شن جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 250 غارة جوية على مختلف أنحاء سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد قبل يومين، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن القسم الذي احتلته بلاده من هضبة الجولان السورية "سيظل إسرائيليًا إلى الأبد".
وانهار نظام الأسد بهروبه فجر الأحد الماضي عقب وصول فصائل المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق، ودخولها القصر الجمهوري بعد 10 أيام فقط من بداية هجوم مباغت شنته هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقًا، من حلب في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مستهدفة إحياء العملية السياسية في سوريا.
وقال المرصد إن الغارات دمرت أهم المواقع العسكرية في البلاد، وطالت مطارات ومستودعات وأسراب طائرات ورادارات ومحطات إشارة عسكرية ومستودعات أسلحة وذخيرة ومراكز أبحاث علمية وأنظمة دفاعات جوية، فضلًا عن منشأة دفاع جوي وسفن حربية في ميناء اللاذقية الواقع في شمال غرب سوريا.
ونقلت سكاي نيوز عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم، أمس، قولهم إن تل أبيب ستكثف ضرباتها الجوية على مخازن الأسلحة المتطورة في سوريا، وستبقى قواتها على الأرض بهدف القضاء على أي تهديد لأمنها.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس، أن القسم الذي تحتله بلاده وضمته من هضبة الجولان السورية "سيظل إسرائيليًا إلى الأبد"، وقال خلال مؤتمر صحفي في القدس إن "الجولان سيكون جزءًا من دولة إسرائيل إلى الأبد"، مضيفًا "سيطرتنا على هضبة الجولان تضمن أمننا، إنها تضمن سيادتنا".
واحتلت إسرائيل القسم الأكبر من الهضبة السورية عام 1967، وصدت هجومًا سوريًا استهدف استعادته في حرب 1973 قبل أن تضمه في 1981.
ومساء الأحد الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استيلاء قواته على منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية لهضبة الجولان، عقب انسحاب الجيش السوري وسقوط نظام بشار الأسد بأقل من 24 ساعة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أمس، إن تقدم إسرائيل داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري يشكل انتهاكًا لاتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا الذي وُقع عام 1974.
وأبرمت اتفاقية فض الاشتباك في 31 مايو/آيار 1974 بين سوريا وإسرائيل بجنيف، بغرض الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في المنطقة. وأنشأ الاتفاق منطقة عازلة، فضلًا عن منطقتين متساويتين من القوات والأسلحة المحدودة للطرفين على جانبي المنطقة.
وقال دوجاريك إن قوة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة فض الاشتباك "أبلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الأفعال تشكل انتهاكًا لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك"، موضحًا أن القوات الإسرائيلية التي دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر في 3 أماكن.
وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تستخدم كل ما لديها من أدوات لضمان أمنها بعد تغيّر القيادة السورية.
وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتدمير الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في أرجاء سوريا، بما يشمل صواريخ أرض جو وأنظمة الدفاع الجوي وصواريخ أرض أرض وصواريخ كروز والصواريخ بعيدة المدى.