تفتيش، وسيقطع النازحون مسافة 10 كيلومترات حتى الشيخ عجلين، حيث سيواصلون طريقهم بوسائل النقل إلى مدنهم ومنازلهم.
وقال محمد عبد السلام، 41 عامًا، وهو من سكان شمال مدينة غزة لـ المنصة، إنه قرر وأسرته العودة في أول أيام فتح الطريق وانسحاب جيش الاحتلال منها، مضيفًا "الطريق طويلة ومتعبة لكن إحنا ما مصدقين نرجع تعبنا هنا في النزوح".
وأشار إلى أنه سيمكث هذه الليلة على تبة النويري مدخل مخيم النصيرات الغربي، حتى يكون من أول الواصلين إلى مدينة غزة، فلم يعد لديه شيء هنا في مناطق النزوح.
وقال عبد الرحمن شريتح،47 عامًا، وهو من سكان شمال القطاع، ووصل وعائلته إلى تبة النويري غرب النصيرات تحضيرًا إلى العودة "بدنا نرجع ع بلادنا ندور على قرايبنا إللي فقدناهم وبدنا نرجع نفقد بيوتنا، صرلنا أكتر من سنة بعاد عنها وما بنعرف إيش حالها اليوم".
وأشار شريتح لـ المنصة، إلى فقدانه التواصل مع بعض أفراد عائلته خلال العمليات البرية الإسرائيلية شمال القطاع، وقال إنه يريد العودة للبحث عنهم عله يجد دليلاً على بقائهم على قيد الحياة سواء هناك في الشمال، أو إذا كانوا قد تعرضوا للاعتقال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
كذلك، أشارت فتحية طبيل، 39 عامًا، وهي نازحة من شمال القطاع إلى جنوبه منذ أكثر من عام، إلى أنها تريد العودة للبحث عن أقاربها المفقودين خلال العمليات العسكرية لجيش الاحتلال، موضحة أنّ من بين المفقودين شقيقتها وعائلتها، كما أنها تريد وأسرتها العودة إلى منازلهم.
وتجري تحضيرات عودة النازحين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يسمح بعودتهم إلى شمال القطاع عبر شارع البحر سيرًا على الأقدام بدءًا من اليوم السابع للاتفاق، ومن المتوقع لاحقًا السماح بعودتهم بسياراتهم عبر شارع صلاح الدين شرق المدينة، بعد تفتيش تديره شركات أمنية أمريكية تحت إشراف مصري قطري.
وبعد تسلّم جيش الاحتلال الإسرائيلي للمجندات الأربع المفرج عنهن، تستعد السلطات الإسرائيلية للإفراج عن نحو 200 محتجز فلسطيني، ومن المتوقع أن يصل معظمهم إلى مدن وبلدات الضفة الغربية، بينما سيتوجه 16 معتقلًا إلى قطاع غزة، في حين قد يتم إبعاد عدد آخر إلى مصر لنقلهم إلى بلدان أخرى قبلت استضافتهم، وفقًا لمصدر في هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين لـ المنصة، وما نشرته مونت كارلو.
وفي وقت سابق، أكد قيادي في حماس لـ المنصة، أن مفاوضات وقف إطلاق النار شهدت حديثًا عن تقديم الحركة قائمة أولية ضمت 70 إلى 100 للمعتقلين لدى الاحتلال ضمت أسماء بارزة في الحركة مقرر الإفراج عنهم، وإمكانية إبعادهم إلى ثلاث دول بينها تركيا والجزائر بطلب إسرائيلي.