طلب الرئيس السوري بشار الأسد، دعم الحلفاء والأصدقاء في مواجهة الفصائل المسلحة التي سيطرت على حلب، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدمشق أمس، في وقت قالت منظمة الخوذ البيضاء اليوم، إن 25 قتلوا، إثر غارات سورية روسية على مدينتي حلب وإدلب وأصيب أكثر من 125 آخرين.
وفي الوقت الذي تؤكد منظمة الخوذ البيضاء أن من بين القتلى نساء وأطفال، قال بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء في سوريا اليوم، إن سلاح الجو السوري والروسي قصف مواقع تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب الشرقي مما أسفر عن "مقتل وإصابة العشرات من قوات المعارضة".
وشنت فصائل سورية مسلحة في مقدمتها هيئة تحرير الشام، الأربعاء الماضي هجومًا مباغتًا على مدينة حلب، واستطاعت في غضون يومين السيطرة على مدينتي حلب وإدلب، وسط موجات نزوح كبيرة للمدنين.
وأكد الكرملين اليوم أن روسيا مستمرة في دعم الأسد، مشيرًا إلى أنه "سيبحث المساعدة المطلوبة لاستقرار الوضع"، حسب ما نقله موقع سويس إنفو عن رويترز.
وقال مدونون عسكريون روس يوم الأحد إن موسكو أقالت الجنرال المسؤول عن القوات الروسية في سوريا سيرجي كيسيل، ليحل محله الكولونيل جنرال ألكسندر تشايكو، حسب رويترز. ولم تؤكد وزارة الدفاع الروسية رسميًا هذا التغيير.
وفي سياق متصل، قال مصدران في الجيش السوري لرويترز إن عناصر من فصائل شيعية مدعومة من إيران دخلت سوريا ليل الأحد من العراق وتتجه إلى شمال سوريا لتعزيز قوات الجيش السوري التي تقاتل قوات المعارضة. وذكر أحدهما وهو مصدر كبير في الجيش أن عشرات من مقاتلي قوات الحشد الشعبي العراقية المتحالفة مع إيران عبروا أيضًا من العراق إلى سوريا عبر طريق عسكري بالقرب من معبر البوكمال، حسب سويس إنفو.
من جانبها، أعلنت الفصائل السورية المعارضة لأول مرة عن هدف الهجوم المسلح، حيث أعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض، هادي البحرة، خلال مؤتمر صحفي، أن هدفهم هو إحياء العملية السياسية وإعادة اللاجئين والنازحين إلى أراضيهم، حسب موقع عنب بلدي.
وأضاف البحرة أن العمليات العسكرية الجارية "ليست ثأرًا"، بل تهدف لتحقيق أهداف سياسية واضحة وإرساء السلام في سوريا، وأن الفصائل المشاركة ليست "تحرير الشام" فقط، بل توجد فصائل من "الجيش الوطني" وفصائل معارضة أخرى.
وأدرج مجلس الأمن عام 2014 هيئة تحرير الشام، على قائمة العقوبات المرتبطة بالكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما صنفتها الولايات المتحدة إرهابية منذ عام 2012، وهي تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد أبو محمد الجولاني.
وأشار رئيس الائتلاف السوري إلى أن العملية موجهة ضد النظام السوري وقسد، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية الكردية، التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة وتتمركز في الشمال السوري.
وحاربت الولايات المتحدة ضمن تحالف دولي لقتال تنظيم "داعش" إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية الكردية، قبل أن تسحب قواتها في عام 2019 مع تقويض قدرات التنظيم الإرهابي.
وكان الأكراد أعلنوا أمس التعبئة العامة في مواجهة هجمات الفصائل المسلحة. واليوم أعلن القائد العام لقسد مظلوم عبدي، أن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، قطعت ممرًا إنسانيًا حاولت قسد فتحه بين مناطقها في شمال شرقي سوريا وبين حلب ومنطقة تل رفعت والشهباء، في محاولة إخراج السكان بأمان.
وأضاف عبدي، عبر إكس، أن قوات قسد واجهت هجمات مكثفة من عدة جهات مع انسحاب الجيش السوري وحلفائه من حلب.