أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استيلاء قواته على منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية لهضبة الجولان، عقب انسحاب الجيش السوري وسقوط نظام بشار الأسد بأقل من 24 ساعة.
وانهار نظام بشار الأسد بهروبه أمس، بعد وصول فصائل المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق، ودخولها القصر الجمهوري بعد 10 أيام فقط من بداية هجوم مباغت شنته هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقًا" من حلب في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مستهدفة إحياء العملية السياسية في سوريا.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المستوى السياسي في إسرائيل يدرس تعميق توغل جيش الاحتلال داخل هضبة الجولان السورية بدعوى "منع دخول قوات المتمردين إلى المنطقة" وأنه سيكون "القوة التنفيذية" فيها.
وقالت إن مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر وافق بالإجماع على قرار احتلال المنطقة العازلة ونقاط المراقبة في هضبة الجولان على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن السيطرة على المنطقة العازلة ستكون "عملية مؤقتة"، عقب تهديد من وصفتهم بالميليشيات.
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على إكس صورًا من مداهمة جبل الشيخ، زاعمًا أن ذلك "لضمان أمن سكان بلدات هضبة الجولان ومواطني دولة إسرائيل في ضوء الأحداث في سوريا".
"نؤكد أن جيش الدفاع لا يتدخل في الأحداث الواقعة في سوريا وسيواصل العمل وفق ما تقتضيه الضرورة للحفاظ على المنطقة العازلة وحماية دولة إسرائيل ومواطنيها"، حسب بوست أدرعي، صباح اليوم.
وأوضحت يديعوت أحرونوت أن جيش الاحتلال سيطر على جبل الشيخ في الساعات الأخيرة دون مقاومة، كما احتل الشريط العازل الممتد داخل الجانب السوري شرق خط وقف إطلاق النار في الجولان.
كما أصدر جيش الاحتلال تحذيرًا لسكان 5 بلدات سورية حدودية بعدم التحرك والخروج من منازلهم حتى إشعار آخر.
وخلال زيارته موقعًا قرب الحدود السورية، أمس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه أصدر تعليمات لجيش الاحتلال بالاستيلاء على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها، قائلا "لن نسمح لأي قوة معادية بترسيخ نفسها على حدودنا"، معلنًا انهيار اتفاق فك الاشتباك الموقع عام 1974 مع سوريا بشأن الجولان.
والجولان تمتد على مساحة نحو 800 كيلومتر مربع، واحتلت إسرائيل القسم الأكبر من مرتفعات الجولان خلال حرب 1967 ثم ضمتها لاحقًا، حسب الحرة.
واتفاقية فك الاشتباك أبرمت في 31 مايو/آيار 1974 بين سوريا وإسرائيل بجنيف، بغرض الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في المنطقة. وأنشأ الاتفاق منطقة عازلة، فضلًا عن منطقتين متساويتين من القوات والأسلحة المحدودة للطرفين على جانبي المنطقة.