دعت الأمم المتحدة إلى الوقف الفوري لـ"الأعمال العدائية" في مدينة حلب السورية، والحوار بين الأطراف المتقاتلة حسب المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية آدم عبد المولى، في وقت أعلن الأكراد في بعض مناطق الشمال السوري التعبئة العامة متهمين تركيا بالوقوف خلف هجوم هيئة تحرير الشام على حلب، في مشهد يُنذر بمزيد من التصعيد.
وقال المسؤول الأممي، في بيان أمس، إن التصعيد الأخير للأعمال العدائية في حلب والذي بدأ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أسفر عن خسارة مأساوية لأرواح المدنيين الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية وتعليق الخدمات الأساسية، وفقًا للموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وقال عبد المولى إن هذا التصعيد الأخير للأعمال العدائية يأتي في وقت يضطر عدد لا يحصى من الناس، الذين عانى الكثير منهم بالفعل من صدمة النزوح، إلى الفرار مرة أخرى، تاركين وراءهم منازلهم وسبل عيشهم.
وحث جميع أطراف الصراع على وقف الأعمال العدائية على الفور وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين بما في ذلك سلامة عمال الإغاثة، مشددًا على أنه لا ينبغي لشعب سوريا أن يتحمل المزيد من المعاناة، داعيًا إلى منح الحوار فرصة.
وذكَّر بأن الأزمة السورية لا تزال واحدة من أشد الأزمات الإنسانية حدة في العالم، مشيرًا إلى أنه قبل تدفق أكثر من نصف مليون عائد ولاجئ من لبنان منذ أيلول/سبتمبر، كان هناك أكثر من 16.7 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية. وحذر من أن هذا العنف الأخير يضيف المزيد من الأرواح التي تحتاج الآن إلى الإنقاذ بشكل عاجل.
من جانبه قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسون، إن التطورات الأخيرة في سوريا تشكل مخاطر شديدة على المدنيين في بلد مزقته ما يقرب من 14 عامًا من الحرب والصراع، كما أن لها عواقب وخيمة على السلام والأمن الإقليميين والدوليين.
في غضون ذلك، أعلنت السلطات الكردية في المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري الأحد، التعبئة العامة بعد تقدم المعارضة السورية المسلحة عبر ريف حلب الشمالي.
وقالت ما تعرف باسم الإدارة الذاتية الكردية إن تركيا "مع مرتزقتها" مسؤولة عن تنفيذ الهجمات "بشكل خاص في عفرين والشهباء وحلب"، حسب سي إن إن.
وعفرين والشهباء منطقتان قريبتان من الحدود التركية تسيطر عليهما الإدارة الذاتية الكردية. ولطالما كانت التنظيمات المدعومة من تركيا في شمال سوريا على خلاف مع الجماعات الكردية، وخاصة حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.
وقالت الإدارة الذاتية الكردية إن هذا "العدوان يستهدف احتلال وتقسيم سوريا وتحويلها إلى مركز للإرهاب الدولي. الهجمات التي بدأت في حلب وحماة لا تقتصر على منطقة معينة، لكنها تشكل تهديدًا لسوريا برمتها".
في سياق متصل، ناقش وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن مع نظيره التركي هاكان فيدان الوضع المتطور بسرعة في سوريا، والحاجة إلى خفض التصعيد وحماية أرواح المدنيين والبنية الأساسية في حلب وأماكن أخرى، حسب سكاي نيوز.
كما ناقشا الجهود الإنسانية الجارية في غزة والحاجة إلى إنهاء الحرب وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن.
وشن الطيران السوري والروسي أمس، غارات على معاقل فصائل المعارضة المسلحة في ريفي حلب وإدلب، بالتزامن مع إعلان الجيش السوري استعادة سيطرته على عدد من البلدات التي اجتاحتها الفصائل المسلحة في محافظة حلب قبل يومين، وفي مقدمتها هيئة تحرير الشام.
وأدرج مجلس الأمن عام 2014 جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، وفق الاسم الأكثر شيوعًا لها، على قائمة العقوبات المرتبطة بالكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما صنفتها الولايات المتحدة إرهابية منذ عام 2012، وهي تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد أبو محمد الجولاني.