واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف مواقع عسكرية في سوريا، أمس، فيما أكد قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد، تزامنًا مع إعلان حزب البعث الحاكم في سوريا تعليق عمله ونشاطه الحزبي حتى إشعار آخر.
وشنت هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقًا، هجومًا مباغتًا ضد النظام السوري في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتهى إلى إسقاطه في غضون 10 أيام بانسحاب الجيش السوري وهروب بشار الأسد إلى روسيا لاجئًا.
وقال الأمين العام المساعد لحزب البعث إبراهيم الحديد، إن "القيادة المركزية للحزب قررت تعليق العمل والنشاط الحزبي بكافة أشكاله ومحاوره حتى إشعار آخر، وتسليم كافة الآليات والمركبات والأسلحة إلى وزارة الداخلية، على أن توضع كافة أملاك وأموال الحزب تحت إشراف وزارة المالية، ويودع ريعها في مصرف سوريا المركزي".
وقرر الحزب "وضع جامعة الشام الخاصة تحت إشراف وزارة التعليم العالي من الناحية العلمية والأكاديمية والتدريسية والإدارية، بما في ذلك العاملين في الجامعة وكادرها الوظيفي والتدريسي والأكاديمي".
وعام 1947 تأسس حزب البعث الذي يحكم سوريا منذ أكثر من خمسين عامًا، بعد أن سيطر على الحكم في 8 مارس/آذار 1963، وله 185 عضوًا في البرلمان من أصل 250 عضوًا.
من ناحية أخرى، قال قائد قائد هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقًا" أحمد الشرع، إنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد، ويُغلق "السجون سيئة السمعة".
وأضاف الشرع لرويترز، أمس، أن إدارة العمليات العسكرية المرتبطة بهيئة تحرير الشام، التي يقودها وتحكم الآن أغلب أنحاء سوريا، تعمل مع المنظمات الدولية على تأمين مواقع يُحتمل وجود أسلحة كيماوية فيها.
وفي سياق متصل، أبلغ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنه من المهم أن تكون الولايات المتحدة وإسرائيل على تشاور وثيق بشأن الأحداث الجارية في سوريا.
وذكر بيان لوزارة الدفاع الأمريكية أن أوستن أبلغ كاتس، خلال اتصال هاتفي بينها، بأن واشنطن تراقب التطورات في سوريا وأنها تدعم انتقالاً سياسيًا سلميًا يشمل الجميع.
يأتي ذلك في وقت أعلنت إسرائيل سيطرتها على المنطقة العازلة على الحدود السورية، ودفعت بقواتها للاستيلاء على منطقة جبل الشيخ المحاذية لهضبة الجولان، عقب انسحاب الجيش السوري وسقوط نظام بشار الأسد بأقل من 24 ساعة، بحُجة "منع الميليشيات من التقدم".
ومساء الاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن القسم الذي تحتله بلاده وضمته من هضبة الجولان السورية "سيظل إسرائيليًا إلى الأبد".
واليوم، قال جيش الاحتلال إن قواته تواصل أنشطتها في مواقع رئيسية داخل المنطقة العازلة في سوريا، واستهدفت "مصادر تهديد، ومواقع لمسلحين على الحدود".
وأشار الاحتلال، في بيان، إلى أن قواته صادرت خلال عمليات البحث عدة دبابات سورية معطلة، وعثرت في موقع للجيش السوري على مخبأ للأسلحة، تشمل الألغام والمتفجرات وصواريخ مضادة للدبابات ومعدات عسكرية أخرى.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أمس، إن إسرائيل "ترسم منطقة عازلة جديدة"، ودمرت أكثر من 80% من الترسانة العسكرية السورية حتى الآن.
من ناحيتها، نددت مصر بالاستهداف الإسرائيلي الممنهج للبنية التحتية داخل الأراضي السورية، معلنة رفضها استغلال إسرائيل حالة الفراغ في سوريا لتقويض الدولة واحتلال أراضيها.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن "الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا بمثابة إمعان في الانتهاك الممنهج للقانون الدولي"، وحذرت من المخاطر الوخيمة المتوقعة للسياسات الإسرائيلية.
وأدرج مجلس الأمن عام 2014 جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، وفق الاسم الأكثر شيوعًا لها، على قائمة العقوبات المرتبطة بالكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما صنفتها الولايات المتحدة إرهابية منذ عام 2012، وهي تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد على يد أبو محمد الجولاني الذي استخدم مؤخرًا اسمه الأصلي أحمد الشرع.
لكن مسؤولًا أمريكيًا لم تسمه واشنطن بوست، قال إن الولايات المتحدة لا تستبعد حذف هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب بعد تقييم مدى استقلالها عن تركيا "لنتعامل معها من أجل استقرار سوريا".